TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محطّة للتأمّل: رؤية سعيد للجيل الجديد

محطّة للتأمّل: رؤية سعيد للجيل الجديد

نشر في: 17 مايو, 2022: 12:02 ص

 سامر الياس سعيد

تداولت وسائل إعلام رياضية تصريح منسوب للرئيس الأسبق لاتحاد الكرة العراقية وأحد نجومها المميّزين الكابتن حسين سعيد، حيث علّق في سياق تصريحه على التحرّكات الخاصة بإبراز بعض الاسماء المرشّحة لتدريب المنتخب الوطني وضرورة المباشرة بوقت مبكّر لغرض تهيئة جيل جديد للكرة العراقية قادر على المنافسة ومحو كل الاخفاقات التي واجهها في سياق استحقاقاته التي خاضها خلال السنوات السابقة.

ويبدو تصريح سعيد منطقياً من جانب التأنّي في ترشيح بعض الاسماء المؤهّلة لقيادة المنتخب الوطني خصوصاً في ظلّ الرغبة في توحيد شخصية المنتخب واعتماده على مدرسة واحدة من اساليب اللعب بهدف عدم تشتّتها بين المدارس الكروية نظراً لعدم الاستقرار التدريبي والذي ترك بصمة سلبية على واقع المنتخب لاسيما من خلال تغيير الاسماء التدريبية وعدم استقرار الجانب التدريبي الخاص بالمنتخب في خوضه منافسات التصفيات أو اللجوء الى مدرب ربما لا يتمكّن من إبراز رؤيته تجاه مهارات اللاعبين ومستوياتهم في ظل فترة العمل القصيرة.

لابد من الوقوف على مهارة كل لاعب ومستواه الفني والبدني ومنحه الرؤية التكتيكية الملائمة للعبه بدلاً من الجنوح وراء التجريب في المباريات التي تعتمد على حصد النقاط بشكل رئيسي من دون نزفها كما حصل في إطار تصفيات الدور الحاسم المؤهّل لمونديال قطر 2022 والذي عجز عنه المنتخب من خطف بطاقة التأهل بالرغم من المستويات المتذبذبة التي عانت منها منتخبات المجموعة.

الكابتن سعيد طالب برؤية موحّدة لمدرسة واحدة تستقر إما على واقع الكرة الأوروبية وجنوحها نحو الالتزام الدفاعي مع واجبات هجومية محدّدة في ‘طار تميّز أغلب منتخباتها بواقع اللعب المستنبّط من خطة تعتمد على ثلاثي الدفاع ومثلهم في خط الوسط لمشاركة أقرانهم في تأمين خطّ الدفاع من الهجمات المرتدّة، والاعتماد على مهاجمين أثنين لخلخلة الدفاعات والكرات الطويلة التي تمنح اللاعبين حرية الاختراق وتحقيق الهجمة المركّزة التي عادة ما تنتهي بتحقيق المطلوب، كما لفت الكابتن سعيد الى أن المدرسة الأخرى التي تعتمد على المنتخبات الخاصة بأمريكا اللاتينية خصوصاً منتخبي البرازيل والأرجنتين والتي عادة ما تعتمد على المهارات التي يتقنها بالدرجة الأساس لاعبي البرازيل حتى تطبّعت مثل تلك المهارات بمستويات اللاعبين العراقيين حينما تم وصفهم في حقبة الثمانينيات بكونها (برازيل آسيا ) نظراً لاعتماد اتحاد كرة القدم على مدربين برازيليين وقفوا على مستويات لاعبينا وأخذوا الانطباع الجيد وأكدوا جدارتهم بتمثيل الوطني.

تبدو الحاجة مُلحّة في توحيد شخصية المنتخب العراقي نظراً للشروع ببناء منتخبات للفئات العمرية بالتركيز على مدربين خاصين بتلك المراحل يتقنون توحيد المدارس الكروية والاعتماد على مدرسة واحدة تسهم في التدرّج المناسب والملائم للاعب الفئة المعنية وصولاً الى المنتخبين الأولمبي والوطني، وبذلك ينجح الفكر التدريبي في هذه المراحل المنتهية من بلورة المدرسة الواحدة التي يعتمد عليها إطار اللعب وتأكيد شخصيته في خطوط اللعب المختلفة بالاعتماد على الفكر التدريبي للمدرب المستقدم لقيادة المنتخب الوطني وهو أمر واقعي للغاية، كما اعتمدته منتخبات تسعى للتطوير ومواكبة الحداثة من علوم الكرة حيث تبرز تجربة المنتخب القطري في الاعتماد على ما انتجته مدرسته الكروية المتقدّمة والمعروفة بأكاديمية (اكسباير) التي نهلت خططها ورؤاها التدريبية من المدرسة الإسبانية والتي نجحت تماماً في إبراز منتخب يسعى لتحقيق البطولات والانجازات، كما نجح المنتخب الخليجي في إحراز بطولة كأس الأمم الآسيوية في آخر نسخها إضافة الى ما قدّمه من عروض متساوية في بطولة كأس العرب التي اختتمت نهاية العام الماضي اضافة للعروض المستقرّة التي نجح المنتخب المذكور بإظهارها في التصفيات الأوروبية أو في المباريات الإعدادية التي خاضها استعداداً في ظهوره الأول بنهائيات المونديال الخليجي المرتقب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram