سلام طه
النص مأخوذ بالاصل عن رواية بنفس العنوان للروائي الفرنسي بلزاك، ويتمحور حول موضوعة : (الاوهام الضائعة وهي ترجمة العنوان !) بهذه الاوهام تتمظهر بطبقات عدة يتناولها الفلم / الرواية، الفلم في بنيته متسارع الاحداث بشكل ملفت ولا يترك مجال للمشاهد بالتململ ( رغم انف الساعتين ونصف )، وهي تحسب للمخرج،
اما العم بلزاك فقط سيطر بعبقرية نصه الاصلي على مجريات الفلم وكانه خلف العدسة، تكون البداية بالوهم الالذ وهو ( الحب) باسمى تردداته وغير المشروط بظروف الواقع ما بين شاعر غر وسيدة من علية القوم ، ليصطدم في النهاية بالواقع المر الذي لا يسمح له بالتنفس ، تليه اوهام الطبقية ( الارستقراطية والبرجوزاية) في مجتمع يمر بمخاض سياسي ما بين ملكية و ليبرالية ومحاولات كلا المعسكرين التحشيد لقيادة المجتمع، الوهم الاخير ويشكل العمود الفقري ربما للعمل : وهم (المثقف)، فيطرح الاشكالية الازلية، هل المثقف كائن فوق الشبهات ولا يمكن بيعه وشراءه في سوق النخاسة الثقافية ؟ الممثل الرئيس سيحمل الاجابة، فهو خلال دقائق المشاهدة سيحمل هذا الهم و يرتحل بنا، من خلال تلك التجربة ( المرة) تفتح الانتلجنسيا الباريسية ابواب صالوناتها له ولنا و تدعونا للاستماع الى حقيقة ما يجري وكيف تتعامل مثلا دور النشر مع الاعمال الادبية ومعايير تقييمها، كيف يجري بيع وشراء النقاد من قبل بائع خضار استحال الى ناشر مشهور يستطيع احياء النص الفاشل وتسويقه بشبكة علاقاته المريبة، ما معايير نجاح هذه المسرحية او ذلك المعرض الفني؟ هل القيمة الفنية والاجادة ؟ ، ام امر اخر، ويبدو ان رؤية بلزاك كانت كابوسية جدا، لتجعلنا نحاول تلمس الاعذار جراء سقطات حفنة المثقفين الذين يوظفهم في نصه، في النهاية يحاول المثقف الحالم العودة الى مسقط رأس احلامه، هاربا من جحيم باريس المسكونة بنرجسيتها، متلمسا البراءة والنقاء من جديد وفي مشهد الفلم الختامي رائع يغطس في مياه نهر وكانه يحاول التعمذ للفرار من مرارة التجربة الباريسية.