TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: شهد في الوقت المناسب

كلمة صدق: شهد في الوقت المناسب

نشر في: 28 مارس, 2022: 10:46 م

 محمد حمدي

يسود الشارع الرياضي اليوم حالة من الترقّب غير المسبوق بعد انتعاش آمال منتخبنا الوطني بكرة القدم للقبض على تلابيب الفرصة الأخيرة لتصحيح مسيرته في تصفيات المونديال التي تلاعبت بها أهواء المدرّبين والتخبّط الإداري.

ربّما يكون المدرب عبد الغني شهد قد أتى في الوقت المناسب، ليضع منتخب العراق من جديد على الطريق الصحيح نحو التأهل إلى كأس العالم 2022، وإن كان الطريق صعب ومحفوف بالمخاطر، المهم أنه يلتقي مع شقيقه منتخب سوريا في الجولة الأخيرة والحاسمة من المجموعة الأولى من تصفيات كأس العالم.

وعلى الرغم من حسم بطاقتي التأهّل عن تلك المجموعة من قبل كوريا الجنوبية وإيران، إلا أن للمنتخبين العراقي والإماراتي فرصة للتأهّل إلى الملحق، في حال فوز أحدهما بالمركز الثالث عن تلك المجموعة.

وفي لغة الاحتمالات والحسابات، ووفقاً للمستوى الذي ظهر به المنتخب، وكسب فيه نقاط المباراة الأخيرة له يوم الخميس الماضي بالفوز بهدف وحيد على المنتخب الاماراتي في ملعب الملك فهد الدولي في السعودية، فإن الفرصة تبدو مواتية تماماً لتكرار الانجاز، وكسب نقاط مباراة سوريا اليوم التي تلعب لاسقاط فرض المشاركة بعد فقدانها الأمل كلياً من إمكانية التأهّل الى المُلحق الآسيوي الأوّل ومقابلة استراليا فيه ثالث المجموعة الثانية.

مع إن مباراتنا تقام في الامارات فجماهيرها تعوّل على اخفاق منتخبنا الوطني في مقابل تحقيق منتخبها المهزوز نتيجة إيجابية أمام كوريا الجنوبية في ملعب زعبيل بنادي الوصل بمدينة دبي، وإن كانت مُستبعدة جداً لما عُرف عن الشمشون الكوري من إصرار ومطاولة على التمسّك أولاً بصدارة المجموعة والذهاب بعيداً بالمركز الأول الذي يفصله حتى الآن عن إيران بفارق نقطة واحدة.

المهم ان نسير وفقاً لرؤية الكابتن شهد ونصرُّ على تحقيق الفوز كاحتمال وحيد لا يقبل القسمة على أي رقم آخر، واستثمار الدعم الجماهيري للمنتخب وإلتفاف الإعلام الرياضي أيضاً حول الفريق بصورة مُذهلة مسحت غبار الاخفاقات الماضية وتمسّكت بقوّة بدعم المنتخب الى آخر نقطة ممكنة تلك التي لم يشهد العالم مثيلاً لها في ملعب غصّ بالمتفرّجين لمتابعة مباراة كروية بلا فريق ومباراة على المستطيل الأخضر، ولكن يقيناً إن صداها وصل هناك بقوّة الى ملعب الملك فهد الفارغ من الجمهور وترجمها اللاعبون الى أداء استحقّوا فيه الفوز.

الأجمل أن المناسبة سيتم تكرارها اليوم أيضاً وبحضور جماهيري هائل لابد أن يكون له صداه وتأثيره ليس فقط لكسب المباراة، بل لهزّ ضمير الفيفا والاتحاد الآسيوي وإجبارهما الى خلوة لمراجعة الحسابات والأخطاء التي ارتكبت بحق العراق دون وجه حق، وحرمت جماهيره من المؤازرة.

الحقيقة إننا اليوم وفي خضم هذه الظروف المتشابكة بمخلّفات الماضي، واشراقة الحاضر المنتظرة لا يمكن أن نتجاوز عن هفوات كثيرة رافقت رحلة المنتخب وإعداده وإدارته بكل التفاصيل المؤلمة التي يعلمها جمهورنا الرياضي، وربّما يحفظها عن ظهر قلب بكل تفاصيلها التي أثمرت عن تبديل المدربين واللاعبين وتشكيلاتهم وإداراتهم بصورة لا سابق لها، ونرنوا ببصرنا إن تكون الأخيرة التي يتبعها رسم ستراتيجية واضحة للعمل الذي اخفقنا فيه مراراً وأعادنا الى الخلف بدرجات كثيرة جداً لا يمكن أن ندّعي أننا اليوم تمكّنا من تصحيحها بوجود المدرب المحلي على رأس الملاك الفني، لأن المنتظر هو إصلاح منظومة كاملة قد تبدأ اليوم مع تأهّلنا الى الملحق الآسيوي، ولكن ذلك ليس كلّ ما نطلبه وسنقف مع الجمهور عند حاجز التمنّي والأمل الكبير بالتأهل خطوة الى الأمام والقادم أكثر بكثير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram