عمــار ســاطع
الإنجاز السلوي المحلّي الجديد الذي حقّقه فريق النفط بالاحتفاظ بلقب الدوري الممتاز، يكاد أن يكون لافتاً بنظر الكثيرين من الشغوفين باللعبة الشعبية الثانية في البلاد.
ما سجّله فريق النفط بتتويجه في اللقب، لم يأتِ اعتباطاً، بل هو ثمرة جهود مُضنية وعمل شاق سبقه تخطيط سليم وبرنامج واضح في الوصول الى محطّة الختام وخطف إنجاز مهم.
أقول.. الوصول الى القمّة أصعب من الحفاظ عليها، وما حافظ عليه فريق كرة السلة بنادي النفط، أمتدّ الى خمسة مواسم متتالية، ليس بِضِمنها الموسم الذي توقّفت فيه المسابقة، بسبب جائحة كورونا، وإلغاء نسخة الدوري قبل عامين، وهو الموسم الذي تربّع عليه النفط قبل أن يلغى.
لقد كسر فريق النفط الذي نال اللقب، للمرّة السادسة في تاريخه، كل الأرقام القياسية من حيث الاستمرارية في خطف اللقب والقمّة، فيما عجزت الفرق المنافسة الأخرى في تحقيق ما حقّقه فتية المدرّب الكفء خالد يحيى الذي عرف كيف يتعامل مع المسابقة وفرض هيبته على الآخرين برغم احتدام الصراع الإضافي للمباريات مع الشرطة، المنافس الأقرب!
وفي رأينا أن صراع قمّة دوري كرة السلة وصل ذروته ببروز فرق جدّدت صورة التنافس مع فريقي الحشد الشعبي وكلية دجلة، لكن النفط قال القول الفصل في نهاية الماراثون السلوي.
لقد برهنَ فريق النفط أنه امبراطور لعبة كرة السلة من خلال ما قدّمه من أداء مميّز وروحيّة التحدّي اكتملت بالتفوّق وخطف لقب جديد، والبقاء على عرش الدوري بأفضلية نجومه الذين أكدوا أنهم الأقوى على صعيد الدوري.
وبين ما تحقّق للنفط محلّياً، وما يُفترض ويُنتظر أن يحققهُ خارجياً، عبر مشاركاته ممثلاً عن الوطن، مساحة كبيرة يجب أن تحدث عبر إيجاد الطرق الأقرب وخلق أجواء إيجابية للتحضير لموسم جديد مرتقب، في ظلّ ما يحتاج اليه الفريق من دماء جديدة ولاعبين مميّزين.
قد تكون هذه المواسم، مواسم نفطية بحتة، بعد أن سبقه في بسط الهيمنة على عُمر المسابقة التي تمتدُّ الى 42 نسخة سابقة، وقد توزّعت بين إصرار فرق حظيت بالكثير من الامكانيات والمكانة وكان لها ما أرادت في القبض على اللقب، مثل الجيش والرشيد (الكرخ حالياً) والشرطة ودهوك، لكن الحقيقة أن النفط يختلف عنهم، فهو فريق مؤسّساتي غير جماهيري، فريق يلعب بلا ضغوطات ويحصل على ما يحصل عليه بسبب إدارته الرياضية وفكرها وحرصها الصحيح تجاه لعبة كرة السلة خصوصاً وبقية الألعاب بشكل عام.
وبما اننا نتحدّث عن مسابقة سلوية هي الأهم بحدود الوطن، فلا ضير أبداً في التفكير بإيجاد آلية أفضل تضمن الارتقاء في واقع اللعبة لزيادة روحية التنافس بين الفرق التي تسعى الى خوض غمار مسابقة تجمع أقوياء الفرق.
ومثلما نتحدّث عن البطولة وإنجاز النفط في ختامها، فإن من المهمّ إقامة دوري الـ PLAY OFF الذي يضمُّ أفضل أربعة فرق وفقاً لتسلسلها بنهاية مشوار الموسم، وإقامته من أربع مراحل، شريطة أن تحصل الفرق على نقاطها التي كسبتها في الدوري الممتاز القائم من مرحلتين، لمنح زيادة إضافية في المواجهات التي تضمُّ أبرز الفرق واختيار أحسن العناصر لتشكيلة المنتخب الوطني.
إن الدوري الجيّد فنياً، يأتي بمنتخب مميّز، هذه المُعادلة الفعليّة لنتاج موسم طويل يحصل فيه اللاعب على جرعات تدريبية، ويدخل في مرحلة الإعداد والتجريب ومن ثم المنافسة، قبل أن يتم اختيار الأفضل لصفوف المنتخب لتمثيل الوطن في المحافل والمناسبات الدولية.
مُبارك نجاح عرس كرة السلة في موسم تنظيمي ناجح، ومبارك للنفط تفوّقه واستمراره في القمّة دليل على خطف ثمرة الخطوات الناجحة.