متابعة المدى
هنري فوندا (1905 - 1982) ممثل أمريكي، حاصل على جائزة الأوسكار عام 1981 كأفضل ممثل عن دوره في فيلمه الأخير (على البركة الذهبية) كما حصل بنفس الدور على جائزة الغولدن غلوب 1982.
وحصل على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون 1957 لأفضل ممثل عن دوره في فيلم 12 رجلا غاضبا. امتدت مسيرته الفنية 46 عاما (من 1935 حتى 1981) قدم خلالها حوالي 115 فيلما سينمائيا وتلفزيونيا. يعتبر من أهم الممثلين على الإطلاق. صنفه معهد الفيلم الأمريكي في المركز السادس في قائمة أعظم 25 ممثل أمريكي.
عرف بتقديم أدوار الرجل الأمريكي المستقيم ذي الأخلاق العالية، أشهرها كانت في فيلمي عناقيد الغضب (1941) و12 رجلا غاضبا (1957). ثم خرج عن هذه الأدوار حين قدم دور قاتل وسفاح في فيلم ذات مرة في الغرب (1968). هو والد كل من الممثلة جين فوندا والممثل بيتر فوندا وجد الممثلة بريجيت فوندا.
كان والده وليم يعمل في مطبعة له. كان طموح هنري في البداية أن يكون صحفيا. في أواسط العشرينات الميلادية انضم إلى فرقة هواة مسرح تقودها «دورثي براندو» والدة الممثل مارلون براندو. في جامعة مانيسوتا التقى هنري بجيمس ستيوارت، واستمرت صداقتهما طوال العمر. عمل ستيوارت وفوندا في مسارح في نيويورك حيث أقاما هنالك في شقة صغيرة سويا. منتصف الثلاثينات الميلادية حصل الاثنان على فرصة للعمل في هوليوود. عام 1931 تزوج هنري بالممثلة «مارجريت سولافان» ودام الزواج سنتين، وكان هذا زواجه الأول.
عام 1935 مثل هنري فوندا أول أفلامه السينمائية، الفيلم الكوميدي «المزارع يريد الزواج» الذي أخرجه فيكتور فليمنغ. كان الفيلم مقتبسا عن مسرحية مثلت في برودواي عام 1934 وكان بطلها هنري نفسه. في عام 1936 تزوج هنري من فرانسيس فورد سيمور، التي أنجبت له جين وبيتر. سرعان ما أصبح فوندا الممثل الوسيم والموهوب نجما مشهورا في هوليود وقام ببطولة أفلام لمخرجين كبار في حينها مثل فريتز لانغ وويليام وايلر. قدم عام 1939 فيلم الوسترن الناجح «جيسي جيمس» بمشاركة الممثل تايرون باور. ومثل دور الرئيس أبراهام لينكون في فيلم «شباب السيد لينكون» مع المخرج جون فورد. عام 1940 عمل مرة أخرى مع المخرج جون فورد في فيلم «عناقيد الغضب» ورشح هنري لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل (الجائزة التي فاز بها صديقه جيمي ستيوارت عن دوره في فيلم قصة فيلادلفيا). ويعتبر الكثيرون أداءه في ذلك الفيلم هو أحسن أداء له على الإطلاق. بعد الفيلم أصر داريل فرانسيس زانوك مدير استوديو فوكس على أن يوقع فوندا على عقد احتكار لمدة سبع سنوات مع الاستوديو.
عقب نجاح فيلم «عناقيد الغضب» أصبح هنري فوندا من أهم ممثلي جيله. رغم اكتفاء نجوم هوليوود بالعمل في السينما، كان فوندا يعمل بانتظام في المسرح طوال مسيرته السينمائية. في الأربعينات الميلادية قدم مجموعة من أهم أدواره في أفلام الوسترن الكلاسيكية مثل فيلم حادث قوس الثور (1943) وفيلمي «حبيبتي كلمنتين» (1946) و»قلعة أباتشي» (1948، بمشاركة الممثل جون وين) مع المخرج جون فورد. عام 1950 ماتت زوجته منتحرة. فتوقف عن تمثيل الأفلام مدة خمس سنوات.
في عمر العشرين، بدأ فوندا عمله بالتمثيل في مسرح مجتمع أوماها، عندما أوصته صديقة أمه دودي براندو (والدة مارلون براندو) بأن يتقدم لدورٍ شاب في مسرحية أنت وأنا، حيث اختير لدور ريكي. كان مفتونًا بالمسرح، وتعلُم كل شيء من بناء موقع التصوير حتى الإنتاج المسرحي، وكان محرجًا من قدراته التمثيلية. عندما حصل على دور البطولة في مسرحية ميرتون من الأفلام، أدرك جمالية مهنة التمثيل، إذ أنها مكنته من حرف الانتباه عن شخصيته الخاصة معقودة اللسان وخلق شخصيات مسرحية تقوم على كلمات مكتوبة لشخص آخر. قرر فوندا ترك عمله والاتجاه شرقًا في عام 1928 بحثًا عن حظه.
وصل إلى رأس كاد ولعب دورًا ثانويًا في مسرح الرأس في دينيس، ماساتشوستس. أخذه صديق إلى فالماوث في ماساتشوستس، حيث انضم إلى ممثلي الجامعة وسرعان ما صار عضوًا ذو قيمة فيها، وهي عبارة عن جماعة مسرح صيفي يجري بين الكلّيات. عمل هناك مع مارغريت سولافان، التي تزوجها لاحقًا. انضم جيمس ستيوارت إلى الممثلين بعد عدة أشهر من مغادرة فوندا، وإن أصبحا أصدقاء عمرٍ قُريب ذلك. هجر فوندا الممثلين في نهاية موسم عام 1931 - 1932 بعد ظهوره في أول دور احترافي له في فيلم الدُعابة، لسيم بينيلي. منح جوشوا لوغان، وهو طالب شاب في السنة الثانية في برينستون حظي بدورين في الفيلم، دور تورناكوينشي لفوندا، «عجوز إيطالي له لحية بيضاء طويلة وشعر أطول منها». وكان في طاقم فيلم الدُعابة إلى جانب فوندا ولوغان كل من بريتين ويندست، وكينت سميث، وإليانور فيليبس.