متابعة المدى
علي كريم عبيد ممثل وكاتب سيناريو ومخرج عراقي يقيم في المانيا. تخرج كمخرج مسرحي من أكاديمية الفنون الجميلة - جامعة بغداد، العراق. ثم غادر إلى ألمانيا كطالب منحة DAAD. في عام 2016 حصل على درجة الماجستير في “الكوريغرافيا والأداء” في معهد الدراسات المسرحية التطبيقية في جامعة Gießen. عُرض فيلمه القصير الأول “حسن في بلاد العجائب” في العديد من المهرجانات السينمائية في جميع أنحاء العالم. في عام 2017، أصدر علي آخر أفلامه القصيرة “أبراهام”.
وعُرض الفيلم في مهرجان Odense السينمائي ومهرجان Interfilm للأفلام القصيرة في برلين والعديد من المهرجانات المرموقة الأخرى. يعمل علي كريم مستشارًا سينمائيًا لمهرجانات الأفلام وهو أحد أعضاء لجنة الاختيار في مهرجان الفيلم العربي بسان فرانسيسكو. في عام 2020، كان علي عضوًا في لجنة التحكيم في مهرجان أتلانتا السينمائي بالولايات المتحدة الأمريكية.
أفلامك تتناول موضوع يكاد يكون واحدا وهو الحرب على الارهاب وتداعياتها.. ألا تعتقد بوجود موضوعات اخرى مهمة تستحق المعالجة؟
بالحقيقة افلامي القصيرة تركز على العنف بصوره عامه و باعتبار أن الارهاب احد اكثر اوجه العنف دموية نال النصيب الاكبر منها. وأشير انني كنت منتمياً الى (جماعة لا عنف العراقية)، حاولت عكس التوجه اللاعنفي خصوصا في فيلمي الاول (حسن في بلاد العجائب) والذي يبين كيف ينشأ العنف عند الاطفال من خلال الالعاب،
واعتقد بوجود معالجات كثيره اخرى بدليل ان فيلمي القصير الجديد يبتعد تماما عن العنف و الحرب ويتطرق لموضوع استلاب التكنولوجيا لوظائفنا. سينتهي الفيلم قريبا من عمليات ما بعد الانتاج
في افلامك خروج عن المألوف الذي درج عليه زملاؤك الشباب، من حيث التقريرية والمباشرة في إظهار مأساة الحرب، حد الوقوع في فخ التقارير الاخبارية التي تبثها الفضائيات؟ هل وجدت في ذلك ضرورة معينة؟
ليست ضرورة بقدر ما هو شيء بديهي بالنسبة لي. المخرج السينمائي ليس صحفي و لا ناشط حقوق انسان ليوصل افكاره الى المتلقي بالتقريرية او كليشيهات اخرى. خصوصا و أن السينما عالم لا متناهي منفتح على كل المفاهيم بشتى انواعها. لذلك ارى من واجبي كمخرج بالأساس هو (ان اجعل المتلقي يفكر أبعد) من خلال طرح افكار خارجة عن المألوف تثير القلق بداخلة. ادرك تماما وعي المتلقي و أحب استفزاز مسلماته لذلك أبتعد عن التقريرية و المباشرة و تقديم أجوبة مقولبة له. أفلامي عباره عن اسئلة لا أعرف أجوبتها ولو عرفت لما صنعت الفيلم. لذلك تراني أبحث مع المتلقي عن الجواب مع انتهاء الفيلم بنهاية مفتوحه تتقبل عده تأويلات، حيث ينتهي الفيلم لتبدأ الاسئلة.
؟ اعرف انك منشغل الان في موضوع فيلم طويل.. هل حدثتنا عن فكرته وموضوعه
نعم انه (المترجم العربي) يتكلم عن حسن شاب مسرحي عراقي ترك الحرب الاهلية تشتعل في بغداد بعد ان حصل على منحة دراسة في برلين لإكمال دراسة المسرح. يبدأ حسن حياة جديده في برلين بعيدة عن الحروب التي عاشها بالعراق و عن اي شيء قد يكره بها, حيث عزل نفسة بعيداً عن الحرب و أي شيء قد يذكره بالماضي، كل شيء جرى حسب ما خطط له حسن لكن بعد التخرج لم يجد عمل باختصاصه كممثل مسرحي، و كقانون الماني يوجب حسن العودة الى العراق. الاستثناء الوحيد الذي يبقي حسن في المانيا هو العمل كمترجم (عربي - الماني) مع اللاجئين العرب في دائرة الهجرة. لتبدأ بعدها قصص اللاجئين التي يترجمها حسن بجره الى الماضي الذي لطالما هرب منه. هذه هي الفكرة باختصار) الباقي ستشاهده في عرض الفيلم. الفيلم هو من انتاج (عراقي، قطري، الماني، سعودي، فرنسي). يعالج الفيلم كيف بدأت اوربا تتحول سياسيا الى حيوان اقليمي، هذا النوع من الحيوانات لا يقبل الاخر في الاقاليم التي يسيطر عليها لأنه يؤمن بأنها له وحده و لا يشارك احد بها , للأسف سياسيا اصبحنا مثل هذه الحيوانات لا نقبل الاخرين في دولنا و نبني جدران لصدهم لأننا مؤمنون بأن دولنا هي اقاليم لنا فقط..
هل سيكون هذا الفيلم في السياق نفسه لأفلامك القصيرة؟
لأ اتمنى ذلك لأني احاول ان اواكب تطور الاحداث من حولي، من جه اخرى ألية صناعة الفيلم الطويل كما تعلم تختلف تماما عن الية الفيلم القصير..
هل ستعتمد كادراً عراقيا لفيلمك الجديد؟
الكادر سيكون الماني و من دول اوربية اخرى، بعضهم عمل معي في افلامي القصيرة و الاخر أعجبت بعمله من خلال مشاهداتي للأفلام التي عمل بها.
هل ساعد وجودك في المانيا على انجاز هذا المشروع الفيلمي من حيث الانتاج والتمويل.؟
بالتأكيد خصوصا وان الجزء الاكبر من تصوير الفيلم سيصور في برلين. من جه اخرى السوق الاوربي لصناعة الافلام متقدم كثيرا عن العالم العربي. هنالك محاولات مهمه بالمنطقة العربية لدعم السينما على رأسها يأتي معهد الدوحة للأفلام و الذي انطلقت منه بعد حصولي على دعم تطوير السيناريو و مشاركتي في ورشة كتابة الافلام بالدوحة مع كتاب و مدربين عالمين. كذلك الهيئة الملكية للأفلام بالأردن و مهرجان البحر الاحمر في المملكة العربية السعودية. كلها تجارب مهمه.. لكن نطمح بالمزيد من الدعم خصوصا بالعراق لان عملية صناعة الفيلم المستقل حساسة و طويلة جدا.
رأيك بالمشهد السينمائي في العراق، وتوجه الشباب بهذا الشكل نحو الفن السينمائي؟
حقيقة لا يوجد مشهد سينمائي عراقي واضح المعالم بقدر ما هو محاولات فرديه من قبل المخرجين انفسهم. على صعيد الافلام القصيرة يمكن تقبل هذا الامر لكن الفيلم الطويل كما ذكرت عملية صعبه للغاية و المخرجين العراقيين بأمس الحاجه الى الدعم و خاصة الحكومي. كل دول العالم بما فيها دول جوار العراق تخصص من ميزانياتها بمالغ كبيره كل سنه لصناعة الافلام الطويلة الا في العراق. هنالك محاولات لكنها لازلت خجولة. نطمح لنهضه سينمائية على غرار السعودية وقطر و الاردن و المغرب..
؟ ما بتقديرك ابرز المعوقات التي تواجه السينما العراقية
اهم المعوقات هو الدعم المالي و تطوير الخبرات السينمائية العراقية. بالحقيقة اعرف الكثير من الشباب الطموحين داخل العراق لكن يفتقرون الى الدعم و التجربة. السينما صناعة و كل صناعة تحتاج الى كوادر و طاقات لإدارتها. ما يحز في داخلي ان العراق يمتلك شباب واعي و متحمس سينمائيا لكن يفتقر الى البيئة الصحيحة. اتمنى ان يتغير الوضع السينمائي العراقي قريبا.
هل شاركت افلامك في مهرجانات سينمائية وما النتائج التي حصلت عليها؟
نعم شاركت افلامي بأكثر من 150 مهرجان حول العالم، 6 منها كانت مسابقات تؤهل لأوسكار الافلام القصيرة. قمت بعرضها بالكثير من الدول حول العالم في طوكيو و لوس انجلس و الكثير من الدول الاخرى. كما و حصلت على 15 جائزه دولية اهمها جائزة (منظمة العفو الدولية) من مهرجان انكونا الايطالي. وجائزه (فان كوخ) عن احسن فيلم عائلي في مهرجان امستردام الدولي في هولندا.
ما هو تأثير منصات العرض الالكتروني على السوق السينمائي العالمي؟
بالحقيقة تساهم هذه المنصات بتشجيع الناس على عدم الذهاب الى السينما مما يؤثر سلبا على شباك التذاكر و كل عملية صناعة الافلام، لكن من جه اخرى تساعد هذه المنصات الكثير من الناس في الدول غير المستقرة امنيا على مشاهده الافلام من البيت و هذا شيء ايجابي. لو اخدنا سوريا و اليمن على سبيل المثال سوف ندرك ان بسبب الحرب و صعوبة الاوضاع لا يستطيع احد الذهاب الى السينما لكن هذه المنصات توفر لهم مشاهده الافلام من البيت. اعتقد ان مستقبل السينما سيعتمد على هذه المنصات في المستقبل خصوصا و انها مرتبطة بالتطور التكنلوجي كثيرا و هذا ما يعطيها اولوية لدى الناس. تقبلها سيكون واقع حال.