"خان التمر"، أحد أكبر الأسواق في كركوك لبيع الفواكه والخضار بالجملة والمفرد، وغالباً ما يكون مكتظّاً بالناس.
وللخانات القديمة تاريخ موغل في حضارة كركوك القديمة حيث تحول أحدها الى مقر رئيسي لتجارة الفواكه والخضروات.
ويقول جنكيز بقال اوغلو، أحد أصحاب المحال في خان التمر، إلى (المدى)، إن "جميع التجار قرروا اعتبارا من أمس الثلاثاء إغلاق المحال التجارية الخاصة بعمليات بيع الخضروات في خان التمر؛ لأننا نعاني من هيمنة شخص يقوم بفرض الضرائب على جميع عمليات بيع الخضروات والفواكه".
وأضاف أوغلو، أن "أصحاب المحال في علوة الخضار تظاهروا أكثر من 10 مرات، وناشدوا المسؤولين في كركوك من المحافظ والبلدية وقائد الشرطة للتدخل ومعرفة الأسباب لفرض الضرائب على من يقوم بالتسوق ومزاولة البيع والشراء".
وأكد، أن "جميع العاملين قرروا تعليق الأنشطة الخاصة في عمليات البيع والشراء الخاصة بالخضروات والفواكه إلى إشعار آخر، حيث تكرر الاعتداء على العاملين في السوق من أشخاص يدعون إن لديهم عقد قانوني مع البلدية".
من جانبه، أفاد هردي الشيخ طيب، صاحب العقد الحكومي الذي يملك من خلاله عقد إدارة العلوة الشعبية المختصة ببيع وشراء الخضروات والفواكه في كركوك، في حديث لـ(المدى)، أن "جميع ما يتحدث عنه أصحاب الدكاكين في سوق خان التمر غير صحيح".
وأضاف الشيخ طيب، أن "هذه السوق غير قانونية ولا يجوز إنشاء سوق شعبية وسط الأحياء السكنية".
وتحدث، عن امتلاكه عقدا موقعا مع بلدية كركوك وبصورة قانونية ومصادق عليه من وزارة الاعمار والإسكان، منوهاً إلى أن "قيمة هذا العقد 509 ملايين دينار عراقي يتيح لي تنظيم سوق بيع الخضار والفواكه".
وفي ذات السياق قال قائممقام كركوك فلاح يايجلي إلى (المدى)، إن "ظاهرة البيع في خان التمر اشبه بفوضى".
وتابع يايجلي، أن "الإدارة المحلية مع تحويل هذا السوق الى العلوة النموذجية في مكان واسع ونظيف، ويساهم برفع التجاوزات عن الكثير من الشوارع الرئيسية".
بدوره يقول الكاتب والمختص في الشؤون التراثية لمحافظة كركوك ياسين الحديد إلى (المدى)، إن "كركوك كانت بحكم موقعها الجغرافي مركزاً تجارياً مهماً".
وتابع الحديد، أن "المدينة كانت محط القوافل التجارية ورئيس هذه القوافل يدعى (كروانجي باشي)"، مبيناً أن "هذه القوافل كانت بحاجة أثناء تنقلها بين المدن الى مكان للراحة بعد عناء السفر".
وأوضح، أن "محطات الراحة تدعى بالخان تشبه الفنادق الحالية وتحمل طابع المراكز التي تعقد فيها الصفقات التجارية".
وأشار الحديد، إلى أن "خان التمر يقع في السفح الغربي من قلعة كركوك، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1875 وحمل اسم (هنديلر خاني، خان الهنود) نظرا لإقامة الهنود الذين كانوا يزورون الأماكن والعتبات المقدسة في العراق حيث اعتادوا على الإقامة فيها عند وصولهم إلى كركوك".