(يتعمق الانقسام في الولايات المتحدة وأوروبا حول العلاقات مع روسيا، وهذه مجرد البداية)
بقلم أوليغ لادوغين
المصدر: معهد روسترات للدراسات الستراتيجية السياسية والاقتصادية
ترجمة عادل حبه
في مواد روسسترات السابقة ، كان من الضروري إلقاء الضوء على الصراع بين "الصقور" و "الحمائم" في الإدارة الرئاسية الأمريكية بشأن أوكرانيا. ومع ذلك، لم يتم الإعلان عن هذا الصراع من قبل. الآن تغير الوضع، فبالإضافة إلى ظهور بوادر هذا الصراع ، قدمت وسائل الإعلام الأمريكية مطالب محددة إلى البيت الأبيض لحل القضية الأوكرانية.
والأهم من ذلك أن هذه التصريحات تأتي من وسائل الإعلام التي لطالما دعمت الحزب الديمقراطي الأمريكي، مما يعني أن هناك نوعاً من اللحظات الحاسمة في هذا الأمر ، وهذا الوضع نموذجي بالنسبة للغرب جميعه.
بادئ ذي بدء ، تجدر الإشارة إلى أنه بعد أن شنت روسيا العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، نشرت وسائل الإعلام الأمريكية المحافظة والنشرات المحايدة نسبياً بالفعل مقالات يتقاسم فيها حلف الناتو والولايات المتحدة اللوم حول الصراع الحالي ، إلى جانب أن الولايات المتحدة ليس لديها في أوكرانيا مصالح حاسمة كي تخاطر بخوض خطر الحرب في أوروبا وأمنها.
ومع ذلك ، نحن مهتمون بالاتجاه السائد في فضاء الإعلام الأمريكي ، الذي يمثله بشكل أساسي المطبوعات التي تدعم الحزب الديمقراطي الأمريكي، الذي يحكم البيت الأبيض الآن ويرأس مجلسي الكونجرس الأمريكي.
الحزب الديمقراطي الأمريكي نفسه ليس متجانساً تماماً. فبالعودة إلى كانون الثاني عام 2022 ، حذر جناحه التقدمي البيت الأبيض علانية من أنه من الضروري التخلي عن الاستفزازات في السياسة الخارجية والتركيز على المشاكل الداخلية. ومع ذلك ، بعد بدء الاتحاد الروسي العملية العسكرية الخاصة في أوكراينا، فاز الانضباط الحزبي ، ولم يتم سماع مثل هذه التصريحات.
مع ذلك، ومنذ بداية أيار، بدأت الدعاية المؤيدة لأوكرانيا تختلط مع المخاوف الواقعية في وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية. على سبيل المثال، نشرت صحيفة واشنطن بوست في قسم "الرأي" مقالاً بعنوان "الحرب التي لا نهاية لها في أوكرانيا تضر بالأمن القومي والعالمي"، والتي تنص على أن "حرباً طويلة مؤلمة بالوكالة مع روسيا ستكون لها عواقب وخيمة ليس فقط على الشعب الأوكراني ، ولكن أيضاً على المصالح الأمنية للولايات المتحدة وحلفائها ".
وبحسب ما نشر، فإن استمرار الصراع يقوي الصقور في كل من الولايات المتحدة وروسيا ، مما يجعل التوصل إلى أية تسوية امراً صعباً. وفي غضون ذلك، تزيد هذه المواجهة من عواقبها على الاقتصاد العالمي الذي أضعفه الوباء. ويعاني المواطنون الأمريكيون بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة والصلب وبطاريات السيارات ورقائق الكمبيوتر وغير ذلك. لذلك، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها أن يوضحوا الآن لأوكرانيا وروسيا والصين والهند أنهم مستعدون لتسوية والإعتراف "بالجغرافيا السياسية الجديدة لهيكل الأمن المستقبلي".
وفي اليوم نفسه ، نشرت الصحيفة مقالاً بعنوان "الولايات المتحدة توسع أهدافها في أوكرانيا. هذا أمر خطير" ، حيث أشار الكتاب إلى تصريحات متشددة لممثلي وقيادة الحزب الديمقراطي الأمريكي ، وهو ما يكرر روايات الخارجية البريطانية. فوزيرة الخارجية البريطنية ليز تراس تثق في أن "انتصار أوكرانيا واجب استراتيجي". ويشير المقال إلى أن تصعيداً إضافياً للنزاع يمكن أن يؤدي إلى حرب شاملة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي باستخدام الأسلحة النووية ، ومثل هذا الخطر غير مقبول.
وفقًا للكتاب، كلما أسرع رئيسا أوكرانيا وروسيا في الجلوس على طاولة المفاوضات للتفاوض على صفقة تحافظ على سيادة أوكرانيا، كان ذلك أفضل. ونظراً لأن الصين تعتبر الخصم الرئيسي للولايات المتحدة ، فلا يمكن لأمريكا أن ترتكب خطأ إضاعة قواتها في حرب ثانوية بالوكالة.
يجب على الغرب مجتمعاً أن يضع إطاراً لمساعدته حتى تتمكن أوكرانيا من التوصل إلى تسوية مقبولة للقضية. ويخلص المقال إلى أن: "تشكيل نتيجة تفاوضية للحرب بشكل فعال سيتطلب أيضاً من الغرب ممارسة ضغوط دبلوماسية على كييف للتوصل إلى هذه الصفقة عاجلاً وليس آجلاً. وهذا يشمل إظهار الاستعداد لإغلاق صنبور المساعدات العسكرية إذا لزم الأمر".
لا بد من القول إن هذه الأطروحات الموصوفة أعلاه جاءت بعد تصريحات بعض المسؤولين الأوكرانيين بأنهم مستعدون لـ "تحرير" كامل أراضي أوكرانيا وحتى حدود عام 1991. وأدلى رئيس المخابرات العسكرية لأوكرانيا كيريل بودانوف، على وجه الخصوص، بأحد آخر هذه التصريحات.
ونشرت صحيفة "هيل" مقالاً بقلم أستاذ أمريكي للعلاقات الدولية، ويشارك في وصفه "كيف يمكن للولايات المتحدة أن تصبح الفائز الأخير في الحرب في أوكرانيا". ويحذر المؤلف أيضاً من أن أوكرانيا ، "التي يدفعها ساسة أوروبيون وأمريكيون غير مقيدين" ، يمكن أن تتأرجح نحو الهدف الأقصى المتمثل في استعادة الإقليم بأكمله، مما قد يؤدي إلى نتيجة كارثية.
ومع ذلك ، إذا لعبت الولايات المتحدة بأوراقها بشكل صحيح وجنحت أوكرانيا صوب العقلانية ، وظلت روسيا الواقعية ، فيمكن إبرام الاتفاقيات بشأن نظام عالمي جديد ليس فقط في أوروبا، ولكن في منطقة المحيط الهادئ ، حيث يتعين على الولايات المتحدة إظهار دعمها في الوقت المناسب لـتايوان في مواجهة "التهديد الصيني".
نشرت مجلة بوليتيكو في عمود"الرأي" مقالاً مميزاً بعنوان:"الآن لسنا كل أوكرانيين" ، حيث أشار أستاذ الأمن الدولي والاستراتيجية إلى أن على الغرب أن يعترف بأن مصالحه لا تتوافق مع مصالح ومغامرات أوكرانيا القائمة على المزيد من تصعيد الصراع. ويكتب الكاتب: "يمكن للدعوة إلى تطابق المصالح أن تغذي الأحلام الأوكرانية بالنصر الكامل، والتي ربما لا يمكن الدفاع عنها وتساهم فقط في إطالة أمد الحرب".
وتشير المجلة السياسية بوليتيكو واسعة الإنتشارات، إن "القادة الأوروبيون يقعون في مشكلة مع أوكرانيا، إذ أن الدعم الغربي الشامل يمكن أن يجعل أوكرانيا تشعر بالدوار من النجاح وأن استمرار الصراع قد يزعزع استقرار روسيا. وهذا بدوره يمكن أن يجعل من الصعوبة بمكان للتنبؤ بتطور الأحداث ، ومن ثم سيغدو تطبيع العلاقات في قطاع الطاقة بعيد المنال.
وهذا هو السبب في أن "بعض عواصم أوروبا الغربية تدعو بهدوء إلى حل يوفر حلاً للصراع ، حتى لو كلف أوكرانيا التنازل عن بعض الأراضي" ، كما جاء في المقال. وتحدثت قيادات إيطاليا وفرنسا وألمانيا علانية لصالح التوصل إلى اتفاقات سلام.
وفي الوقت نفسه، فإن أوكرانيا ليست مستعدة لذلك بعد. وقد أعلن زيلينسكي في مقابلة مع محطة راي الإيطالية العامة: "نريد أن يغادر الجيش الروسي أرضنا - فنحن لسنا على أرض روسية". لن نساعد بوتين في حفظ ماء الوجه بالخروج من أراضينا، في إشارة إلى طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تقديم تنازلات بشأن سيادة أوكرانيا.
بعد زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي لواشنطن في 9 أيار ولقاءه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ، زار وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أمريكا وبعد ذلك بقليل قدم خطته لتسوية سلمية للصراع في أوكرانيا إلى الأمم المتحدة. إن الجميع يدرك جيداً أنه بدون الولايات المتحدة يصبح تنفيذ مثل هذه الخطة أمراً مستحيلاً ، لكن الجانب الأمريكي لم يبد موقفه بشكل علني لهذه المقترحات.
أبرز ما في يلفت النظر في هذه السلسلة من المقالات هو افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حيث أشارت:"الحرب في أوكرانيا تزداد صعوبة ، أمريكا ليست جاهزة". واشارت إلى أن موافقة الكونجرس الأمريكي على تقديم 40 مليار دولار كمساعدة لأوكرانيا هي تكلفة غير عادية ، وتثير حدة تصعيد الصراع الأوكراني العديد من التساؤلات حول احتمالات مشاركة الولايات المتحدة في تلك الحرب. ولم يرد الرئيس الأمريكي بايدن بعد على كل هذه الأسئلة من قبل أمام الرأي العام الأمريكي.
وتورد المقالة إنه ليس من مصلحة أمريكا الانخراط في حرب شاملة مع روسيا، "حتى لو كان السلام المتفاوض عليه قد يتطلب من أوكرانيا اتخاذ بعض القرارات الصعبة". بدون أهداف محددة بوضوح في هذا الصراع ، لا يخاطر البيت الأبيض بفقدان الاهتمام الأمريكي بدعم الأوكرانيين فحسب، بل يعرض أيضاً السلام والأمن على المدى الطويل في القارة الأوروبية للخطر.
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز أن "الانتصار العسكري الحاسم لأوكرانيا على روسيا ، والذي سيؤدي إلى استعادة أوكرانيا لجميع الأراضي التي احتلتها روسيا منذ عام 2014 ، ليس هدفًا واقعياً". إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي متورطان بالفعل في الصراع عسكرياً واقتصادياً. ويمكن للتوقعات غير الواقعية أن تجرهم أعمق إلى حرب طويلة الأمد ومكلفة مع دولة نووية.
يشير الكتّاب إلى أنه "يجب على بايدن أيضًا أن يوضح لزيلينسكي وشعبه أن هناك حداً للمدى الذي يمكن للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الذهاب إليه في معارضة روسيا ، وتحديد حدود الأسلحة والمال والدعم السياسي الذي يمكنهم تقديم. ومن المهم للغاية أن تستند قرارات الحكومة الأوكرانية إلى تقييم واقعي لمواردها ومدى الدمار الذي يمكن أن تتحمله أوكرانيا ".
ويختتم المقال بالإشارة إلى أن مثل هذه المواجهة مع الواقع يمكن أن تكون مؤلمة، لكنها شيء يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تفعله وألا تلهث وراء "نصر" وهمي. وفي الوقت الذي تتعرض روسيا لضغوط من العقوبات ، فإن التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة هو التخلص من النشوة والتركيز على تحديد أهداف "لإكمال المهمة".
وتلخيصاً لهذه المقالات ، يمكننا القول إنه عشية انتخابات الكونجرس الأمريكي ، يحاول جزء من أعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي تقويم قيادته ، التي بدأت تلعب لعبة "الحرب" في أوكرانيا. يدرك الكثيرون جيداً أن هذا مجرد سبب آخر لتقاسم المليارات القادمة، لأن ثلثاً من 40 ملياراً من المساعدات لأوكرانيا لن يغادر الولايات المتحدة على الإطلاق، والجزء الآخر سيعود على شكل مدفوعات لشركات أمريكية مختلفة. ومع ذلك ، فإن السهولة التي يتم بها إنفاق أموال دافعي الضرائب هذه بدأت في إثارة غضب الناخبين، لأن الإنفاق المباشر على الأمريكيين لا يتمتع بمثل هذا الدعم من الحزبين، وأسعار نفس البنزين ترتفع بسرعة فائقة.
بالإضافة إلى ذل ، لا تحتاج الولايات المتحدة إلى تصعيد الصراع مع قوة نووية على شكل روسيا ، فمن الواضح أن "الصقور" في البيت الأبيض بدأوا يذهبون بعيداً. ففي الآونة الأخيرة، اضطر بايدن للاتصال شخصياً بكبار مسؤولي المخابرات والدفاع الأمريكيين للإبلاغ عن تسريبات وسائل الإعلام حول "تسريب المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إلى أوكرانيا كان له نتائج عكسية".
إن الوضع يثير قلق حتى المسؤولين في الجيش. واعتبر قائد الوحدة الأمريكية في أوروبا ، الجنرال تود والترز ، أن الحل الدبلوماسي بشأن أوكرانيا كان خطوة أقرب بعد محادثة هاتفية بين رئيسي الأركان الروسية والأمريكية.
وفي 20 أيار ، نفى المتحدث باسم البنتاغون جون كيرب التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة تطور خططًا لتدمير الأسطول الروسي في البحر الأسود وتزويد أوكرانيا بأسلحة أمريكية مضادة للسفن. ومع ذلك ، فقد سلمت المملكة المتحدة بالفعل صواريخ مضادة للسفن إلى أوكرانيا. وكما يبدو فإن المملكة المتحدة هي الخصم الرئيسي للحل السلمي للصراع الأوكراني ، الذي وضع الكثير على المحك.
في غضون ستة أشهر، يمكن أن يرتفع الفقر في الطاقة سكان المملكة المتحدة من 20٪ إلى 40٪ مما يدفع بعض العائلات بالفعل للاستحمام في مطعم ماكدونالدز. كانت هناك حتى تكاليف لسمعة المملكة المتحدة على المستوى الدولي، فقد حُرمت بطولة ويمبلدون للتنس من نقاط التصنيف بسبب رفض قبول لاعبي التنس الروس والبيلاروسيين المشاركة بالدورة القادمة.
وكتبت بلومبرج بصراحة أن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون "يؤجج أساساً صراعاً لا تشارك فيه بريطانيا". كما أعاق وزير الدفاع بن والاس ووزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إحلال السلام على الأراضي الأوكرانية. وأعلنت هذه الأخيرة بدورها، إن "الحرب في أوكرانيا هي حربنا" ، وبالتالي حدد هدف بريطانيا هي هزيمة روسيا.
وحسب ما أوردته صحيفة التايمز ، تريد بريطانيا إرسال سفن حربية إلى البحر الأسود ، ولكن مرة أخرى ليس بمفردها ، ولكن كجزء من تحالف من دول أخرى. بصرف النظر عن لاتفيا، لا يوجد متقدمون حتى الآن، فأوروبا القديمة لا تريد مزيداً من التصعيد ، فهي بحاجة إلى طرق للعودة إلى عملية التفاوض مع روسيا. لقد استنفد الاتحاد الأوروبي بالفعل جميع إمكانيات العقوبات، فلا يمكن فرض عقوبات على شراء النفط الروسي ، على سبيل المثال.
عاجلاً أم آجلاً ، سيتعين على كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التفاوض مع روسيا بشأن مسألة المزيد من الصفقات التجارية. لقد تم وضع مخطط "الغاز مقابل الروبل" حيز التنفيذ على نطاق واسع تقريباً ، وبهذا الشكل بالفعل من شأنه أن يقوض النظام المالي السابق ، مما يجعل الروبل عملة مدعومة رسمياً ، مما يثير التساؤل حول مستقبل العملات الأخرى التي لا تفعل ذلك، وليس لديكها أي دعم على الإطلاق. من المهم للغاية أن تعيد الدول الغربية الأعمال مع روسيا إلى مسارها السابق. إن خطر حدوث ركود في الاقتصاد يخيف الجميع.
في الختام ، أود أن أتوقع أن دول الغرب، بقيادة الولايات المتحدة ، ستقلص أو تقيد دعمها لأوكرانيا قريباً، وبعد ذلك سيتلاشى الصراع وينتقل إلى مرحلة المفاوضات بشأن هيكل أمني دولي جديد.
على أي حال ، لا يمكن أن يتحقق ذلك على وجه اليقين في الوقت الحالي. بالطبع ، من المحتمل أنه قبل انتخابات الكونجرس الأمريكي في خريف هذا العام ، سيتم استبعاد موضوع أوكرانيا من أجندة وسائل الإعلام الأمريكية بسبب تفاقم المشاكل المحلية. في نفس الوقت ، لن يكون الحزب الديمقراطي مقيداً بالرغبة في إرضاء الناخبين بعد هذه الانتخابات، وربما سيتمكن "الصقور" الذين فازوا بالبيت الأبيض من تصعيد الصراع بأشكال الموجودة في متناولهم.
في كثير من النواحي ، سيعتمد كل شيء على الوضع على الجبهات، إذا حققت روسيا بحلول هذا الوقت الأهداف التي حددتها الححملة العسكرية الخاصة في أوكرانيا ، فلن يُنظر إلى مثل هذا التصعيد في الصراع على أنه عقلاني حتى في الدول الغربية.