اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: توك شو برلماني

العمود الثامن: توك شو برلماني

نشر في: 27 يونيو, 2022: 11:55 م

 علي حسين

كم "ممثلا ثقيل الظل" فقدتهم الساحة الفنية ليتحولوا إلى سياسيين ونواب ومسؤولين كبار.. كم من الكومبارس تحولوا إلى نجوم فضائيات يصولون ويجولون باسم الطائفة والمظلومية؟

يكتب لورنس أوليفيه في مذكراته "الممثل الفاشل عادة ما ينتقم من جمهور رفض مشاهدته على خشبة المسرح". ويحدثنا التاريخ عن الرسام المغمور "هتلر" الذي أراد أن ينتقم من لجنة التحكيم لأنها رفضت منحه جائزة.. فقرر أن يحرق ألمانيا بأكملها، وأن يعيد تشكيل مصير وشكل العالم حسب مزاجه الفني.. والنتيجة كانت أكثر من 80 مليون ضحايا حروب "الفورهر".

كم نائباً يمكن أن يحرق البلاد بسبب أوهام يعتقد أنها حقائق؟، كم سياسياً يريد ترويض الناس بجمل وشعارات عن الدين ومخافة الخالق؟، كم انتهازياً يشن كل يوم هجوماً على أدمغة الناس؟

كم زمنا سنعيش تحت حكم المعقدين نفسياً والمصرين على أن نعيش معهم دهوراً من الجهل والتخلف؟ إلى متى سنتحمل سياسيي الصدفة وهلوساتهم؟

كم عمراً سنضيع مع فرقعات إعلامية تريد منا أن نحرف الحقائق، ونوهم البسطاء بأن معركتهم ليست مع الفقر والاضطهاد والاستبداد وغياب العدالة الاجتماعية، وإنما مع الماسونية التي كانت السبب في هدر ملايين الدولارات على مشاريع وهمية، وتسببت في ازدياد معدلات البطالة وغياب الأمن والأمان؟

كم سنحتمل من استعراضات نوابنا "الأشاوس" الذين يريدون منا أن نتربى في مزارعهم، وأن نرفع شعار السمع والطاعة؟ كم مرة سنتحمل نائبة تريد منا أن نلغي كل إمكانية التفكير والبحث، من خلال استدرار عواطف البسطاء واستغفالهم؟!

سيقول البعض إن استعراضات نواب تمرد أمام مكتب وزير المالية لم تصل إلى ما قدمته النائبة السابقة عتاب الدوري التي قررت ذات يوم أن تصبح وزيرة للدفاع.

لا أريد أن أدخل في جدال هل من حق النواب أن يقتحموا مكتب وزير المالية؟، وهل يملك الوزير الوزير منعهم ؟.. فأنا مثل جميع المواطنين لا نعرف حدود السلطة التشريعة وأين تقف، فالكثير من النواب تحولوا الى ناطقين باسم الدولة ، ولا نعرف مهام السلطة التنفيذية، واختلط علينا الأمر فتصورنا أن المحكمة الاتحادية هي التي تتولى شؤون رئاسة الجمهورية.. لكني وأنا أتابع مشهد نواب امتداد وهم يتوعدون الوزير تساءلت، مع نفسي طبعاً: ماذا لو أن النواب الذين اقتحموا وزارة المالية ينتمون إلى جهات سياسية نافذة؟، وسألت نفسي سؤالاً خبيثاً ترى لو أن السيد حاكم الزاملي عندما كان نائباً قرر أن يزور وزارة المالية، هل تستطيع حماية الوزارة منعه من الدخول؟.. مجرد أسئلة من كاتب بطران.

لللاسف الجميع يريد لهذا الشعب ان يعيش في "المتاهة" ، مع ان الناس تحلم ببرلمان للشعب ، لا برلمان يثدم برامج " توك شو " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram