TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: يحدث في العراق!!

العمود الثامن: يحدث في العراق!!

نشر في: 12 مارس, 2022: 11:38 م

 علي حسين

قارئ عزير أرسل رسالة يسأل فيها صاحب العمود الثامن هل هو متضامن مع الناشط ضرغام ماجد الذي تعرض إلى هجمة "نووية" بالعصي والسيوف والحجارة، أم يخشى من غضب التيار الصدري إن تجرأ وكتب عن مناصرة نواب التيار الصدري لزميلتهم النائبة، واعتبارهم ماجرى "جرة إذن" لكل من تسول له نفسه الاقتراب من نواب التيار؟ ياسيدي أنا متضامن مع قارئاتي وقرّائي فقط..

ولهذا أتمنى عليك أن لا تصدق كاتباً يقول لك أنا حيادي، وأيضا لا تصدق كاتبا يقول لك أنا أحب العراق وعينه على "كيس نقود" إحدى دول الجوار. كان محمد الماغوط يعاني من اليأس والغربة في وطنه، وفي لحظة من الغضب هتف عالياً "سأخون وطني"، فهو عاش الحزن، وذاق مرارة السجون، وكان أجمل ما فيه سخريته من كل شيء، من الوطن الذي أراد له الساسة أن يتحول إلى سجن كبير، لكنه في النهاية سيكتب عن محبوبته دمشق: "من يلمس زهرة فيها.. يلمس قلبي".

في منتصف الستينيات أطلق كاتب اسمه ريتشارد باخ نشيداً للعدالة والحرية أسماه "طائر النورس ليفنجستون" قرأناه في الثمانينيات، يروي باخ في كتابه الصغير، مغامرات نورس صغير، يتمرد على حياة النوارس الرتيبة ويقرر أن يحلّق عالياً ليجرّب فنون الطيران السريع، بدلاً من السعي وراء السفن انتظاراً لما تُلقيه في البحر من بقايا وفضلات الطعام كما يفعل أقرانه كل يوم. حيث يكتشف أنّ السعادة الحقيقية في الحرية، وأنّ الحرية لا تمنحه القدرة على التحليق عالياً فقط بل منحته حياة أفضل بكثير، شيء واحد كان ينغّص عليه حياته الجديدة، هو سوء الظن الذي يحمله بعض النوارس تجاهه، وقد تنامى سوء الظن هذا حتى يُفاجأ بأن الجميع غاضبون منه،لأنه تجرّأ على مخالفة تقاليد مجتمعه! ويصرخ بهم: "يا أصدقائي تتهمونني باللامسؤولية؟، مَنْ يمكن أن يكون مسؤولا أكثر من نورس يبحث عن طريقة ترفع مستوى حياة قومه مراتب أرفع من مجرد الأكل والنوم؟ أعواماً طويلة قضيناها لا نفكّر إلاّ بأكل الفضلات، أما الآن فلدينا سبب جديد نبيل لنحيا.. لنتعلم، ولنكن أحراراً.. إمنحوني فرصة أُعلّمكم فيها معنى أن نحلّق باتجاه الحرية

هل نحن نكتب من أجل أن يكون لدينا في حكومتنا القادمة نماذج ترفع في وجوهنا شعار " انا وحزبي على الغريب " والغريب بالتاكيد هو المواطن ، الذي لا يجد من يناصره في زمن تغول احزاب السلطة ، بالتاكيد لا نحلم ببلد مثل فرنسا يُضرب فيها المرشح الرئاسي بالبيض الفاسد ، ولكننا ياسادة نحلم بنواب يحترمون القانون ، وان لا يكون لدينا نائب يعتقد ان وجوده في حياتنا "هبة" ربانية، وأنه ثروة وطنية، لا يمكن مقارنتها بمئات المليارات التي نهبت .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram