اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كاولية البرلمان

العمود الثامن: كاولية البرلمان

نشر في: 14 يونيو, 2022: 12:28 ص

 علي حسين

أعتذر عن هذا العنوان فهو ليس من ابتكاري، وأعترف أمامك بأنني سرقته من النائبة عالية نصيف التي حولت بوصلتها "الفكرية" من "القندرة" التي لوحت بها ذات يوم في قاعة البرلمان ، إلى "الكاولية" حيث طالبت بإدخال بعض النواب إلى دورات تثقيفية لأنهم ينتمون إلى "الكاولية".

النائبة " الهمامة " قالت بالحرف الواحد: "ضرورة إجبار المرشحين الكاولية على الانخراط في دورات تثقيفية وتلقي محاضرات عن المدنية والاندماج بالمجتمع العراقي، إذ ليس عيباً الدخول في دورات الاندماج، على غرار العراقيين الموجودين في الخارج والذين يشاركون في دورات اندماج بالمجتمع السويدي أو الدنماركي أو غيره". تخيل عزيزي القارئ هذه النائبة التي تتنمر على الآخرين لا تزال تجلس على كرسي البرلمان منذ أكثر من اثني عشر عاماً.. تقلبت خلالها من القائمة العراقية إلى القائمة البيضاء إلى دولة القانون والآن هي من "الصقور"، وكل ميزاتها أنها صاحبة صوتٍ عالٍ. لا أريد أن أدخل في سجال حول المستوى المتدني الذي تنظر فيه عالية نصيف لمن يختلف معها، ولكني أسأل ألا توجد في مجلس النواب لجنة تراقب سلوكيات النواب وتحاسبهم على سوء أفعالهم؟. للأسف في هذه البلاد التي تحول فيها الحذاء عند البعض إلى وسيلة استعراض، سنكتشف أننا نعيش مشهداً طويلاً من التراجع والتخلف الحضاري.. نعيش في ظلّ نواب لا يملكون مقاييس بسيطة للكفاءة، لم نشهد معهم سوى تراجع في التعليم والصحة والخدمات والأمن، وزمن من الخراب ، وأن الكثير ممن دخلوا عالم السياسة في هذه البلاد وعن طريق الصدفة والحظ والشطارة تتسع حناجرهم وتضيق حسب الطلب. في هذا المكان عليّ أن أوجه الشكر والرحمة للراحل ميخائيل نعيمة الذي دائماً ما تسعفني كتاباته التي أشعر أنها كتبت لزماننا هذا، في كتابه "الغربال" يكتب عن أصحاب الحناجر العالية في وصف بارع: "كان أشد الأيام سواداً في حياة الضفادع، إذ فيه اكتشفوا أن هناك من يريد أن ينافسهم على هذا المستنقع، فهب في الحال زعيمهم الأكبر ووقف فيهم خطيباً وحنجرته تكاد تتمزق من الغيظ: واق! واق! واق! أما ترجمة هذه الخطبة البليغة فهي: أيها الضفادع إن مستنقعنا لفي خطر، ذلك المستنقع الذي تسلمناه وقطعنا على أنفسنا ميثاقاً أن نسلمه إلى الأبناء والأحفاد، قد قام اليوم من يريد أن يدنسه ويشوه ملامحه، فيا للشناعة ويا للكفر، وأرى أننا إذا غضضنا الطرف عن هذا الأمر، سنعيش في خطر كبير، فصفق الضفادع طويلاً لخطبة زعيمهم ودبت الحماسة فيهم وصاحوا بصوت واحد: "واق! واق! واق".

منذ اللحظة الأولى لاندلاع معركة عالية نصيف، كان النقيق النيابي ما أخشاه، لقد علمتنا تجربة مجلس النواب أن الفساد يعاد تدويره بأفضل من قبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram