اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العرض مستمر وبنجاح

العمود الثامن: العرض مستمر وبنجاح

نشر في: 31 مايو, 2022: 11:48 م

 علي حسين

اتمنى من القراء الاعزاء ان يعذروا اصراري المتواصل على ازعاجكم بهذه الزاوية التي دخلت عامها الرابع عشر ، فانا مواطن لديّ مشكلة مع ما يقوله "لاعبوا حبال السياسة" والمسؤولون عن الفساد والخراب ، وتراني أضحك كلما أسمع " لاعبا " من هؤلاء يذرف الدمع على حال العراقيين،

ويطلق الزفرات والآهات على أحوال البلاد والعباد، والأموال التي سلبت في وضح النهار. فما بالك وانا مصر أن أشاهد وأسمع بالصوت والصورة "النائبة" حنان الفتلاوي التي اكتشفنا والحمد لله أنها خائفة على حقوق الأجيال، وأن أموال العراق تضيع دون أن يُحاسب أحد.. ولأنني من هواة جمع "تصاريح" نوابنا الأعزاء، وهي هواية لا تقل عن هواية جمع الطوابع أو الأنتيكات.. وأنتيكاتنا في البرلمان مصابون بداء النسيان، فالنائبة التي خرجت علينا تنوح وتبكي على اموال العراق التي تنهب، هي نفسها النائبة وقبل عشر سنوات بالتمام والكمال كانت ترفع سيفها في وجه كل من تسول له نفسه الحديث عن نهب مليارات النفط التي اختفت في لمح البصر.

لقد فات السيدة الفتلاوي، ومعها العديد ممن يتولون المسؤولية أو يجلسون على كراسي البرلمان، وهم يحققون الانتصار تلو الانتصار في مجال دفع هذه البلاد إلى الوراء وبامتياز ، والاستحواذ على مؤسسات الدولة والتوسع في الخراب والطائفية، أن يقرأوا كتاباً صغيراً لمواطنهم "البغدادي" علي الوردي اسمه "وعّاظ السلاطين"، ففي هذا الكتاب سيجدون، كما وجدنا نحن قرّاء هذا العبقري العراقي ، حكايتنا جميعاً مع مندوبي الطائفية والخراب الذين يعتقدون أن الحــلَّ لأزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل، كل منها تبحث عن سلطان يضحك عليها. الوطنية ياعزيزتي الزعيمة ليست تغريدات ولا حلقات فضائية "مدفوعة الثمن"، إنها مسيرة خالية من الكذب على الناس.

قد تستمر حنان الفتلاوي بمفاجآتها على تويتر، وعلى أية حال كانت هي نفسها مفاجأة الديمقراطية العراقية الحديثة، فمن كان يتوقع أن تصل نائبة بسيطة إلى مرحلة تأسيس حزب وانشاء فضائية، مثلها مثل الكثيرين من الذين حصدوا المناصب والأموال من خلال خطاب متلون، ظلّ يتصدر المشهد في كل انتخابات، مثلما يتصدر اليوم أحمد الجبوري "أبو مازن" مزادات بيع المناصب وتغيير المحافظين .

يكتب المرحوم أفلاطون أن أكثر الرغبات سماجة هي رغبة السلطة، ويضيف، لكن رغبة المال تتفوق عليها.. المشكلة ياسادة ليست في عدم وجود كفاءات، وإنما في ضياع القيم الوطنية عند "مقاولي السياسة".

الثابت أن نواب برلمان 2021 هم نواب برلمان 20006 و2010 و2014 وبرلمان 2018 لم يتغيّر فيهم شيء، خصوصاً كفاحهم من أجل المكاسب والمغانم وإشاعة الفرقة بين ابناء هذا الشعب.. لذا، يقول الوضع الحالي، باختصار، إن الدعوة لحل البرلمان وإعادة الانتخابات ستصبح مثل فيلم هندي ملت الناس من مشاهدته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. kadhim mostafa

    الفلم الهندي القادم سيعرض وبكراته مقلوبه

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram