اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ثورة فاتن

العمود الثامن: ثورة فاتن

نشر في: 18 إبريل, 2022: 12:11 ص

 علي حسين

"فاتن أمل حربي" مسلسل يفتتح به الصحفي والروائي إبراهيم عيسى باب التساؤلات حول معاناة المرأة، ربما تكون الحكاية التي قدمها المسلسل السبب في إثارة الكثير من اللغط والجدال حول حقوق المرأة وهل صحيح أنها ناقصة عقل ودين مثلما تروج جماعات الأخوان المسلمين واحزاب " المرأة عورة " ؟ .

يكتب إبراهيم عيسى أحداثاً من الواقع اليومي، حين وجدت الزوجة فاتن نفسها أمام خيارين، أن تصمت وترضى بالواقع الذي يجعل منها مواطنة من الدرجة الثانية، وبين أن تتوجه إلى القضاء لتعلن رفضها لقانون الأحوال الشخصية، فكان أن اختارت إعادة حكاية السيدة " درية " في فيلم أريد حلاً والذي أبدعت فيه الراحلة فاتن حمامة وهي تقف بوجه التمييز والظلم الذي تتعرض له النساء.

"ثورة فاتن"، أثبتت أن المثقف والكاتب والفنان يمكن أن يكون صوتاً لمن لا صوت لهم، ومثال فاتن أمل حربي يثبت لنا نحن العراقيين الذين نعيش في ظل "نائمات مجلس النواب" بأن العراقيين سبقوا الجميع في منح المرأة حقوقها عندما صدر قانون الأحوال الشخصية عام 1989 وكانت تقف وراءه امرأة شجاعة اسمها نزيهة الدليمي، قانون منع استغلال المرأة، ورفع من شأنها.

سيقول البعض، يا رجل تحتل المرأة في العراق منذ سنوات ربع مقاعد البرلمان، لكن ياسادة للأسف تتشكل الحكومات وتنحل من دون أن ينتبه أحد إلى أن المرأة يجب أن تكون ممثلة فيها. والمؤسف أنه عندما أعطيت حقها البرلماني، طلب منها الساسة أن تظل مجرد رقم على الهامش، ويتم إذلالها وحرقها وإهانتها، ونقرأ في الأخبار أن أحزاباً وتكتلات دينية عدة لا تزال تعارض قرار قانون العنف الأسري، وهذه الأحزاب نفسها تتباكى في الفضائيات على حقوق المرأة، لكنها في البرلمان تجد أن قانوناً يحمي المرأة من العنف يشكل خطراً على المجتمع مثلما أخبرنا ذات يوم رئيس كتلة الفضيلة النائب عمار طعمة، للأسف العشرات من نواب الأحزاب الدينية، بفرعيها السُّني والشيعي، مخلصون لتربية حزبية جعلت منهم تروساً في ماكنة قهر المرأة باسم الفضيلة والدين، فهؤلاء جميعاً يرون في المرأة "ضلعاً أعوج" يجب تقويمه، وهي ناقصة عقل ودين.

"فاتن امل حربي" ومعها نسوة من العراق ومصر وتونس مثال مشرق لمجتمع حر يناضل ضد الظلم والاستبداد ، فيما العديد من نائباتنا أصبحن اليوم مجرد ديكور في مجلس نيابي يدير مقدراته عدد من الأشخاص.. بل إن العديد منهنّ أصبن للأسف بنوع من فوبيا الإصلاح. ومحاسبة الفاسدين، تجعلهن كلما ذكرت كلمة فساد يستغرقن في نوبة من الهرش وحك الجلد بعنف حتى تسيل منه عبارات التخوين والشتائم، نائبات يعشن عالماً من الخيال والأحلام، حيث لا يشعر البعض منهن بمعاناة الناس، ولماذا يشعرن وتحت أيديهن كل ما يشتهينه ويتمنينه؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سالم احمد

    قانون الاحوال الشخصية لعام 1959 وشكراً

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram