إياد الصالحي
كل مؤشّرات العمل الهادىء لإعادة الثقة لأسود الرافدين تسير بخطوات مدروسة وبعناية مركّزة من رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال، وبعض الأعضاء المشرفين على المنتخب الوطني، والمدير الفني عبدالغني شهد لتصفير جميع المشكلات التي عانى منها اللاعبون في أوقات سابقة من أجل تهدئة النفوس وزيادة جرعات التدريب قُبيل مواجهة زامبياً ودّياً ثم الإمارات وسوريا ضمن تصفيات مونديال قطر 2022.
ويظلّ الاهتمام في حسم نتيجة لقاء الإمارات الشاغل الوحيد لشهد في كيفية توظيف برنامجه التدريبي، وما يقوم به زميله سردار محمد من واجب رئيسي في التأهيل البدني المُكمِّل للاستعداد الذهني منذ التحاقه بالمنتخب الأسبوع الماضي، لمصلحة تعزيز قناعة كل لاعب بأنه قادر على صناعة الفارق كأداء فردي وجماعي، وهو أمر ليس صعباً طالما أن الهدف من تغيير الطاقم التدريبي استعادة الحالة المعنويّة المفقودة طوال أربع سنوات أثناء فترة انتداب الثلاثي الأجنبي (كاتانيتش وأدفوكات وبتروفيتش) من 10 أيلول عام 2018 الى 1 شباط 2022!
من دون شك، سيُكمل شهد ما بدأه زميله باسم قاسم، آخر مدرّب وطني للأسود، بشأن رفع الجاهزية المعنوية بالطريقة العراقية أحساساً وغيرة، وحثّهم على التفاعل مع توجيهاته، وتعظيم حجم التفاؤل في قلوبهم باجتياز "الأبيض الإماراتي" المُنكسِر بعد إقالة مدرّبه الهولندي بيرت فان مارفيك في 12 شباط 2022 ومحاولته البحث عن زيادة رصيده للابتعاد عن منتخبنا ولبنان!
الإعلام الرياضي الواعي أزاء تحدّيين مهمّين، الأول كيف يُحشِّد إيجابياً في فضائيّاته وصُحفهِ وإذاعاته، موحِّداً خطابه الوطني لدعم الأسود في كرنفال ملعب المدينة الدولي ببغداد ليكونوا بمستوى الثقة والآمال وينتزعوا نقاط الفوز المُطمْئِنة للعبور الى ضفّة ملحق المونديال، وهو واجب وطني يُلزم الجميع تعضيده وعدم التنصّل منه، والتحدّي الثاني هو عدم السماح لأي مُحلّل فنّي خاصّة من المدرّبين الذين لم يجدوا فرصة واحدة بين أندية الممتاز أو لديهم علاقات متوتّرة مع شهد وغيره في طاقم التدريب أو التشكيل أن يستغلّ حضوره في البرنامج ويحرق كل الآمال ويحطّم معنويات اللاعبين والجمهور ويضخّم سلبيات المنتخب، بل عليه قبل ذلك أن يُحدّد اسبابها ثم يجد الحلول، فكثير منهم يهوى الانتقاد لاستهداف مدرّب ولاعب ليس إلاّ ويُظهرهما في صورة مغايرة عمّا رسمتها الجماهير عنهما!
الغريب في تعاطي بعض الإعلاميين والمتابعين المتعصّبين أزاء قضية المنتخب، أنه لم يسلَم أي مدرّب وطني من سِهامهم كأنّهم أوصياء على شؤون كرتنا متى ما تعاقد الاتحاد مع أحّدهم، فذاك عدنان حمد لم يتركوا تُهمة تُجرّد المواطن من روح الانتماء لبلده إلا وألصقوها به! ثم مع أكرم سلمان بلغ الغَيْظ مداه أن طالبه البعض بالاستقالة في مؤتمر تقديمه للإعلام ولم يُدشِّن عمله بعد! ثم حكيم شاكر أرقصهم في خليجي 21 احتفاء بعروض الأسود الجميلة، وإذا به يدفع ثمن حملة السوِشيال ميديا بأنه (مدرب كاسيت) حسب وصفهم! وجاء راضي شنيشل وباسم قاسم وكلّنا يعرف حجم ردّات الفعل التي تعرّضا لها بُعيد نتائج تصفيات مونديال روسيا 2018 وخليجي الكويت 2017 لعدم إيمانهما باستمرار تواجد بعض اللاعبين سواء اصحاب الخبرة أم المحترفين.
الميدان لمن يثبت إمكاناته بقيادة الأسود في أحرج مرحلة تمرّ بها اللعبة عقب تضاؤل أمل التأهّل وليس أمامنا سوى التشبّث بقشّة وسط تلاطم أمواج بحر التصفيات!