عامر مؤيد
يعرف "الكركيعان" في محافظة البصرة على وجه التحديد كطقس سنوي يقام خلال ايام ثابتة في شهر رمضان وتشارك فيه العوائل المختلفة. ولهذا الاحتفال اسماء عديدة منها، القرقيعان - القريقعاتة - الكريكعان - الناصفة – الكريكشون – القريقشون – في البصرة والكويت والاحساء والقطيف والاهواز، قرقاعون في البحرين، قرنقعوه في قطر، قرنقشوه في عمان، وهكذا.
طقس واحد وموروث اجتماعي سنوي يشغل ثلاث ليالٍ رمضانية 13 و 14 و 15.
وبالعودة اليه فانه تعددت المسميات والاصول والجذور الخاصة به ولكن قيل إن القرقاعون أو القرقيعان هو مصطلح شعبي يُطلق على السلة الكبيرة المصنوعة من سعف النخيل والتي تُملأ بداخلها المكسرات ومن ثم تُوّزع على الأطفال، وقيل إن أصل القريقعان أو القرقاعون لغويّاً هو قرّة العين وبمرور الزمان تحورت الكلمة، وصارت تُنطق قرقاعون أو قرقيعان، ويرجح البعض الآخر، بأن القرنقعوة أو القرقيعان تعني الشيء المخلوط متعدد الأصناف من المكسرات والحلوى أو أنها مشتقة من القرقعة، أي الصوت الناتج عن ضرب الأواني المعدنية الحاوية للحلويات والمكسرات.
وخلال مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت الكثير من المقاطع الفيديوية والصور الخاصة بالكركيعان .
ولم يشكل الاحتفال ابناء البصرة فقط بل كانت هناك طقوس احتفالية لاطفال المحافظات الاخرى، ما يؤكد ان هذه الاحتفالية الرمضانية في استمرار.
وفي ليلة الكركيعان يطوف الأطفال مرتدين أزياءً شعبية مردّدين الأهازيج وهم يجوبون الازقة منتظرين لحظة توزيع الحلوى عليهم من قبل بعض العوائل. الأهازيج في هذه الليلة تختلف حسب المناطق ولكنها تبقى متشابهة في مضمونها من حيث طواف الاطفال الذين يعمدون الى لبس الملابس الشعبية، فيلبس الأولاد الدشداشة والسترة، بالإضافة إلى النعل الشعبي، وأما البنات يلبسن الدراعات والبخنق وهي قماش بألوان مختلفة مطرّزة، مع الترتر الذي يُوضع على الرأس، ويحمل كل منهم كيساً لجمع المكسرات والحلوى، وعادةً ما تبدأ هذه الفعالية بعد صلاة المغرب مصحوبة بالأغاني الشعبية. في البصرة هناك الاغنية الخاصة كما في دول الخليج بالمناسبة والتي تقول:-كركيعان وكركيعان عادت عليكم الصيام.. أعطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. أم الذهب والنورة سلم ولدهم يا ألله.. خليه لأمه يا الله.. عسى البقعة ما تخمه.. ولا توازي على أمه.. عادت عليكم صيام.. كل سنة وكل عام ..
وتعود الاطفال في إعادة هذه التراتيل الجميلة على ذكر اسماء اطفال اهل الدار لغرض اعطائهم ما تجود به العائلة، فيخرج اهل الدار ليوزعوا الحلويات على الاطفال وهم فرحين بذلك.