بغداد/ المدى
تتجه وزارة الموارد المائية لإنشاء عدد من السدود في البلاد، مبينة أن إيران لم تلب دعوتين تم إرسالهما للتباحث بشأن أزمة المياه، مشيرة إلى أن السنة الحالية شهدت شحة في الامطار هي الأكثر حدة على مدى قرن كامل، منوهة إلى أن العراق استفاد خلال المواسم الثلاثة الأخيرة من الخزين الناتج عن فيضان 2019، وتوقعت موسماً صيفياً صعباً تقتصر خطته الزراعية على الاحتياجات الضرورية.
وقال مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية في الوزارة حاتم حميد، في حديث تلفزيوني تابعته (المدى)، أن "الوزارة اعدت دراسة ستراتيجية لموارد المياه منذ عام 2014 اشتركت فيها جميع الوزارات القطاعية المعنية بملف المياه بما فيها إقليم كردستان والمستشارين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء".
وتابع حميد، ان "هذه الدراسة تضمنت إنشاء عدد من السدود لحصاد المياه سبعة منها في إقليم كردستان الذي باشر بأربعة منها لتوليد الكهرباء وتأمين مياه الشرب في القرى المحيطة بها".
ونفى، "وجود تأثير لهذه السدود في الإيرادات المائية باتجاه نهري دجلة والفرات، لأنها ضمن مجموعة السدود المدرجة في الدراسة الستراتيجية".
وتحدث حميد، عن "سدود أخرى في الجهتين الشرقية والغربية من العراق مخصصة لحصاد المياه ولا تؤثر ايضاً على الإيرادات والاطلاقات المائية في العراق".
ولفت، إلى أن "هذه السدود ليست للخزن الستراتيجي كما هو حال سدي دوكان والموصل، إنما بطاقة خزنية قليلة تعطي مرونة في إدارة الموارد المائية لنهري دجلة والفرات".
وشدد حميد، على أن "الزاب الأعلى هو النهر الوحيد في العراق الذي لا يوجد عليه سد، وبالتالي فأن سد منداوه سيكون منظماً لإيراداته المائية".
وأكد، "عدم وجود تأثير لهذه السدود على حصص المحافظات الأخرى في العراق، كون أنشائها حصل بناء على تقدير فني واستشاري".
وكان إقليم كردستان قد أعلن توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء سد دلكه في حدود قضاء بشدر، وسد خيوته في السليمانية، وسد منداوه في اربيل وسد باكرمان في دهوك.
وأوضح حاتم، أن "العراق باشر بأنشاء سد مكحول في الشهر الخامس من العام الماضي، وهو سد كبير خزني لدرء الفيضان والتعامل مع شحة المياه ولتوليد الكهرباء ولا يؤثر على اطلاقات الجنوب".
وأفاد، بأن "البلاد وللموسم الثالث على التوالي تتعرض إلى شحة مائية بسبب قلة الأمطار، وهذه السنة سجلت الأدنى مقارنة بالسجل التاريخي على مدى قرن".
ونوّه حاتم، إلى أن "إدارة الأزمة حصلت بالاستفادة من الخزين المائي الذي تحقق بالفيضان المائي لسنة 2019، واستطعنا خلال السنوات الثلاث الشحيحة توفير المتطلبات المائية بنحو تدريجي".
وفيما توقع أن "يكون الموسم الصيفي صعباً إلى حد ما"، لكنه أكد "العمل على تجاوزه من خلال الخزين، بتلبية الاحتياجات الضرورية المتمثلة بمياه الشرب والبساتين والتصريف البيئي في الأنهر إضافة إلى سقي بعض المزروعات حسب الخطة الزراعية التي سوف يتم الاتفاق عليها مع وزارة الزراعة الأسبوع الحالي".
ورأى حاتم، أن "الصعوبة المتمثلة بتراجع الخزين المائي يمكن التعامل معها من خلال تعاون جميع الأطراف سواء على المستويات المحلية أو الحكومة الاتحادية".
ويواصل، أن "الاتفاق مع المستوى الدولي بين الدول المتشاطئة على الأنهر يعد صعبا جداً ويخضع بنسبة 90% إلى الاعتبارات السياسية للمنطقة".
ويسترسل حاتم، ان "وزارة الموارد المائية ومن خلال الحكومة الاتحادية اجرت العديد من الاتصالات وعقدت لقاءات مع الأطراف، باستثناء الجانب الإيراني كون الاتصالات معه ضعيفة جداً".
وأردف، أن "العراق كان قد وجه دعوة إلى الجانب الإيراني في مناسبتين من أجل الحوار وجرى الاتفاق بشأنهما لكنه لم يحضر إحداها كانت خلال مؤتمر بغداد الدولي الثاني للمياه المنعقد الشهر الماضي".
وزاد حاتم، أن "الصيف الماضي شهد تعاوناً من قبل الجانبين السوري والتركي"، ومضى إلى أن "لقاء قريبا سوف يجمعنا مع الجانب التركي بعد نحو شهر بأمل أن ننجح في إعداد خطة تشغيلية مشتركة لدعم العراق خلال الموسم الصيفي وبداية الموسم الشتوي".
وكانت وزارة الموارد المائية قد أكدت أن المياه الموجودة في السدود والخزانات هي ضمن البرامج والخطط التي تلبي جميع المتطلبات والاستخدامات البشرية والبيئية ومن ضمنها شط العرب في البصرة، وتحدثت عن "انخفاض مدروس سيحصل في مناسيب نهر دجلة والفرات خصوصاً في بغداد وبعض المناطق ضمن خطط وزارة الموارد المائية".