اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: متشائم.. والعكس صحيح

جملة مفيدة: متشائم.. والعكس صحيح

نشر في: 12 مايو, 2022: 12:25 ص

 عبد المنعم الأعسم

حين يكون التعويل على الجماعة التي ادارت معادلات الحكم لعقدين من السنين، وتقاسمت وظائفه وامتيازاته ووجاهاته، واخفقت في ترجمة وعودها الى الواقع،

والى منازل المحرومين والمهمشين وابناء التضحيات الحلال، وابتدعت خطايا «المحاصصة» والولاءات المأجورة والتابعية الى خارج الحدود، ومررتْ اشنع وابشع واسوأ التشريعات والقوانين والصفقات، وجعلت من العراقيين شحاذين على ابواب الدول وطـُعماً لحيتان البحور وهم يغرقون بانكفاء قوارب الهروب، وعطلّت، عن قصد (اكرر: عن قصد) عجلات مئات الالوف من المعامل والمصانع المحلية الناجحة في غالبيتها، بغرض تسهيل الاستيراد المغشوش وتنشيط تجارة الجوار وتكوين بطانة الفساد في المنافذ الحدودية، وباعت حياء وسيادة البلاد وتاريخها ومسلات عظمائها بأبخس الاثمان..

اقول، حين يكون التعويل على هذه النخب حصرا في ان توقف تدهور الاوضاع اكثر فاكثر، وان تعيد الثقة الى الملايين التي امتنعت عن التصويت لها في آخر انتخابات، أو التعويل على انها تعلمت من دروس الحكم الذي قبضت عليه بنواجذها، أو مستعدة للتراجع عن غيها خطوة واحدة، فاني – على ضوء كل ذلك- متشائم بلا حدود، ومفارق لكل من يعتقد بوجود خيط أمل، او نقطة ضوء، او بارقة حلٍ منصفٍ في نهاية النفق، وهو تشاؤم يستمد وجاهته من معاينة موضوعية لما حصل ويحصل، وما قيل ويقال، وما ضاع ويضيع، وفي مبرراته وخلفياته ان اصحاب الخراب والفشل مستمرون في وجهتهم الكارثية حتى وهم يرون أخطارها، متمسكون بالسلطة حتى وهم يعرفون انها لا تعدو عن وهم، وكأن نساء العراق لم تنجب (غيرهم) مؤهلات ومؤهلين، من اصحاب الكفاءة والنزاهة والغيرة على البلاد وشعبها..

ولما كانت المعادلة بين التشاؤم ونقيضه، الأمل، تستقيم فقط في محصلات الواقع، والنتائج الملموسة للاحداث فان المراقب لا يحتاج الى المجازفة في اختيار أي منهما، سوى ان يستمع الى ما يعترف به اللاعبون المعنيون عن لسان، أو عن زلات لسان، وما يشار له بالوثائق والمعطيات، وما تحققت منه معاهد ومراكز محلية ودولية احترافية ولها مصداقية وهي وفيرة، تفتح مستقبل العراق على احتمالات مفزعة في حال تكررت تجربة حكم الاعوام العشرين الماضية، والمهم، انها تفتح ضوءا للتفاؤل (أقول: التفاؤل) بان يتصدر عملية الحلول واعادة البناء على اسس وطنية عابرة للمحاصصة جيل عراقي جديد ولد في قلب الصراع وثورة تشرين واسترشد بالواقع، والعقل، الى مفاتيح الحل السياسي.. وهو الرهان البديل، ومصدر تفاؤلي، وغيري كثيرون، ايضا.

الى ذلك فان اريك فروم، وهو اشهر من رصد تجليات الامل في تماس السلوك بالمشاعر، يحذر في كتابه «ثورة الامل» من التبسيط ومن تحويل طاقة الامل الى وهم جماعي للمقموعين، فالامل عنده ابعد من دائرة علم الثورات الاجتماعية.. ويشاء «الدوس هاكسلي» ان يجعل من الامل في كتابه (أفضل العوالم) قوة سحرية لصناعة التغيير.

باختصار، ان الامل احساس نبيل باهمية العدالة كقاعدة للحياة بالنسبة للملايين المهمشة التي تبصر نورا في نهاية النفق الطويل، وتسعى اليه.

استدراك:

«أنا لا أكتب..

إنما أفتح النوافذ ليتنفس القراء».

آرت بوكوالد-

صحفي امريكي ساخر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

 علي حسين انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب...
علي حسين

قناديل: تشويه صورة تشومسكي

 لطفية الدليمي ماذا عساك تفعلُ عندما تسعى لتشويه صورة إنسان معروف بنزاهته واستقامته الفكرية والانسانية؟ ستبحث في التفاصيل الصغيرة من تاريخه البعيد والقريب علّك تجد مثلبة (أو ما يمكن تأويله على أنه مثلبة)....
لطفية الدليمي

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

محمد الربيعي هذه المقالة تتبنى ما طرحته في كتاباتي السابقة وتعيد ما اكدت عليه في سياقات مختلفة. اسأل القراء الأوفياء الذين يتابعون أعمالي مسامحتي ازاء الالحاح في التأكيد، فالحاجة تدعوني لاعادة النظر في هذه...
د. محمد الربيعي

ماذا تبقى من سيادة العراق بمواجهة تحديات عديدة؟

لينا اونجيلي ترجمة: عدوية الهلالي في أعقاب غزو العراق مباشرة، أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13303 لحماية صندوق تنمية العراق (DFI) الذي كان بمثابة مستودع مركزي للإيرادات الناتجة عن مبيعات...
لينا اونجيلي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram