سامر الياس سعيد
بعد المسيرة المتذبذبة التي خاضها منتخبنا الوطني لكرة القدم في غضون العامين الماضيين، وما رافق تلك المسيرة من مستويات غير متوازنة أبرزت ظهور العديد من الملاحظات على أداء المنتخب خصوصاً في إطار التصفيات الحاسمة، وعجزه عن المحافظة على تقدّمه في أغلب تلك المباريات، والثغرات التي عانى من خلالها في استقبال شباكه للعديد من الأهداف،
وتسرّع المهاجمين، وغياب التركيز في إنهاء اللمسة الأخيرة، بات التعويل من جانب الجمهور الرياضي على توهّج المنتخب الأولمبي لاسيما في ضوء الاستقرار النفسي الذي يعيشه هذا المنتخب، ورؤية مدرّبه التشيكي ميروسلاف سوكوب بالاستعانة باللاعبين والتأكّد من قدرتهم على تحقيق طموحات الجماهير العراقية.
كان المنتخب الأولمبي في أزمنة عديدة رديفاً للمنتخب الوطني، وكان التميّز الذي يحقّقه المنتخب الأول نتيجة منطقية لما يقدّمه لاعبو المنتخب الأولمبي في المحافل والبطولات التي تجري بالتزامن، فعلى سبيل المثال لم يختلف نجوم المنتخب الأولمبي ممّن شاركوا في دورة الألعاب الاولمبية عن أنهم كانوا أنفسهم نخبة المنتخب الوطني، وذلك في العام الذي أعقب حرب التغيير أي بعد عام 2003 حينما كانوا بترابطهم وانسجامهم يحقّقون الأفضل للمنتخبين المذكورين وصولاً للنضج النفسي الذي تكلّل بإحراز بطولة كأس آسيا في العام 2007 مع عدد من لاعبي المنتخب الأولمبي ممّن كانوا على الموعد حينما وصلوا لفرق المربّع الذهبي في الدورة الأولمبية المذكورة
واليوم يتجدّد الطرح حول مدى أحقيّة المنتخب الأولمبي من أن يُسهم في تخفيف المعاناة التي أبرزها المنتخب الوطني والأفكار التي انطلقت في محيط هذا المنتخب لترسّخ حقيقة معاناة الكرة العراقية في الكثير من الجوانب التي أدّت إلى تقهقر النتائج وتذبذب المستويات البدنية للاعبي منتخبنا برغم أن كل المنتخبات الوطنية لاسيما منتخبات الفئات العمرية عملت على ترسيخ المواهب في بطولات متعدّدة كشفت عن المواهب والقابليّات ممّن تجد فرصتها بالتدرّج للوصول الى إرتداء فانيلة الوطنية والدفاع عنها في خضم منافسات فرق البطولات
وفي الأفق توجد فرصة ظهور المنتخب الأولمبي حينما يبرز في مشاركته المرتقبة عبر نهائيات كأس آسيا من دون سن 23عاماً والتي تبرز كفرصة مناسبة لتأكيد معافاة الكرة العراقية التي عانت ما عانت من أمراض شتّى لاسيما المنتخب الأول حينما تم تشخيص الفقر التهديفي والأزمة الناشبة بين رؤية المدرّب الأجنبي ونظيره المحلي وغياب التمركز الصحيح للاعبين فضلاً عن الترجمة المناسبة لخطط المدرّب وتفعيل رؤيته في إبراز قدرة المنتخب على مجاراة منافسيه في ظلّ ظهور يتحدّد فقط بإقامة المباريات الرسمية فحسب من دون وجود مؤشّرات للإعداد العام وتجميع اللاعبين لإقامة معسكر شامل يتم الوقوف من خلاله على أحقيّة كل لاعب وقدرته على تحقيق جدارته في ارتداء فانيلة المنتخب.
وعلى مدرّب المنتخب الأولمبي إعداد رؤيته بشأن أسلوب لعب المنتخبات التي ستواجه منتخبنا في إطار تلك البطولة لاسيما مع وقوع المنتخب الى جانب كلا من استراليا والأردن والكويت وقدرة كل منتخب من هذه المنتخبات على المنافسة حينما نشير الى أن المنتخب الاسترالي الذي يشرف على تدريبه المدرب الأكاديمي تريفور مورغان ذي الـ50 عاماً يعتمد في خططه على الدور الهجومي الضاغط لخلخلة دفاعات المنافسين، وتوظيف عاملي الطول والقوة البدنية للاعبي الفريق المذكور في ترجيح كفتهم، أما المنتخب الأردني والذي يقوده المدرب الشاب أحمد هايل إبراهيم فرغبة المنتخب العربي المذكور تكمن بانتهاج أسلوب اللعب غير المباشر والضغط على اللاعب المنافس من خلال حيازة الكرة وميل اللعب للمنتخب بخطة مفصّلة قوامها 2-4-3-1 أي الاعتماد على مهاجم واحد في تحقيق الأفضلية، فيما تتلخّص رؤية المنتخب الخليجي ممثلاً بالمنتخب الكويتي ومدرّبه الإسباني غونزاليس على إعداد الأخير لخطة شاملة بوجود لاعب محوري في خط الوسط يمتاز بمزايا دفاعية كاللاعب عثمان الشمري وحسين الاشكناني فضلاً عن مواهب أخرى شابة تنتظر فرصتها في البطولة خلال حزيران القادم.