سامر الياس سعيد
عبر مساحة صغيرة يتّخذ خبر خاص بمنتخبنا الوطني بكرة الصالات وتأهله لنهائيات كأس آسيا التي تضيّفها دولة الكويت في أغلب الصفحات الرياضية بصحفنا مع تصريحات مهمّة أدلى بها رئيس لجنة كرة الصالات والشاطئية علي عبد الحسين بشأن تحقيق التأهّل المذكور وأجوائه لاسيما وأن منتخبنا اجتاز خلال تلك التصفيات منتخبين خليجين أحّدهما كان المنتخب المضيف وهو المنتخب الإماراتي الى جانب منتخب البحرين ليحقّق الأهم.
والمُلفت في الأمر هو المساحة الصغيرة التي خصّصت لخبر كهذا مقارنة مع استئثار المنتخب الوطني بكرة القدم للشعبية الكبيرة التي تتيح له الاستحواذ بمساحة أكبر وتسليط الأضواء عليه وعلى لاعبيه، فضلاً عن متابعة آخر مستجدّاته في الوقت الراهن لاسيما تلك المتعلّقة بحلّه أو استقطاب مدرب أجنبي لتدريبه أو غيرها من الاخبار التي تحيط بها هالة كبيرة من الأضواء، فيما تسعى منتخباتنا التي تمارس ألعاب غير كرة القدم إلى تحقيق انجازاتها وبطولاتها بصمت مُطبق من دون أن تكلّل مثل تلك الانجازات بالهالة التي تستحقها.
غادر منتخب الصالات أرض الوطن قبل مشاركته في مباريات التصفيات وقبلها استعدَّ بوتيرة لم تخل من المعوّقات شأنه شأن بقية المنتخبات، لكن الأمل والطموح الذي كان يحدو لاعبي هذا المنتخب بالاسهام في خطف تذكرة التأهّل ليعيدنا انجاز منتخب الصالات إلى عشرات من الاسهامات التي تحققها منتخبات أخرى من دون أن تحظى بمساحة واقعية من تسليط الضوء حول تلك الانجازات أو النتائج الجيدة التي تحققها بصمت، بل يكاد يكون معدوم تماماً من دون معرفة مَن اللاعبين ممّن كانوا اصحاب الانجاز أو تلتفت مواقع التواصل الاجتماعي عبر فيديوهاتها الميسّرة لتسهم بنشر فواصل من مباريات التصفيات والتي حقّق فيها لاعبو منتخبنا انجازهم الأبرز ونسهم ولو قليلاً بردّ الاعتبار لهؤلاء اللاعبين الذين يستحقّون لقب "الأبطال المجهولين" ممّن ساهموا بتحقيق إنجاز التأهّل.
ويقينا، ستحلّ بطولة كأس آسيا بمشاركة هذا المنتخب وتمرّ مرور الكرام تماماً مثلما مرّ خبر مشاركة هذا المنتخب بتصفيات البطولة المذكورة واستطاع القبض على فرصته الإعلامية المستحقّة من خلال ما قدّمه من مستويات في البطولة المذكورة.
ينبغي أن نؤشّر أيضاً لمن كان وراء هذا الانجاز الذي تكلّل بفوز وتعادل أثمر عن خطف بطاقة التأهّل، فمن خلال تصريح رئيس لجنة الصالات والشاطئية الذي عبّر من خلاله عن تثمينه لعضو اتحاد الكرة يحيى زغير وإبراز دوره لكونه لم يدّخر جهداً باعتباره المشرف على لجنة الصالات وذلّل كافة المعوّقات التي اعترضت سبيل المنتخب خصوصاً من جانب ترؤّسه لبعثة المنتخب وحثّه اللاعبين والملاك التدريبي على تحقيق المأمول منهم فوعدوا وأوفوا بحسب تصريح رئيس لجنة الصالات.
في هذا الصدد وبرؤية إعلامي متواضع يودّ أن يحيط انجازاً مثل كرة الصالات المتابع عن مدّيات انتشار هذه اللعبة في البلد وإعداد قاعاتها وكوادرها الفنية والتدريبية فضلاً عن تـأهيل ممارسيها من اللاعبين ومن الفئات العمرية المختلفة والتأكيد على حضورها في المنتديات الشبابية المتخصّصة والتوسع في منح الفرصة لكل من يودّ أن يمارس ألعاب تجري تحت جنح الصمت والتعتيم الإعلامي بأن يسهم بإضاءة دوره الرياضي في الإشارة إلى طريقة ممارسته لتلك اللعبة.
لابد أن نخلّص الألعاب من معاناة العُتمة الإعلامية التي لا يمكن استمرارها في ظلّ وجود قاعدة كبيرة وأموال كافية وقاعات نظامية ونتائج جيدة تدعونا لدعمها لغرض استمرارها محلياً ودولياً ومنافسة الدول تحت قيادة ملاكات وطنية ولا بأس أن تُدعم بالأجنبية في المرحلة القادمة.