كربلاء/ علي لفتة سعيد
الشعر عالمي الذي يمنحني السلام والجمال والأنوثة والحب ورؤية العالم بعيدا عن وجه القبح.. بهذه الكلمات بدأت الشاعرة والرسامة غرام الربيعي حديثها في الأمسية التي أقيمت لها في نادي الكتاب بمدينة كربلاء والتي أدارتها الشاعرة مسار الياسري والتي تمحورت حول إبداع المرأة.. وقالت الربيعي إن الشعر يولد إحساسا في أولى أيامه وشهوره ليتحوّل تذوقا تبحث عنه حيث يكون في الكتب والمنشورات، بل وتحرص على سماعه من أفواه منتجيه وتقول إن ما تتلقفه المرأة ليس كما يتلقفه الرجل، ليس المعنى اختلاف اللحظة السيكولوجية، بل بما هي في بيئة تحاول أن تكون فيه فاعلة، لذا فهي حين تكتب أو ترسم، تريده شيئا يموسق الروح بجمال عال.. وهي حين تسمع كلمة تشجيع فإنها تتلقف همتها لتقرأ أكثر وتعمل أكثر وتعاند أكثر من أجل ملاذ يخرجها من التحصن بجدران الى فضاءات الأمل والألوان والشعر والهواء والماء والطيران، فتحلّق بالكلمات بكامل القوى العقلية.. وتحدثت الربيعي عن الشعر وقالت إنه اللغة التي تأخذ بيدي إلى القوة والتحرر من قوانين مفروضة ومن عالم يغص بالمنغصات والتشويه. لذا هو أحد توائميّ اللذين أحلق بهم في سماء وجودي .وتؤكد أنها ما زالت تبحث عن القصيدة أو النص الذي تحب وتريد ويجعلها تبحث في طيات "الروح ومكامن القلب وخزائن اللغة التي تسكن ذاكرتي لأكون النص الذي أريد". وتضيف ايضا أن "الشعر كان له الفضل في أن أغادر مكاني وزماني ومحليتي وأشياء كثيرة لأرى أقاصي الوجد والوجود، ومنحني سنوات أخرى مضافة لسنواتي". لكنها تستدرك بقولها: ما زلت أشعر أني في البدايات لصناعة قصيدة بعد أن تولد ناعمة وحقيقية حتى ترتدي فستانها وتخرج ملوحة للعشاق والغاوين معلنين توبتهم من التهمة مع سبق الإصرار والشاعرية. وعن الشعر والرسم تقول إنهما توأم خرجا من رحم واحد لا فرق بينهما إلا بما يباغتك بولادته ولا يحتاج انتظارا أو تحضيرا لمواد التنفيذ، لأن الحس والاحساس وخزين الوعي واللغة يكفي لولادة نص. وهو ما تؤكد عليه من جديد في إجابة لمن الغلبة فتقول، إن "التشكيل تخصصي الأكاديمي أما الشعر موهبة، لذا ولدا معا من بدايات التعلم والوعي وكبرا معا ولهذا لا أجد فرقا كبيرا بينهما إلا في وسيلة التعبير وطريقة التشكل".










