اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: محنة سجاد ومحنتنا!!

العمود الثامن: محنة سجاد ومحنتنا!!

نشر في: 2 يوليو, 2022: 11:55 م

 علي حسين

باتت مواعيد الخطابات الحماسية تتكرر في بيانات بعض القوى السياسية التي لا تزال تجلس على كراسي المسؤولية، لكنها في الوقت نفسه تندب وتنوح على الخراب الذي وصلنا إليه، وكأن ما جرى بعيد كل البعد عن الاحزاب التي تقاسمت كعكة البلاد منذ ما يقارب العشرين عاماً، وكأنّ هذه الأحزاب مصرّة على أنّ العراقيين خذلوها في مرحلة حرجة يمرّ بها العراق، ولم يصفقوا لها وهي تحقق خططها الستراتيجية في النهب والانتهازية .

وأنا أتابع نشيد بناء العراق الجديد الذي يردده معظم نوابنا هذه الأيام، توقفت عند بيان نشرته اللجنة الأمنية لمحافظة ذي قارعن الناشط المغيّب سجاد العراقي، حيث طلبت اللجنة منا أن نرفع أيدينا بالدعاء لكي يعود سجاد إلى أهله سالماً.

في كل مرة يجد المواطن نفسه على موعد مع أسوأ الخطابات التي تبرر الفشل ، وفي مجتمع يراد له أن يعيش البؤس والحرمان، وأحزاب تغذّي نفسها من أموال السحت الحرام، نجد المواطن وحيداً في الشارع ينتظر من يؤمّن له حياته وحاجياته وينشر الأمل والتسامح.. الاحزاب التي تتحدث عن الديمقراطية وتنكر احتكارها للسلطة ، تتأسى لان هذا الشعب الناكر للجميل ينسى انه عاش خلال الأعوام الماضية سعيداً مرفّهاً ينام على مصطلح "الفقاعات" ويصحو على عبارة الانبطاح، وبين هذا وذاك يمضي عمره مع الديمقراطية التوافقية وأشقائها الكرام في معارك منفعية، ليست بينها معركة واحدة من أجل إنقاذ هذا الوطن .

إن المشهد يبدو مثيراً للأسى حين تستنجد اجهزة امنية بالدعاء لانقاذ مخطوف ، في الوقت الذي لا تزال أم الشاب سجاد العراقي تريد معرفة مصير ولدها حياً كان أم ميتاً. والسيدة لا تطلب شيئاً خارج القانون، وليست طالبة سلطة ولا تزاحم ساستنا الأشاوس على الكعكة العراقية.

ربما يسخر مني البعض ويقول: يارجل عشرات عمليات الاغتيال والخطف تمت خلال السنوات الماضية، والنتيجة أن الدولة تضع الملفات في أحد الأدراج، مثلما وضعت من قبل ملفّات جسر الأئمة وتفجيرات بغداد الجديدة وجريمة سبايكر وملف قتل المتظاهرين، ولهذا علينا أن نعرف جيداً أن كل أعضاء اللجنة التي حققت في اختطاف سجاد العراقي، ذهبوا مطمئنين إلى النوم العميق، بعد أن أوهموا العراقيين بأن الحكومة اقتصّت من المجرمين. لا شيء تغيّر، إلا مأساة أهالي الضحايا التي ازدادت هولاً وضخامة وفجيعة،.

وإذا كانت عوائل المخطوفين لاتزال تأمل أن تجد جواباً لسؤالها عن أبنائها المغيبين، ولم يشفِ القضاء غليل أهاليهم، فإن المواطن المغلوب على أمره، مثل "جنابي"، يحق له أن يسأل، متى يطمئن جميع العراقيين على مستقبلهم، في وقت يصرّ فيه ساستنا على أن يمضوا بنا فى بحر هائج تتصارع فيه المصالح والمنافع ؟، بينما لا شاطئ هناك ولا ضوء بعيد نهتدي به وإليه، باستثناء خطابات عالية نصيف الثورية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram