مظفر النواب تاريخ يمشي على وجع، وذاكرة تتشظى عند زمن وطني مفجوع، قصيدته هي حلمه، وهي جرحه وقلقه،
وهي طائره الذي لم يشا الهبوط، واحسب ان شعرية التحليق ظلت هي سفره، وغوايته، اذ فتحت له ولنا افقا لا منتهى له، مثلما ظلت تستفزنا جميعا لكي نراجع تاريخ الجرح الغائر فينا، جرح الخيبات والهزائم والانكسارات الوطنية والثورية.
موت النواب لا يحتاج الى مزايدات والى أوهام ولا اتهامات، فالراحل ظل يكره الحكومات، ولا علاقة له بالثوار الكتبة، لذا عاش بعيدا، وغريبا، لانه يعرف
تماما ان اللصوص كثيرون، فهم يسرقون البيت والقصيدة والثورة والحلم. اكتفى النواب بموته البعيد ولم يقايض احدا بجسده، لكنه كان منتميا بالحب الى الاخرين والى الامكنة التي يعشقها، فهو القائل في زيارته الاخيرة الى الاتحاد العام للادباء والكتاب عام ٢٠١١ ومن على منصة الاتحاد بانه يقف على اطهر بقعة في الارض.
على الجميع ان يدركوا عراقية النواب وتاريخية النواب وعلاقته العميقة بالامكنة، وان يعودوا به الى مدينته التي هاجرها على الكراهة كما يقول الجواهري ليشيع من اتحاده..بقعته الطاهرة. للك الخلود في الحب والاثر والسمو.
علي الفواز