ذي قار/ حسين العامل
تشهد محافظة ذي قار تصعيداً واسعاً في الفعاليات المطلبية الداعية لتوفير فرص عمل للخريجين وتثبيت موظفي العقود وتحسين الخدمات، فيما أقدم عدد من المتظاهرين على قطع جسري الزيتون والنصر واغلاق قائممقامية سيد دخيل وناحية العكيكة وتنظيم اعتصامات امام دوائر البيطرة والصحة والبلدية.
وشارك المئات من الخريجين والموظفين والمواطنين في الفعاليات التي تتجدد بين الحين والآخر ومنذ أكثر من عامين، اذ أعلن عدد من موظفي العقود في دوائر الصحة وبلدية الناصرية الاعتصام المفتوح امام دوائرهم احتجاجاً على عدم تثبيتهم ضمن قانون الامن الغذائي الذي اقره البرلمان مؤخرا.
فيما جدد المئات من خريجي الكليات والمعاهد التقنية المطالبين بالتعيين التظاهر وأقدم عدد منهم على اغلاق جسري النصر والزيتون وسط الناصرية بإضرام النار في الاطارات المستهلكة وقطع الطريق امام مرور المركبات.
وقال أحد موظفي ديوان محافظة ذي قار إلى (المدى)، ان "جسري النصر والزيتون مازالا مقطوعين ومغلقين امام حركة المرور"، لافتا الى ان "ذلك تسبب باختناقات مرورية وزحام شديد على بقية الجسور في مركز مدينة الناصرية".
ومن جانبه، قال ميثم الناصري، وهو أحد المتظاهرين إلى (المدى)، ان "الخريجين كانوا يعقدون الامل على قانون الامن الغذائي بتوفير فرص عمل لهم لكن للأسف خاب الامل بذلك".
وأضاف الناصري، أن "مطالبنا الحالية تتمثل اما بتعديل القانون وتضمينه فرص عمل للخريجين او ادراج تعيينات الخريجين ضمن موازنة عام 2022".
وفي ذات السياق، نظمت نقابة الاطباء البيطريين وقفة تضامنية امام المستشفى البيطري في الناصرية لمطالبة مجلس الوزراء بتطبيق بنود قانون التدرج الطبي.
وقال نقيب الاطباء البيطريين الدكتور جليل عبد غاطي في حديث إلى (المدى)، إن "النقابة تطالب بتعيين الاطباء البيطريين اسوة بالمهن الطبية والصحية كون الطبيب البيطري شريك اساسي في مكافحة الامراض العامة والامراض المشتركة ولاسيما مرض الحمى النزفية المنتشر هذه الايام".
وأضاف عبد غاطي، أن "دوائر البيطرة بحاجة الى خدمات الاطباء البيطريين العاطلين عن العمل كونها تعاني من نقص حاد في ملاكاتها".
وأشار، إلى أن "حاجة المستشفيات البيطرية في العراق تقدر بأكثر من 3 آلاف طبيب بيطري الا ان الجهات المعنية تتجاهل ذلك ولا تبادر بتعيين قسم من الاطباء العاطلين عن العمل" مؤكدا تسجيل 6 آلاف طبيب بيطري عاطل عن العمل في عموم العراق من بينهم 300 طبيب في ذي قار".
ويقدر اجمالي عدد الاطباء البيطريين في محافظة ذي قار بـ 500 طبيب أكثر من نصفهم عاطلون عن العمل.
ومن جانبه أكد الاعلامي مصطفى السعيدي تواصل اغلاق مديرية ناحية العكيكة (35 كم جنوب الناصرية) للأسبوع الثاني على التوالي.
وأفاد السعيدي، في حديث إلى (المدى)، بأن "مديرية الناحية مازالت مغلقة منذ انطلاق التظاهرات في الناحية منذ نحو أسبوعين".
ولفت، إلى أن "المتظاهرين يطالبون بإقالة مدير ناحية العكيكة وتوفير الخدمات الاساسية وتأمين الحصص المائية للقرى والاراضي الزراعية"، لافتا الى ان "العديد من الانهر الفرعية باتت جافة او تعاني من الشحة الكبيرة".
وفي ذات السياق، تتواصل التظاهرات وفعاليات إغلاق الدوائر الحكومية ومبنى قائممقامية قضاء سيد دخيل (20 كم شرق الناصرية) لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بإقالة القائممقام وتحسين الواقع الخدمي، فيما لوح المتظاهرون بمواصلة التظاهر لحين تحقيق كامل مطالبهم، وشهد القضاء قطع عدد من الشوارع الرئيسة بالإطارات المحروقة.
وكانت تنسيقيات المعتصمين في الناصرية من خريجي النفط والاعلام والهندسة والمعاهد التقنية وغيرهم قد دعت في مطلع ايار الجاري الى تجديد التظاهرات امام مبنى محافظة ذي قار للمطالبة بالتعيين في المؤسسات الحكومية، فيما لوحت بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
وغالبا ما يلجأ المتظاهرون المطالبون بالتعيينات في ذي قار الى الاعتصام امام الدوائر والمؤسسات الحكومية ويُقدمون في بعض الاحيان على اغلاق عدد من الطرق والجسور والمؤسسات الحيوية كالشركات النفطية والانتاجية والدوائر صاحبة القرار وذلك للضغط والتعجيل بتنفيذ مطالبهم، اذ شهد العام المنصرم عدة فعاليات تصعيدية اغلق خلالها مبنى ديوان محافظة ذي قار وشركة نفط ذي قار وحقلي الغراف والناصرية لعدة مرات، رضخت بعدها ادارة المحافظة والمؤسسات المذكورة لتنفيذ الكثير من مطالب المعتصمين وهو ما حفز مجاميع اخرى من الخريجين والعاطلين عن العمل على تكرار فعاليات زملائهم في هذا المجال.
وتواجه محافظة ذي قار التي يبلغ عدد نفوسها أكثر من مليوني نسمة وتضم 22 وحدة إدارية 10 منها متاخمة لمناطق الأهوار مشكلة متنامية في ارتفاع معدلات البطالة ولاسيما بين الخريجين اذ تقدر نسب البطالة بأكثر من 40 بالمئة بين اوساط الشريحة المذكورة، فيما تعاني المناطق والاحياء السكنية من نقص حاد في الخدمات الأساسية وتدهور وتقادم البنى التحتية.