علاء المفرجي

تعد رواية (ساعي البريد يطرق الباب مرتين) الصادرة حديثا عن المدى رواية عن الجريمة كتبها جيمس إم كاين عام 1934. والرواية ناجحة وبالقدر نفسه وسيئة السمعة عند نشرها. وهي واحدة من أهم روايات الجريمة في القرن العشرين. كان مزيج الرواية من الجنس والعنف مذهلاً في وقتها وتسبب في حظرها في بوسطن.

وتعد الرواية في قائمة المكتبة الحديثة لأفضل 100 رواية، وصنفت على أنها رواية جريمة قائمة على حبكة سايكولوجية، أو ضمن نمط من الروايات عرفت بالروايات السوداوية.
يروى فرانك تشامبرز القصة بضمير المتكلم، وهو تائه شاب يتوقف عند مطعم ريفي في كاليفورنيا لتناول وجبة وينتهي به الأمر بالعمل هناك. يتم تشغيل المطعم من قبل امرأة شابة جميلة، كورا، وزوجها الأكبر منها بكثير، نيك باباداكيس، الذي يُطلق عليه أحيانًا اسم «اليوناني».
يشعر فرانك وكورا بانجذاب فوري لبعضهما البعض ويبدآن علاقة عاطفية بصفات سادية مازوخية. سئمت كورا من وضعها، متزوجة من رجل لا تحبه وتعمل في مطعم تريد امتلاكه وتحسينه. يخطط فرانك وكورا لقتل اليوناني من أجل بدء حياة جديدة معًا دون أن تفقد كورا العشاء.
يخططون لضرب رأس نيك وجعله يبدو أنه سقط وغرق في حوض الاستحمام. تسقط كورا على نيك بضربة قوية، لكن انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ وظهور رجل شرطة يجعل المخطط يفشل. يتعافى نيك وبسبب فقدان الذاكرة إلى الوراء لا يشك في أنه تجنب التعرض للقتل بصعوبة.
عاقدين العزم على قتل نيك وفرانك وكورا يزورون حادث سيارة. يضربون نيك بالنبيذ ويضربونه على رأسه ويصطدمون بالسيارة. أصيب فرانك أيضًا بجروح خطيرة في الحادث، بينما تحاكي كورا الإصابات والكدمات الطفيفة. يشتبه المدعي العام المحلي في ما حدث بالفعل ولكن ليس لديه أدلة كافية لإثبات ذلك. كتكتيك يهدف إلى جعل كورا وفرانك ينقلبان على بعضهما البعض، يتهم كورا فقط بجريمة قتل نيك، ويجبر فرانك على التوقيع على شكوى ضدها.
تصر كورا، الغاضبة والسخط، على تقديم اعتراف كامل يوضح بالتفصيل دور كل منهما. يخدعها محاميها لإملاء هذا الاعتراف على أحد موظفيه. تعود كورا، معتقدةً أن اعترافها، إلى السجن. على الرغم من أن كورا ستكون متأكدة من أنها تعلم بالخداع، إلا أنه يتم اكتساب بضع ساعات ثمينة. يستخدم المحامي الوقت للتلاعب بشركات التأمين المهتمة مالياً بالمحاكمة لجعل المحقق الخاص يتراجع عن شهادته، والتي كانت السلاح الأخير المتبقي في ترسانة الادعاء. تُجبر الدولة على منح كورا اتفاق إدعاء يُمنح بموجبه حكم مع وقف التنفيذ ولا فترة سجن.
تم اقتباس الرواية عدة مرات، وفي لغات مختلفة، حيث اُقتبست كفيلم (سبع مرات)، وأوبرا، ودراما إذاعية، وومسرحية (مرتين).
واولى هذه الاقتباسات كان فيلم فرنسي عام 1939 أخرجه بيير تشينال وبطولة ميشيل سيمون، وبعده اقتباس بعنوان (الهوس)، وهو فيلم إيطالي 1943 من إخراج لوتشينو فيسكونتي وبطولة كلارا كالاماي و ماسيمو غيروتي، ثم فيلم (ساعي البريد دائما يطرق مرتين) (1946)، وهو فيلم أمريكي من بطولة لانا تيرنر و جون غارفيلد، وفيلم (صرخة الرعب)، وهو الفيلم الفرنسي 1963 من إخراج جولين دوفيفيه، ساعي البريد دائما يطرق الباب مرتين (1981)، فيلم أمريكي من سيناريو ديفيد ماميت، من إخراج بوب رافلسون، ويضم جاك نيكلسون و جيسيكا لانج، ويعد هذا الفيلم من أشهر الاقتباسات للرواية
وتم اقتباسها كأوبرا عام 1982 مع نص مقتبس من رواية كولين جراهام وموسيقى ستيفن باولوس، كدراما إذاعية على بي بي سي في عام 1993 بواسطة شون ماكينا وفي عام 2013 بواسطة شارلوت جريج، كمسرحية مقتبسة من تأليف أندرو راتينبيري وإخراج لوسي بيلي وبطولة فال كيلمر، واقتبسبت مفيلم انتاج هنكاريا بعنوان العاطفة عام 1998، فيلم ماليزي مقتبس لعام 2004، وفيلم ألماني مقتبس عام 2008، واخيرا كمسرحية روسية عام 2008 كتبها وأخرجها ألكسندر مارين وبطولة كيريل سافونوف في أول عرض لها، واستبدله لاحقًا دانييل ستراهوف في المسرح الرئيسي في موسكو