TOP

جريدة المدى > عام > الفيزياء والأدب: العيشُ في عالمَيْن .. جولةٌ في عقل الفيزيائي – الروائي آلان لايتمان

الفيزياء والأدب: العيشُ في عالمَيْن .. جولةٌ في عقل الفيزيائي – الروائي آلان لايتمان

نشر في: 15 مارس, 2022: 11:32 م

لطفية الدليمي

القسم الأوّل

ليست المقالات المترجمة الثلاث التالية إستذكاراتٍ مجرّدة لوقائع منتخبة من حياة شخص ؛ بل هي أكثر من ذلك.

إنها جولة حرّة في عقل فيزيائي متمرّس جوّد كثيراً في مهنته العلمية (رغم ادعائه بتواضع منجزه العلمي كما سيظهر للقارئ في إحدى المقالات التالية)، وبعدما بلغ الخامسة والثلاثين إختار الترحّل بين الفيزياء والأدب (الرواية بخاصة). مع أنّ آلان لايتمان (هذا هو إسم الفيزيائي – الروائي الذي كتب هذه المقالات) يتشاركُ العديد من الفيزيائيين والمشتغلين في حقول علمية وإنسانية أمر كتابة الرواية بالاضافة إلى اشتغالاتهم المعرفية الأصلية؛ لكنْ تبقى تجربته متفرّدة تستحقُّ أن تُقرأ بعناية؛ فثمّة الكثير من الحيثيات العلمية والوقائع الوجودية تناولها لايتمان في مقالاته هذه (والعديد سواها ممّا كتب) والتي يمكن أن نختبرها في حياتنا.

آلان لايتمان Alan Lightman (مولود عام 1948) فيزيائي وكاتب أمريكي، عمل أستاذاً في جامعة هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتقنية MIT،ويشغلُ اليوم موقع أستاذ متمرّس للممارسة في حقل الإنسانيات في المعهد المذكور. لعب لايتمان دوراً محورياً في جعل مقرّر (مهارات التواصل) متطلباً رئيسياً لكلّ طلبة MIT في كلّ سنة من سنوات دراستهم الأربع، حيث يتوجب عليهم حيازة تدريب كافٍ في تقنيات الكتابة ومهارات التواصل البشري.

يُعرَفُ عن لايتمان أنه كان من أوائل أساتذة MIT الذين شغلوا مواقع أستاذية مشتركة بين قسمي العلوم (الفيزياء) والانسانيات، ومعروف عنه شغفه العظيم- في كلّ مايكتب ويفكّر – باستكشاف الفضاءات المشتركة بين العلوم والإنسانيات، وبخاصة فيما يخصُّ الحوار بين العلم والفلسفة والدين والروحانيات.

لايتمان هو مؤلف رواية أحلام آينشتاين Einstein's Dreams التي حقّقت أعلى المبيعات وتُرجِمت إلى أكثر من ثلاثين لغة (منها العربية)، وتمّ توظيفها في عشرات العروض المسرحية والموسيقية في كلّ أنحاء العالم، آخرُها ذلك العرض المسرحي في برودواي بمدينة نيويورك. لاتزال رواية " أحلام آينشتاين " بين الكتب الشائعة التي تدرّسُ في مختلف المقررات الجامعية.

من الكتب الشائعة التي ألّفها لايتمان:

- أفكار عظيمة في الفيزياء Great Ideas in Physics، 1992

- أحلام آينشتاين Einstein's Dreams، 1993 (مترجم إلى العربية)

- بينيتو الطيب Good Benito، 1995

- التشخيص The Diagnosis، 2000

- لمّ الشمل Reunion ، 2003

- الإحساس بالغموض A Sense of the Mysterious، 2005

- شبح Ghost، 2007

- أغنية عالميْن (شعر) Song of Two Worlds، 2009

- السيد ج Mr g، 2012

- الكون الصدفوي The Accidental Universe، 2014 مترجم إلى العربية بعنوان " الكون العَرَضي ")

- غرفة الفحص (مذكرات) Screening Room، 2015

- في مديح إضاعة الوقت In Praise of Wasting Time ، 2018

- ثلاث شُعْلات Three Flames، 2019

- إستحالاتٌ ممكنة Probable Impossibilities، 2021

* * * * *

ثمة فضول بشري طبيعي لدينا جميعاً في قراءة السّيَر الذاتية والمذكرات والاستذكارات الشخصية؛ ومع أنّ مقالات لايتمان الثلاث التالية تندرج ضمن فئة الاستذكارات لكنها تقدّمُ خبرة ثمينة في حيثيات حياتية محدّدة، وأخصُّ منها على وجه التحديد: طبيعة السايكولوجيا الخاصة بالممارسة العلمية (وبخاصة في حقل الفيزياء والرياضيات). يكشف لنا لايتمان أيضاً الكيفية التي يمكن فيها للرواية (والأدب بعامة) أن يكون منقذاً من اضطرابات عقلية ونفسية خطيرة. أرى أنّ نشاط لايتمان في الحقل الأدبي يمثلُ نموذجاً قياسياً لضرورة التداخل الخلاق بين المناشط العلمية والأدبية، ويقدّمُ تسويغاً واضحاً للأعداد المتزايدة من العلماء الذين طرقوا أبواب الكتابة الروائية، وقد سبق لي أن أوضحتُ في تقديمي لكتابي المترجم (تطوّر الرواية الحديثة)*، وهو تقديم بعنوان (لماذا الرواية؟)، أسباباً أراها مسوّغة لتعاظم الفاعلية الروائية في عالمنا اليوم، وقد جئت على ذكر لايتمان وآخرين من العلماء – في شتى المناشط العلمية - الذين كتبوا روايات مميزة.

إذا جاز لي توصيف آلان لايتمان فسأقول باختصار: إنّه ثمرة طيبة من ثمار السلالة التي رعاها الراحل تشارلس بيرسي سنو Charles Percy Snow بعدما دعا إلى تجسير الهوّة المصطنعة بين الثقافتين العلمية والأدبية**،ومن المؤكّد أن يشهد المستقبل القريب والبعيد مزيداً من تهاوي المصدّات الوهمية بين هاتين الثقافتيْن، وهذا بعضُ ماتشهد به أعمال آلان لايتمان، وبعضُ ماسعيتُ له في هذه الترجمة.

المترجمة

1. كلمات (1)

كلّما تفكّرتُ في كوني عضواً في جماعتين: الفيزيائيين والروائيين، ملأتني الدهشة دوماً بسبب الطرق المختلفة التي تعمل بها كلٌّ من هاتين الجماعتيْن، فضلاً عن الطرق المختلفة التي يفكّر بها هؤلاء وأولئك، وكذلك المُقاربات المختلفة التي يعتمدونها في السعي إلى الحقيقة.

واحدةٌ بين الإختلافات المُعتَبرة التي يمكن ملاحظتها بين الفيزيائيين والروائيين – وبين أعضاء الجماعات العلمية والأدبية بعامّة – هي تلك التي سأسمّيها التسمية Naming. يمكن القول بطريقة عامة - من غير تخصيص موغل في الدقة - أنّ العلماء يميلون لتسمية الأشياء بمسمّياتها؛ في حين يتفادى الأدباء التسمية المباشرة للأشياء.

حتى نسمّي شيئاً يحتاج المرء فينا جمع هذا الشيء، وتنقيته وعزله عن الشوائب، ثم يحاول تشخيص هويته بكلّ ماأوتي من دقة متاحة ووضوح ممكن. يمكن القول أنّ هذا المرء يعملُ على إحاطة هذا الشيء بصندوق، ثم يقول في نهاية مسعاه: إنّ مابداخل هذا الصندوق هو الشيء الموصوف بكذا وكذا،،،، وإنّ مالايحوز هذه الصفات ليس بداخل الصندوق. تفكّر، على سبيل المثال فحسب، في كلمة ألكترون؛ إذ بقدر المعرفة المتاحة لنا في عصرنا الراهن فإنّ كلّ زيليونات(2) الألكترونات في الكون متماثلة مع بعضها. ثمة نوعٌ واحد فحسب من الألكترون، وبقدر مايختصُّ الأمر بمشتغلٍ في الفيزياء الحديثة فإنّ كلمة الألكترون تمثّلُ معادلة خاصة – معادلة ديراك(3) Dirac equation.

تلخّصُ تلك المعادلة، مستخدمة في هذا مفردات رياضياتية وكمّية دقيقة، كلّ شيء نعرفه عن الألكترونات: كلّ تفاعل يمكن أن يطرأ عليها، وكلّ الانحرافات الدقيقة التي يمكن أن تعانيها الألكترونات بتأثير مجالات مغناطيسية وكهربائية،،،، إلخ. إنّ إسم ألكترون، وبكلّ المعنى الحقيقي المكنون في هذه الكلمة، يشيرُ إلى معادلة ديراك، وهذا التلازم بين الألكترون ومعادلة ديراك هو مبعثُ راحة عظمى للعلماء، كما أنّه هو مايمنحهم شعوراً بالقوة، وبحسّ الزهو والسيطرة على مجريات الأمور. يمكن القول باختصار أنّ القدرة على تسمية الأشياء بمسمّيات محدّدة، ومن ثمّ ربطها بتفاصيل محدّدة، هي فعالية يرتاح لها الفيزيائي (والمشتغل بالعلم في كلّ نطاقاته).

في مقابل هذا فإنّ الأشياء والمفاهيم التي يتعامل معها الروائي لايمكن تسميتها. قد يستخدمُ الروائي كلماتٍ على شاكلة حب أو خوف؛ غير أنّ هذه الأسماء لاتقوم بفعل تلخيصٍ لتجربة، كما لاتنقلُ – بذاتها – الكثير من الخبرة للقارئ. لنتعاملْ مثلاً مع الحب: ثمّة آلاف الأنواع المختلفة من الحب. يوجد مثلاً ذلك النوع من الحب الذي تستشعرهُ تجاه أمّك التي لاتتعبُ من مكاتبتك والسؤال عنك كلّ يوم طيلة الشهر الأوّل من مغادرتك المنزل لأوّل مرّة. هناك أيضاً ذلك النوع من الحب الذي تُبْديه لأمّك عندما تعود للمنزل مترنّحاً بتأثير إفراطك في الشراب عقب حفلة راقصة؛ فتصفعك أمّك ثمّ لاتلبثُ أن تحتضنك بذراعيها. هناك أيضاُ الحبّ الذي يبديه رجلٌ تجاه إمرأة تعلّقت به، أو إمرأة تجاه رجل تعلّق بها. كذلك يمكن أن نتذكّر الحب الذي نبديه لصديق نطلب عونه بعد انفصالنا عن شريك حياتنا؛ لكن ليست الأنواع الكثيرة المختلفة من الحب بذاتها هي العقبة التي تحولُ بين الروائي وتسمية شيء ما. تكمن العقبة الحقيقية في فكرة الحبّ، أو بمعنى أدقّ في الفاعلية الروائية: ليس مطلوباً من الروائي أن يسمّي الحبّ – مثلاً – بإسمه؛ بل عليه أن يجعل الإحساس الخاص الفريد في نوعه والمقترن بآلاف الأنواع المختلفة من الحب معروضاً أمام القارئ، وهو لايفعل هذا الأمر بتسمية الحبّ بل باللجوء إلى أفعال الشخصيات الروائية.

عندما يُعرَضُ الحبّ بأفعالٍ عوضاً عن تسميته المباشرة فإنّ كلّ قارئ سيختبرُ الحبّ بذاته (عبر تجربة شخصية متفرّدة غير تشاركية، المترجمة)، وماهو أعظم من هذا الأمر أنّ القارئ سيفهمُ الحبّ بطريقته الخاصة المقترنة بمقاربة شخصية. سيلجأ كلّ قارئ إلى تفعيل مغامراته (وحتى تجاربه الخائبة !) مع الحب. كلّ ألكترون يتماثلُ مع كلّ الألكترونات الأخرى؛ لكنّ كل حبّ تجربةٌ مميزةٌ فريدةٌ في نوعها ولاتتماثلُ مع حبّ آخر.

لايسعى الروائي، وعلى خلاف مايفعل العالِمُ، لاختزال كلّ هذه الإختلافات (في الحب أو أية تجربة أخرى سواه)، كما أنه لايبتغي تشذيب وتوضيح معنى الحب والعمل على تنقيته حتى يستحيل معنى متفرّداً كامناً في صيغة واحدة كما هو الحالُ مع الألكترون ومعادلة ديراك. السبب واضحٌ: لن تنجح هذه المقاربة مع الحب أو سواه في العمل الروائي، وكلّ مسعىً لبلوغ مثل هذه الصيغ الفريدة الدقيقة ستكون مثلبة في جودة العمل الروائي، وفي الوقت ذاته ستُعدُّ منقصة تسيء إلى أصالة ردّات الفعل المتوقعة من جانب القرّاء، وبالنتيجة ستصيبُ العطالةُ تجربة القراءة الإبداعية التشاركية من جانب القارئ الرصين الذي يستطيبُ قراءة عمل روائي بذل فيه الروائي صنيعاً طيباً. لاتكتملُ الرواية – بمعنى من المعاني – إلا إذا قُرِئت، وكلّ قارئ مختلف للرواية يكملها بطريقة مختلفة – بطريقته الخاصة.

سأقدّمُ أيضاً توضيحاً ثانياً بشأن الفرق بين تسمية الأشياء (في المقاربات العلمية) وعدم تسميتها (في المقاربات الروائية). يمكنُ عرضُ المادة العلمية دوماً باعتماد الكتابة التوضيحية Expository Writing التي تعتمدُ مقاربة اختزالية(4) مُسبّبة في رؤيتها للعالم المادي.

كلّ من يعتمدُ الكتابة الاختزالية يجبُ أن يكون له موقفٌ أو حجّة Argument من المادة التي يعرضها، ويتوجّبُ عليه أن يعرض هذه الحجّة في إطار هيكلي يقومُ على خطواتٍ منطقية تكشف عن الحقائق والشواهد المتاحة بغية إقناع القارئ بكلّ قناعة يراها الكاتب أصوب من سواها.

نعلمُ جميعاً أنّ من المفيد في كلّ كتابة (وقد أصبح هذا تقليداً متبعاً في السياقات الأكاديمية السائدة، المترجمة) أن تبدأ كل مقالة بملخّص تعريفي بالفكرة من وراء كتابة هذه المقالة (إضافة إلى تفصيلات ثانوية داعمة، المترجمة). يبدأ الكاتب في هذا الملخّص التعريفي بإخبار قرّائه ماالذي سيتعلّمونه عقب قراءة هذه المقالة العلمية، فضلاً عن الكيفية التي يتوجّب عليهم ترتيب أفكارهم طبقاً لها إذا ماأرادوا الحصول على فهم هيكلي منظّم ودقيق بأقصى الحدود المستطاعة.

هذا أمرٌ لايصحّ ولايمكن أن يحصل في الرواية. الكشف المسبّق عمّا يبتغيه الكاتب في الرواية سيكون مقتلة لها لأنّ قوّة الرواية (والأعمال التخييلية بعامّة) تكمنُ في قدرتها على ملامسة المشاعر والأحاسيس. أنت (أي كاتب الرواية) تريدُ لقارئك أن يشعر بما تقولُ، أن يتشمّم رائحته ويسمعه، وأن يكون جزءاً حياً من المشهدية الروائية التي هي صنيعتك. تريدُ لقارئك أن يُصدَم بما يقرأ، وأن تجعله يطيرُ محمولاً على أجنحة الخيال إلى أمكنة سحرية (لم يختبرها من قبلُ، المترجمة). كلُّ قارئ سيختارُ رحلة مختلفة معتمداً على تجاربه الشخصية المختلفة في الحياة. الكشفُ المسبّقُ عمّا يبتغيه الروائي يعني أن لايترك فرصة لقارئه لتشغيل خياله وتحريك مكامن إبداعه. يمكن تشخيصُ الإختلاف بين الكتابة العلمية والكتابة الروائية مستعينين بمفردات من الجسد البشري: في الكتابة العلمية يسعى الكاتب أولاً وقبل كل شيء بلوغ عقل القارئ؛ أمّا في الكتابة الإبداعية فإنّ الكاتب يسعى لتجاوز العقل والمضيّ على نحوٍ مباشر نحو المعدة، أو القلب.

* تطوّر الرواية الحديثة، تأليف: جيسي ماتز، ترجمة وتقديم: لطفية الدليمي، بغداد، دار المدى للنشر، 2016

** يمكن للقارئ الشغوف الذي يبتغي الاستزادة من المعرفة بهذا الموضوع مراجعة كتابي المترجم (الثقافتان) الذي نُشِر عن دار المدى عام 2019.

هوامش المترجمة

1. نُشِرت هذه المقالة عام 2001 تحت عنوان (بإسم الحب In the Name of Love) في مطبوعة Nature العالمية الرصينة ذائعة الشهرة. الرابط الألكتروني للمقالة هو:

https://www.nature.com/articles/35099636

2. الزيليون Zillion: إشارة إلى كمية كبيرة جداً يصعب حصرها.

3. هذه هي معادلة ديراك الموجية للألكترون، وقد تقصّدتُ وضعها هنا لكي يتحسس القارئ جمالها الرمزي وأناقتها الرياضياتية. عمل الفيزيائي البريطاني بول ديراك (1902 – 1984) أستاذاً للرياضيات في جامعة كامبردج للفترة 1932 – 1969، ثمّ عمل أستاذاً للفيزياء في جامعة جنوب فلوريدا منذ 1971 حتى وفاته. تقاسم جائزة نوبل للفيزياء عام 1933 مع الفيزيائي النمساوي إرفين شرودنغر.

4. المقاربة الاختزالية Reductionist Approach: هي محاولة اختزال كلّ الظواهر إلى قوانين فيزيائية (أو علمية)، وتمثل الفلسفة الديكارتية في التعامل مع ثنائية العقل / الجسد أفضل مثال للنموذج الاختزالي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

مقالات ذات صلة

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي
عام

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

د. نادية هناويإنَّ الإبداع أمر عام لا يختص بأدب دون أدب ولا يكون لأمة بعينها دون غيرها كما لا يؤثر فيه تفوق مادي أو تقدم حضاري، بل الآداب تأخذ وتعطي ولا يهم إن كان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram