اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: في البحث عن كرسي رئاسة الوزراء

العمود الثامن: في البحث عن كرسي رئاسة الوزراء

نشر في: 5 يوليو, 2022: 11:44 م

 علي حسين

تأملوا المشهد جيداً: أميركا منشغلة بأوكرانيا، وبايدن لا يتذكر أن هناك بلداً اسمه العراق، إيران لا تزال مصرّة على أن الساحة العراقية ساحتها، أولاً وأخيراً، تركيا تصول وتجول بطائراتها ومدفعيتها، الساسة يشتمون الإمبريالية لأنها تتآمر عليهم، وبين الحين والآخر يضعون توابل من عينة مؤامرة الإمارات، وطمع السعودية بالعراق، فيما المواطن العراقي تدور في ذهنه أسئلة مصيرية:

هل ستقف إيران مع ولاية جديدة للسيد نوري المالكي؟ أم أنها فقط ستتفرج؟ هل هناك أمل في أن تتغير خارطة التحالفات السياسية؟ هل ستظل إرادة العراقيين معتقلة داخل أسوار الطائفية والإحساس بالخطر من الآخر؟

لعل تجربة الأعوام الماضية أثبتت حقائق كثيرة، أهمها أن مسؤولينا لا يملكون ما يقدمونه لمستقبل البلاد، حتى لو راهنوا على مخاوف الناس واحتياجهم الدائم للأمن، فهم يملكون فقط القدرة على التخريب والتدمير والتعطيل والعرقلة، وسرقة المال العام وإفساد الذمم.

والأمر ذاته حدث في ما يخص الأمن، إذ يجري كل يوم إذلال المواطنين اقتصادياً وامنياً وأحاطتهم بحزام مرعب من الخوف وفقاً لنظرية الانفلات الأمني في حالة غياب القيادة الحكيمة، بما لم يترك مجالاً لأحد كي يفكر في موضوع الخدمات والإصلاح السياسي. وبمعنى آخر يحاول البعض أن يجعل من الاستقرار ثمناً للحصول على فرصة أخرى لحكم البلاد.

لقد عاش العراقيون خلال الدورات البرلمانية السابقة تجربة غاية في الرداءة من احتكار السلطة على أيدي أفراد معدودين.. ولم تكن الناس تتوقع أن يتكرر الفشل مع كل دورة برلمانية جديدة ، ومن أجل أن لا يتكرر هذا المشهد ثانية مطلوب من الناس عدم الوقوف مرة أخرى في موقع المتفرج الذي ينتظر ماذا ستهدي إليه الأيام.. ولهذا لا يمكن الوقوف سلباً، بينما تستعيد دولة الخراب موقعها في الحكم، والسيطرة على المجتمع.

هذه لحظة مواجهة إما أن تبقى القوى السياسية، التي عاثت خراباً وفساداً، مسيطرة على السلطة، وإما أن تبحث الناس عن بديل حقيقي يلبي مطامحها في بناء بلد معافى، أو أن يساق الشعب إلى ثنائية "الفشل- الخراب "، ويعود تشكيل الحكومة من جديد وفق نظرية "المحاصصة " لنغرق من جديد في دوامة دولة الفشل الكبير.

على العراقيين أن يدركوا أنّ العديد من أطراف اللعبة السياسية يفتقرون إلى الكفاءة والقدرة ويبحثون عن طريق للعودة إلى السلطة والحكم، أو إلى نفوذهم القديم بكل ما يملكون من قوة وقدرة في اللعب على مشاعر قطاعات واسعة من شعب يهرب من الابتزاز باسم الدين، إلى الابتزاز باسم الأمن والخوف والفقر..

أتمنى ومعي ملايين العراقيين ألا يشغلنا الساسة الذين اثبتوا فشلهم في ادارة البلاد بتصريحاتهم الغريبة، لا نريد منهم أن ينزووا في ركن قصيّ، أو يختفوا تماما من المشهد، ولكن فقط أن يحسنوا صنعاً ويصمتوا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram