TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: مئوية ويليام والتون

موسيقى الاحد: مئوية ويليام والتون

نشر في: 12 مارس, 2022: 11:16 م

 ثائر صالح

سير ويليام والتون (29 آذار 1902 – 8 آذار 1983) من الموسيقيين الإنكليز المهمين في القرن العشرين. ولد في أولدهام قرب مانشستر،

وكان أبوه بين أول من دخل الكلية الملكية للموسيقى في مانشستر، بينما كانت أمه مغنية هاوية على درجة من الاتقان، فترعرع في بيئة موسيقية وبرزت مواهبه مبكراً. قُبل في مدرسة (Christ Church Cathedral School) المهمة في اوكسفورد حيث درس بين 1912 – 1918، فانتبه أساتذته إلى قابلياته التي امتدحها – بين آخرين – الشخصية الموسيقية الشهيرة سير هيوبرت باري (1848 – 1918). لكنه لم يتمكن من إتمام امتحانات البكالوريوس إلا في 1920. انتقل الى لندن بدعوة من أصدقائه عائلة سِتْوَل الذين عرّفوه على الحياة الثقافية هناك وعلى شخصيات هامة مثل الموسيقي الإيطالي فروتشيو بوزوني والشاعر تي أس أليوت وليدي أوتلاين موريل راعية الفنانين والأدباء المعروفة. كتب في 1921 أول أعماله الشهيرة، Façade (وتعني واجهة البناية)، ليرافق إلقاء شعري لقصائد أديث سِتْوَل باستعمال مكبر صوت عبر ستارة رسمت عليها لوحة. أكمل في تلك الفترة رباعية للبيانو ورباعية وترية، ثم سيمفونيا كونشرتانته مثّلت كل حركة من حركاتها واحداً من أفراد عائلة سِتْوَل التي اعتبرته ابناً لها. المثير هو أن أشهر أعماله كتبها عندما كان في أواخر عشريناته وبدايات ثلاثيناته، أهمها كونشرتو الفيولا (1928 – 1929) التي عزفها المؤلف الألماني المعروف باول هندميت (1895 – 1963)، وكذلك كانتاتا وليمة بلشزار (1931) وسيمفونيته الأولى (1935) ومارش التاج الامبراطوري بمناسبة تتويج جورج السادس (1937) الذي تنازل عن العرش لاحقاً من أجل حبه، ثم كونشرتو الكمان (1939) التي كتبها بطلب من العازف الشهير ياشا هايفتس. لعل هذا الكونشرتو هو أجمل أعمال والتون، فعلاقته الحميمة بالبارونة ويمبورن التي كبرته بـ 22 سنة واكتشافه دفئ وضوء إيطاليا حفزاه على ذلك. أنشغل خلال الحرب بتأليف الموسيقى لأفلام الدعاية، وأنجز أوبرا بيتر غريمس في 1945. كانت أعمال والتون تستقبل باهتمام على العموم، لكن الأمر تغير بعد الحرب الثانية، فقد اختلفت الموسيقى في بريطانيا، وأصبح والتون يُحسب على التيارات القديمة.

توفيت البارونة ويمبورن في 1948، في نفس العام تعرف على سيدة تصغره بأربع وعشرين سنة وتزوجها. ومنذ ذلك الحين سكن في إسكيا في خليج نابولي بإيطاليا. منح لقب الفروسية في 1951، وكلف بتأليف مارش تتويج الملكة إليزابيث الثانية (2 حزيران 1953) ونشيد.

لكن أعماله اللاحقة استقبلت بفتور، فقد تفاوتت وتباينت آراء النقاد حولها، رغم تحسن سمعته العالمية مع تقديم فرقة كليفلاند أعماله بقيادة جورج سيل. وقد لعب بعده عن بريطانيا وإقامته في إيطاليا، وعدم توليه مهام تدريسية أكاديمية أو عامة دوراً في خفوت الاهتمام به في تلك السنوات رغم حصوله على وسام جديد من الملكة في 1967، ولم ينفعه حتى تقديم اوبراه ترويلوس وكلاسيدا المنقحة في الكوفنت غاردن من جديد سنة 1976 بإداء المغنية الرائعة جانيت بيكر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

مقالات ذات صلة

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي
عام

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

د. نادية هناويإنَّ الإبداع أمر عام لا يختص بأدب دون أدب ولا يكون لأمة بعينها دون غيرها كما لا يؤثر فيه تفوق مادي أو تقدم حضاري، بل الآداب تأخذ وتعطي ولا يهم إن كان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram