اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حكاية عراقية !!

العمود الثامن: حكاية عراقية !!

نشر في: 29 مايو, 2022: 01:20 ص

 علي حسين

إذا كنت محبطاً ومهموماً، شاهد اللقاء الذي أجرته إحدى الفضائيات مع السيد حاتم كريم مدير البستنة والغابات في وزارة الزراعة..

وأتمنى عليك أن لا تعتقد أنني سأسخر من مدير غاباتنا الشاسعة التي ننافس بها أستراليا، لكني مثل أي مواطن أعتقد أن المتحكمين في شؤون البلاد والعباد من السياسيين يقدمون لنا كل يوم نموذجاً متميزاً للتخلف ، ويصرون على عملية اعادة نماذج عباس البياتي وصالح المطلك والسيدة عتاب الدوري ، ولا ننسى بالتاكيد قائدة النهضة " العقارية " في عراق اليوم البروفيسورة عالية نصيف . فمثل هؤلاء فقط من يقود سفينة البلاد وسط أجواء عواصف السياسة و " العجاج " .... ولأنني مواطن أعيش في بلد ديمقراطي يحترم حرية الإعلام بدليل أن السيد هادي العامري ترك الأمور تعاني من "الانسداد" وقرر أن يعاقب صحفياً اسمه مصطفى الربيعي جريمته الوحيدة أنه التقى ببعض المواطنين الذين تجرأوا وانتقدوا السيد العامري ، أترك الصحفي العراقي المغلوب على أمره وأعود لحكاية السيد حاتم كريم وهو يشرح لنا أفضل طريقة لمواجهة التصحر، فلا يهم أن يجف الفرات، ولا أن تنقطع المياه عن دجلة، فالحل عند السيد المدير بأن نصلي جميعاً صلاة استسقاء، ولتذهب السدود إلى الجحيم، فماذا يعني أن يتحول العراق إلى صحراء؟.. أليست الإمارات بلداً صحراوياً؟.. بالمناسبة هذه إجاباته أنقلها كما وردت على لسانه في البرنامج.

بعد حكاية مدير البستنة والغباءات اعتذر الغابات ، هل تصدقون معي أن هذه البلاد بوضعها الحالي تفتح أبوابها للكفاءات والخبرات، وأنها مشغولة أصلا ببناء دولة المؤسسات؟.. فنحن أمام مسؤولين أشاوس في الدفاع عن عدم الكفاءة.. ونراهم يقولون إن السياسيين واقاربهم واحبابهم غير مسؤولين عما يحدث من خراب سياسي وخدمي واقتصادي .. المواطن يعيش وسط هالة من الخطب والمواعظ ، ، ولعل حكاية المدير الهمام حاتم كريم تثبت لنا بالدليل القاطع كيف سرق منا حتى الحلم بمجتمع مزدهر. وتعالوا نتساءل، لماذا أصبحت غالبية الناس لا تصدق خطب وشعارات الديمقراطية؟

في تقديري المتواضع أنه يمكن رصد آلاف الأسباب التي تدفع المواطنين لان يدير ظهره للسياسيين والبرلمان وفي أحسن الأحوال إلى عدم الوقوع في غرامهم ، وبالطبع لا يوجد عاقل يقع في غرام محمد الحلبوسي .

نحن نعيش اليوم مع مسؤولين وسياسيين يحاولون إجهاض حلم العراقيين الذي بدأ مع إسقاط تمثال صدام، قوى لن تستسلم بسهولة، بعضها ظهر يحمل لافتات التقوى، وبعضها ارتدى لبوس الوطنية الزائفة، وبعضها حاول أن يضحك على الناس بشعارات مضللة، وكان وراء كل هذا رموز الفساد الذين ينتفعون من الوضع الحالي، طبقات سميكة من أصحاب المصالح، يتسببون كل يوم في قتل آمال وطموح العراقيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. جعفر صادق رشيد

    شاهدوا اللقاء في الفديو الرابط موجود ادناه و سوف تعرفون سبب هموم الكاتب الاستاذ علي حسين. https://www.youtube.com/watch?v=tVEii6I8GcQ جعفر صادق رشيد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram