TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: في بيتنا.. دراغولا

جملة مفيدة: في بيتنا.. دراغولا

نشر في: 15 مايو, 2022: 12:44 ص

 عبد المنعم الأعسم

من المؤكد ان هوس الظهور على الشاشات الملونة يؤدي بالسياسي الى ارتكاب اخطاء تزيد في اضطراب صورته وسمعته بين الجمهور عدا عن انها تشحن الجو السياسي بالملاسنات والصراعات والكراهية، ويقول ج. جيلبيرت الخبير الكندي في تأثير وسائل الاعلام ان الخدمة المعاصرة لهذه الوسائل في الميدان السياسي باتت خطيرة في تأثيرها السلبي على انضباط الساسة.

ويقال ايضا، ان سبب تخبط الساسة في المواقف والتصريحات و"المنسوبات" يعود، في جزء منه، الى ما كان يسميه الجاحظ بالبطانة، او ما يسميه الادب السياسي الايراني بالحبربشية.. فالبطانة والحبربشية يغوون الزعامات التي تعوزها لوازم التزعم بمواصلة التشبث بالاوهام و"المستقبل الزاهر" والسقوط في العثرات، وتسميم العلاقات مع شركائهم والايقاع بينهم، ويندفع التابعون، في حمية الاستتباع، والانحياز الاعمى للقبيلة أو النوع أوالمذهب أو الدين أو الزعيم - وانا اتحدث عن ظاهرات سياسية – بما يسيء الى سمعة المتبوع في نهاية الامر، اذا ما كان للمتبوع بقايا سمعة في مكان ما.

ان الالتباس السياسي في العراق فتح الباب (منذ العهد السابق) امام انحطاط سلوك الأتباع وتردي فن الارتزاق والاستثمار المغشوش في السياسة، ووجد تعبيره، الآن، في ما لا حصر له من الشواهد، ليس بينها فقط المشاركة "المأجورة" في تظاهرات محدودة الهدف والرسالة، بل وايضا، الانخراط في جيش الذباب الالكتروني لتهديد واسقاط الخصوم، والتحشد على الارصفة للتصفيق لـ"الزعيم" الذي يمرّ من هناك، في مسرحية سيئة الاعداد، ورفع اللافتات والاعلام عند صور الساسة في الشوارع والساحات والمنعطفات، كان قد رسمها (او ارتكبها) رسامون مبتدئون، جهلة، تفننوا في تلطيخ البراءة والابتسامة على وجوه لا تبتسم أصلا.

وليس من دون مغزى ان يهتم المراسلون الاجانب، بالكثير من الحيرة، بانتشار الجداريات والصور الجديدة على الجدران العالية الصماء، ومنعطفات الشوارع، وجزرات الحدائق الوسطية، واعمدة الكهرباء الباردة، ولم يتوان مراسل فرنسي كان قد زار بغداد قبل اكثر من عقد من السنين، من القول، بعد ان زار العراق مرة اخرى: "شاهدتُ صورة كبيرة لسياسي محلي تنتشر من حولها مستنقعات من الصرف الصحي، وتنام تحت قوائمها الحديدية نعاج ضعيفة وجائعة، وثمة امرأة تبكي بحرقة لا أحد يسألها على من تنوح".

والحال، فان الامر يتشكل على هيئة كابوس، حيث لم يكن برام ستوكر قد تخيل ان هناك مخلوقات تمص دماء البشر قبل ان يلتقي العام 1890 بشكل عابر بمصاص دماء من البشر ليخترع من دناءته شخصية دراغولا.

استدراك:

"نظام الفرد الواحد ليس سوى اختراع ابتدعه الشيطان ليخلّد بين الناس عبادة الأصنام ويروّج بضاعة الوثنية".

توماس بن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram