اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: سوق الكلام

جملة مفيدة: سوق الكلام

نشر في: 10 مارس, 2022: 12:02 ص

 عبد المنعم الأعسم

لا اصدق ما يقال بان هناك حلحلة في الازمة. هناك-في الاصح- بيع كلام.. يلتقون ثم يصدرون بلاغا برع البعض في صناعته على مقاس الحاجة.. وربما يكون هذا البعض قد كتبه قبل اللقاء.

سوق الازمة يزدحم بالبضائع المغشوشة. اينما تذهب تجدها هناك حتى لتحار في تسبيب هذه الهمة الاستثنائية. انها ليست تهمة، وليس من باب التشاؤم، فانها، من جانب آخر، فرصة لكي نميز بين الغث والسمين. بين الصدق والكذب. بين التصريح الذي يفيض بالانصاف، مثل رغيف التنور، والتصريح الذي يفضح نفسه من اول كلمة، وهي من جانب آخر، ملاحظة تنفع في الحصانة حيال مسرحيات لا اخلاقية تضلل الجمهور وتعطل فاعليته.

في هذا السوق تألق محترفون في الكذب والتلفيق والتشهير، وصعد بارعون في صناعة القصص والروايات الفانتازية، ولمعت مهارات عرفت حاجة التجارة الى "اصناف" معينة من المنتوجات، فيما تتسابق اقنية من ماركة (وافق شن طبقة) على تبني تلك البالونات، تضيف لها ما امكن من الوان براقة، وما تيسر من مقدمات مصنعة، وما يصلح من نهايات مثيرة.

نعم، لقد أضعنا في سوق الازمة الكثير من الوقت والدماء والماء، عدا عما ضاع من سمعة الملعب واللاعبين، غير ان الامر المحزن اننا اضعنا شهية التمييز بين الناقل والشاهد والبائع عن الزبون عن الضحية عن الجلاد، بمقابل شائعات لا نميز خلالها الحقيقة عن الخيال، ونكتفي، فرط كثرتها ومداخنها ان نقول دائما ما كانت تقوله جداتنا: "ليس هناك دخان من غير نار" او ما كان يقوله حكماؤنا "دع الامور تمضي ولكل حادث حديث"...

في هذا السوق صار الكثير من الكذابين يملكون منافذ مؤثرة تسعى الى خداع الجمهور، وتسويق المنتوج المغشوش من غير رقيب ولا حسيب. يحيطوننا من كل جانب، ويحاصروننا من كل صوب، ولا يتورعون عن عرض انفسهم كضحايا للفساد والفرص.. فيما هم فاسدون حتى النخاع، واصحاب فرص فاضت عن حاجتهم وصاروا يتبرعون بها للمتسولين على ابوابهم.

استدراك

"البراطيل تنصر الأباطيل".

الزمخشري

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

 علي حسين انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب...
علي حسين

قناديل: تشويه صورة تشومسكي

 لطفية الدليمي ماذا عساك تفعلُ عندما تسعى لتشويه صورة إنسان معروف بنزاهته واستقامته الفكرية والانسانية؟ ستبحث في التفاصيل الصغيرة من تاريخه البعيد والقريب علّك تجد مثلبة (أو ما يمكن تأويله على أنه مثلبة)....
لطفية الدليمي

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

محمد الربيعي هذه المقالة تتبنى ما طرحته في كتاباتي السابقة وتعيد ما اكدت عليه في سياقات مختلفة. اسأل القراء الأوفياء الذين يتابعون أعمالي مسامحتي ازاء الالحاح في التأكيد، فالحاجة تدعوني لاعادة النظر في هذه...
د. محمد الربيعي

ماذا تبقى من سيادة العراق بمواجهة تحديات عديدة؟

لينا اونجيلي ترجمة: عدوية الهلالي في أعقاب غزو العراق مباشرة، أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13303 لحماية صندوق تنمية العراق (DFI) الذي كان بمثابة مستودع مركزي للإيرادات الناتجة عن مبيعات...
لينا اونجيلي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram