محمد حمدي
استطلاع جماهيري صحفي أجريناه بالتزامن مع زيارة وفد فني خليجي الى البصرة لتفقّد ملاعبها ومنشآتها الفندقية والسياحية، وشمل عيّنات متنوّعة بين رياضيين وإعلاميين وجماهير رياضية ومتابعين بشأن ما يمكن أن يحصل في ختام المطاف وانتهاء مسلسل التفتيش والقرارات الطارئة التي نتعرّض لها حول تضييف البصرة لبطولة خليجي 25 المرتقبة نهاية العام الحالي وما هي نسبة الحسم لإقامة هذه البطولة على أرضنا.
الإجابة حملت حالة من التطابق في الرأي بين الجميع، وإن كانت بنسب متفاوته حول عدم الاكتراث بالاخبار أو الاعلانات التي تُطلق مستبشرة بحسم الملف أو الانتظار، في الوقت الذي يذهب به البعض الى أن الاستمرار في متابعة الملف هو مضيعة للوقت، وإن البطولة سينتهي أمرها أسوة بالبطولات السابقة في الوقت بدل الضائع ونقلها الى دولة أخرى منذ بطولة اليمن خليجي 20، وما تبعها من بطولات ربما لا تختلف عن بطولة خليجي 25 سوى من الملل الجماهيري، والمطالبة بعدم الاستمرار فيها أو أفضت النتيجة الى غير ذلك بعد كل الجهود المضنية وفرق التفتيش التي يتم استقبالها كاستقبال الأمراء.
لا أعتقد أن الملف والتصوّرات الجماهيرية غائبة عن وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة وحتى الحكومة المحلية في البصرة التي دأب محافظها أسعد العيداني على تسخير وقته وامكانات البصرة أمام اللجان الخليجية واصطحابها ليلاً ونهاراً لمختلف الاماكن التي يطالبون بها أو تلك التي تتطلّع المحافظة لتسويقها لهم زيادة في الاطلاع، ولكن الذي يحصل هو الذهاب لآخر المطاف والرهان على تحقيق انجاز باستضافة بطولة خليجية كان لها وقعها الكبير سابقاً، ولم تعد بذات الأهمية الآن بعد سيل البطولات وتراكمها بمختلف المسمّيات!
على كل حال، فهي من الجانب الآخر الاسراع الى حدود بعيدة بإنجاز عدد من المشاريع الكبرى في البصرة تحت الضغط الخارجي المطالب باكمالها، وهذه أحد أهم حسنات زيارة الوفد الخليجي الى البصرة وإلا لكان النسيان قد غلّف هذه المنشآت وأهمها ملعب الميناء الأولمبي الذي يوشك على الاكتمال كأحد الصروح الرياضية المتميّزة جداً والتي ستُضيف للبصرة والعراق رصيداً هائلاً من تكامل البنى التحتية المهمة الجميلة الجاهزة لاستضافة مختلف البطولات، فضلاً عن الخدمات الفندقية التي ستعزّز البصرة ورصيدها بتواجد فنادق الملنيوم الكبير والموفيمبيك والفندق الهندي وعدد من الصروح الساندة الأخرى والشوارع وتطوير المطار الدولي، ومن الممكن أن تنسحب انجازات البصرة الى محافظات أخرى نتمنّى أن تشهد ذات الهمّة في الإعلان عن مشاريع وصروح مختلفة فيها أيضاً.
هذه النقاط التي أشرنا اليها تنطوي على أهمية كبيرة بالتأكيد ومعها أيضاً نحتاج الحزم والحديث من موقع القوّة والتغيير الحاصل في العراق اليوم، إذ لا أحّد ينكر مطلقاً أن بلدنا اليوم هو ليس كما كان قبل أربع سنوات أو أكثر من ذلك، وبالتالي فإن التذرع بالملف الأمني وملف الخدمات هو من الماضي بالتأكيد، بل الأكثر من ذلك أن ما توفّره الحكومة المركزية للبطولة وبحسب حديث رئيس مجلس الوزراء هو امكانات هائلة لتقديم بطولة متميّزة ستكون الأكبر جماهيرياً وبامكانات العراق الذي سيسخّر كل أدوات النجاح وهي رسائل تطمين مهمة جداً أعرب عنها رؤساء الاتحادات الخليجية برمّتهم خلال الاجتماع الأخير لهم على هامش قرعة كأس العالم في قطر.
أخيراً لم يعد هناك ما يمكن اضافته، ولكن ما بقي ويدركه الجميع أن الحسم بفوز البصرة نهائياً ليس من الممكن تأكيده حتى قبل انطلاق البطولة بيوم واحد، وهو ما عبّرت عنه غالبية جماهيرنا والمتابعين وأكثر المتفائلين بإقامتها على أرضنا وبين جماهيرنا.