ترجمة: نجاح الجبيلي
يتحرك بول توماس أندرسون حسب وتيرته الخاصة، وكذلك أفلامه. جاء فيلمه الجديد «ليكرش بيتزا» Licorice Pizza بعد أربع سنوات من فيلم “فانتوم ثريد”، الذي جاء بعد ثلاث سنوات من فيلم “نائب متأصل”.
أسلوبه مازح وغامض في آنٍ واحد، وقبل كل شيء لا يمكن التنبؤ به: وبعد أن تتبّعَ قصة رومانسية متقلبة عن خياط بريطاني في فيلم “فانتوم” ألحقه بقطعة موسيقية في السبعينيات من القرن الماضي تدور حول مراهق مهووس بامرأة في العشرينات من عمرها.
الفيلم مستوحى جزئياً من صديق ومنتِج أندرسون القديم غاري جوتزمان ، يتبع الفيلم مراهقًا مثيراً للمشاكل (كوبر هوفمان) وصداقته غير التقليدية مع فتاة شابة ضالة (ألانا حاييم). بينما يهتم الزوجان بسلسلة من الوظائف الغريبة غير المتصورة على خلفية وادي سان فرناندو ، يصبح الفيلم صورة غامرة تبحث عن الروح لشباب متهور، حيث لا يستطيع تصور ذلك سوى أندرسون.
الكثير من العاملين في الصناعة السينمائية أعجبوا بالطريقة التي عمل بها أندرسون بشروطه الخاصة لأكثر من 25 عاماً، وتميل الأكاديمية إلى مكافأته بالترشيحات. حصل فيلم «Licorice Pizza” على ثلاثة ترشيحات لجوائز الأوسكار ، لأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي (فئة يتوقع الكثير من النقاد أن يفوز بها لأول مرة). ويبذل أندرسون طاقة أكبر في الترويج لعروضه أكثر من الفوز بالجوائز، لكن هذه المرة تتوافق هذه الأهداف. التقى أريك كوهن من موقع «أنديواير» مع المخرج فكان الحوار الذي نقتطف منه ما يلي:
*ما رأيك في الأفلام المرشحة لهذا العام؟
-لقد رأيت معظمها. لقد شاهدتُ أحد الأفلام الوثائقية، والأشياء التي أصبحت المفضلة لدي هي موضوع وثائقي قصير. إنها دائماً الأكثر إبداعاً وإثارة للاهتمام. أيضاً، أريد حقاً مشاهدة فيلم «سائق سيارتي» «Drive My Car”. السبب الوحيد الذي يجعلني لم أشاهده هو أنني لن أبدأ هذا الفيلم بعد السادسة أو السابعة مساءً، وهو الوقت الذي أتفرغ فيه. أفهم أنه طويل جداً ولا أريد العبث بتقسيم ذلك إلى قسمين. لم أخفِ حقيقة أن فيلم “أسوأ شخص في العالم” رائع وهو مبعث متعة مطلقة. إنه يشبه نوعاً ما فيلمي الحالي “ليكرش بيتزا”. فهما يتشاركان في العديد من الأشياء، لا سيما الأداء المذهل لممثلتي الدورين الرئيسيين اللتين لم تسمع بهن من قبل. على الأقل، لم أسمع أبداً عن تلك الممثلة وهي مذهلة تماماً. هذا الفيلم أدهشني حقاً. ثمة فيلم آخر: من الواضح أنه لم يرَه عددٌ كافٍ من الناس وهو “سبنسر” ، لأنه لا توجد طريقة يمكنك من خلالها الانتباه إلى ما نقوم به وعدم منح هذا الفيلم مزيداً من التقدير. ليس فقط لأداء كريستين ستيوارت ، وهو أمر مذهل ، ولكن عموماً إنه فيلم جيد بشكل لا يصدق. لكنه لا يختلف عن كل الفئات الأخرى.
*نظرًا لأنك عملت كواحد من المصورين السينمائيين في «Licorice Pizza” ، كيف نظرت لاستيراد النمط المرئي من الأفلام السابقة؟
من الناحية التصويرية ، أنا أحب فيلم «غرافيتي أمريكي» وسأظل أحبه. أحب ما حدث في ذلك الوقت حين كان صانعو الأفلام يقومون بأشياء في [سينما سكوب] لكن من الواضح أنه لم يكن لديهم أموال للإضاءة. تسمع هذه القصص الشهيرة عن هاسكل ويكسلر قادماً للمساعدة في تصوير الفيلم. إذا رأيت صوري وراء الكواليس، فإن الحد الأدنى المطلق الذي كانوا يعملون به لصنع هذه الصور الجميلة ما زال يذهلني نوعاً ما. صدّقني، لقد حاولتُ أن أقول «ماذا لو عملنا باستخدام مصباحين للحصول على ضوء فيلم «غرافيتي أميركي»» American Graffiti “؟ لم أتمكن من فعل ذلك. إنه أحد تلك الأشياء السحرية التي اكتشفها هاسكل ويكسلر. أنا فقط أحبها فوتوغرافيا. تصميم الصوت أيضاً. لا يستحق أبداً تكرار مدى جمال تصميم الصوت. فهو فريد جدا.
*كيمياء الشخصيتين مدهشة للغاية، حتى لو لم تكن رومانسية. كيف بنيتَ ذلك بين شخصيتين لم يسبق لهما التمثيل من قبل وفارق العمر بينهما12 عاماً؟
-تعاملنا مع الأمر بأكمله مثل مسرحية. كانت الطريقة الوحيدة للتعامل معها هي تعلمها من أعلى إلى أسفل. لقد فهَما، كمبتدأين، أنه سيكون هناك ما يكفي من الاكتشاف في اليوم دون الحاجة إلى معرفة المخطط العام للقصة.
*يدهشني أنك لم تجد طريقة لإقناع دانيال داي لويس بالعمل مرة أخرى والتخلي عن التقاعد.
-وكيف ستجعل دانيال داي لويس يمثل في «ليكورش بيتزا» بحق الجحيم؟
*كان يمكن أن يحل محل شون بن كشخصية مستوحاة من ويليام هولدن (ممثل أميركي 1918-1981) ...
ممكن! أعتقد أنه سيكون من المضحك أن أرى دانيال في فيلم يدور في السبعينيات من القرن الماضي. ربما سيكون نسخة من الممثل جورج ساندرز (ممثل بريطاني 1906-1972).
*لكن جدياً هل يمكنك إعادة الرجل إلى العمل من فضلك؟
لا أدري، لا أعرف. يسألني الناس عن هذا طوال الوقت. لكن ألن يكون غريباً إذا أعلنت تقاعدك ثم قلت: «إنها مجرد مزحة»؟ أعتقد أن ستيفن سودربيرغ فعل ذلك.
بالإضافة إلى الترويج لـفيلم « ليكرش بيتزا « ، بماذا تنشغل هذه الأيام؟
أبحث في المجلدات القديمة وأحاول التفكير في الكتابة مرة أخرى. أنا أفكر أكثر قليلاً في الكيفية التي يمكننا بها أن نجتمع معًا للقيام بالأشياء. وبعد ذلك- لا أحد يفعل ذلك. أنا متأكد من أننا سنحاول، عاجلاً وليس آجلاً، معرفة الشكل الذي يمكن أن تبدو الأمور مستقبلاً، سواء كان ذلك يعني القليل من الراحة أو البدء من جديد. أنا لا أثق بأي قرارات أتخذها في الوقت الحالي.