TOP

جريدة المدى > عام > صدور رواية وسيرة ذاتية للكاتبة الموريشية أناندا ديفي

صدور رواية وسيرة ذاتية للكاتبة الموريشية أناندا ديفي

نشر في: 17 يوليو, 2022: 11:17 م

 قررت أن اكتب لنفسي..لتلك الفتاة الصامتة

 أحمل في داخلي تراثا متعددا وغنيا جدا

ترجمة:عدوية الهلالي

ربما لن تكفي عشرات المقالات لتغطية الاعمال الضخمة للمؤلفة المولودة في موريشيوس أناندا ديفي، والتي نشرت مؤخرا كتابين في وقت واحد، الأول هو رواية تدين النظام الأبوي الخانق المنتشر في الهند وتحمل عنوان (ضحكة الآلهة) والثاني عبارة عن سيرة ذاتية مضيئة بعنوان (حقيبتان ووعاء) حيث تستحضر الكاتبة الموريشية طريقتها في الكتابة، أما في الكتاب الأول فتعيد النظر في هواجسها كروائية..

في كتاب السيرة الذاتية أجابت ديفي عن سر الكتابة بعد أن طلبت منها دار النشر تقديم عمل مكتوب بأسلوب خطاب موجه الى المؤلفين الطموحين، لذا اختارت ديفي ان تخاطب نفسها عندما كانت في السابعة عشر من عمرها عبر حوار قوي وكثيف تتحدث فيه عن خريطة رحلتها وكيفية نشوء الحساسية والعمق اللذان يميزان أعمالها والمولودان –حسب تعبيرها – من “ وحش داخلي “...

أما في روايتها (ضحك الآلهة)، فتأخذنا الروائية في رحلة إلى إحدى المناطق التي زارتها بالفعل، الهند. والموضوع الذي تناولته متكرر في أعمالها: البطريركية. وعلاوة على ذلك، فهي تقدم نفسها على أنها مؤلفة لأنها، كما تقول، “يجب التشكيك في هيمنة الذكور في جميع المجالات وعلى جميع المستويات.وكما هو الحال غالبًا في كتبها، فإن المهمشين هم الذين يسلطون الضوء على العيوب في النظام: كالمومسات، المهاجرين، المتحولين جنسياً..ففي الرواية يقوم شيفانث وهومفترس جنسي باختطاف شاينتي، وهي فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات. لكن هذا الشاذ ليس سوى رجل دين استفاد من قوته وسذاجة أتباعه، فأقام مواسم حج مصطنعة لرفع الفتاة الصغيرة إلى مرتبة الألوهية، وهي حيلة لإشباع رغباته الجنسية. وهنا تمسك المطاردة بالخيط الدرامي للحبكة على خلفية لوحة اجتماعية ومجتمعية حقيقية بشكل صارخ. يمكن تذوق العملين بشكل منفصل، لكننا نتذوقهما معًا بسعادة كبيرة. وكل يحمل توقيع كاتب هائل على طريقته الخاصة..

مجلة جون آفريك أجرت حوارا مع الكاتبة الموريشية اناندا ديفي حول اصداريها الجديدين جاء فيه:

 لماذا اخترت الكتابة الآن عن حياتك المهنية في كتاب (حقيبتان ووعاء)؟

- بعد خمسين عامًا من الكتابة، فكرت كثيرًا في العودة إلى هذه البدايات غير المتوقعة في قرية زراعية صغيرة في موريشيوس، حيث كان والداي شغوفين بالكتب وكان من عادتهما إخبارنا بالقصص التي غذت شغفي الخاص وولدت الرغبة في الكتابة. كنت أيضًا طفلة خجولة وحساسة للغاية. كل هذا ساهم بلا شك في الكاتبة التي أصبحت عليها. لذلك لم أفتقد الرغبة في كتابة سيرتي، لكنني كنت دائمًا أكثر رغبة بكتابة الروايات والشعر والقصص القصيرة والانخراط في قصة من هذا النوع بدا لي أقل إغراءً، لذا قررت أن أكتب لنفسي، أو أكتب لها، هذه الفتاة الصامتة..

 كتاب (حقيبتان ووعاء) هو حوار بينك اليوم وبين الفتاة التي كان عمرها 17 عامًا. كيف نشأت هذه القصة الأصلية؟

- عرض عليّ دار نشر للكاتب والشاعر نصوف جيلاني كتابة مقال عن سر الكتابة، بشكل رسالة إلى... مثل رسالة ريلكه إلى شاعر شاب. كنت قد انتهيت للتو من روايتين، (ضحك الآلهة) وأخرى تنتظر دورها، وقد أشبعت رغبتي في الرواية. وأعجبني هذا الاقتراح، وبينما كنت أتساءل لمن أرسل هذه الرسالة، كانت لدي فكرة أنه إذا كان لدي شخص ما ليخبرني، في السابعة عشر، وليشرح لي، ويكشف لي ما لم أكن أعرفه عن رحلة هذا الكاتب، كل ما لم أكن أتوقعه، المزالق، الملذات، سنوات المشقة، الدموع والرضا غير العادي الذي ينتج، ربما كنت سأشعر بوحدة أقل، أقل رعبًا من فكرة المغامرة في هذا الطريق، وحتى لو لم تكن لدي شكوك حول إخلاصي المطلق للكتابة، فقد تكون لدي شكوك أقل بشأن نفسي، وحول قدرتي على تحقيق هذا الحلم. وهكذا قررت أن أكتب لنفسي، أو بالأحرى أكتب لها، هذه الفتاة الصامتة، بعد خمسين عامًا، لأخبرها. أقول لها كل شيء. وأكتشف معها هذا الحلم الجديد كفاكهة لم تقضم بعد.

 لنتحدث عن (ضحك الآلهة) ماذا تخبرنا العلاقة بين شفناث، رجل الدين، والطفلة شيانتي،، عن النظام الأبوي؟

-تتصدر شخصية شيفناث قمة التسلسل الهرمي الأبوي: فهو من أعلى الطبقات، وهو رجل الله، ومن ثم يتمتع بالقوة الروحية، فهو غني، وأقوى من المليارديرات والسياسيين، وهو رجل آمن تمامًا.. وبهذا يتمتع بسلطاته المتعددة، فهو في مأمن من أي تهديد. إنه ليس مؤمنًا حقًا، ولكنه بالأحرى مناور واضح ومنحرف، ماهر ومدرك لمكانته الاجتماعية. تواجهه الهشاشة الهائلة لـشيانتي، التي هي نقيضه المطلق: طفلة بلا اسم وبدون اسم أول، بلا مستقبل، في فقر مدقع، ولدت امرأة، كيف يمكن لهذا الاصطدام أن يعطي أي شيء آخر غير تدمير طفلة صغيرة بمواجهة العملاق؟

 هل النسخة الهندية من النظام الأبوي الموصوفة في كتاب “ضحك الآلهة” هي مرآة مكبرة للنظام الأبوي في جميع أنحاء العالم؟

- هذا لا يحدث فقط في الهند، إنه مجرد نقطة ارتكاز للتفكير في القوة المطلقة.. هناك أولئك المهمشين، في كل لحظة من حياتهم، سواء كانوا من السود أو الإناث أو خارج الأعراف الجنسية بين الجنسين أو مختلفين جسديًا أو عقليًا، يتعين عليهم أن يشقوا طريقهم بصعوبة، وعليهم تبرير وجودهم، وعليهم أن يعتذروا عن مجرد وجودهم. فالمشي في الشارع، بالنسبة للسود، هو أن تكون في خطر. وأن تمشي في الشارع، بالنسبة للمرأة وحدها، هو أن تكون في خطر. و هكذا. الهند هي واحدة من البلدان التي لديها أكبر عدد من حالات الاغتصاب. لذلك، في مواجهة هذا الوضع الذي لا يتحسن، ومع هذه التفاوتات الصارخة، حتى في القرن الحادي والعشرين، يمكننا فقط أن نلاحظ أن القوة لم تتغير، ويمكن للمرء فقط أن يشعر بالغضب والإحساس بالعجز.

 يتدخل الدين في كل شيء،في الفضاء السياسي وفي المجتمع وحتى في العلاقة الحميمة. هل الدين نفسه أم المستغلون هم من الخطرين؟

- لطالما تم استخدام الدين. كانت هناك حروب دينية لأطول فترة يمكن أن نتذكرها. أما بالنسبة لحالة المرأة، فغالباً ما لا يتم تقديرها بشكل خاص. الدين هو مجرد هوية أخرى تعمل على التوحيد، ولكنها تعمل أيضًا على الانقسام. علاوة على ذلك، في بلد مثل الهند، كانت مصدرًا للصراع لفترة طويلة جدًا، مع مذابح دورية، ولا تزال تحدث حتى اليوم. هنالك نفاق مجتمع يدعي أنه قائم على دين غير عنيف ويطلق على نفسه اسم “روحاني”، بينما يسحق أضعف نظام طبقي من العنف الشديد الذي يجب الكشف عنه..

 في قائمة المراجع الخاصة بك، تظهر الهند عدة مرات. هل يمارس هذا البلد شكلاً من الانبهار أم النفور عليك؟

- الهوية موضوع ساخن في موريشيوس، كما هو الحال في بقية العالم. ليس لدينا واحدة فقط بل عدة، لأننا نغير بشرتنا اعتمادًا على السياق الذي نجد أنفسنا فيه. يمكن أن تكون هذه الهويات متشابكة أو جديلة معقودة جميلة، اعتمادًا على ما إذا كنا نقبل تنوعها أم لا، سواء كنا نحبس أنفسنا في صدفة متجانسة أو نعيشها كمنشور حيث يمكن للعالم تغيير لونه. أحمل في داخلي تراثًا متعددًا وغنيًا جدًا أحاول استكشافه من كتاب إلى كتاب. موريشيوس بالطبع هي المكان الذي توجد فيه كل جذوري، لكن الهند أيضًا تحتل مكانة مهمة لأنني نشأت في عائلة كانت الثقافة فيها موريشيوسية (بكل مكوناتها) وهندية. عندما أجد نفسي في الهند، ينتابني شعور بالارتباك والنزوح، ومن المفارقات أن هذا الشعور بالغرابة يساعدني على الكتابة، لكنه قبل كل شيء يسمح لي أن أنظر إلى هذا المجتمع بعين خارجية وحميمة. في روايتي (تانغو هندي)، يقول الراوي، وهو كاتب أجنبي يعيش في الهند: “إنهم سعداء جدًا بالتفكير في تخميني. هناك بساطة مؤثرة في تصنيفهم لأولئك الذين ليسوا من هنا، بينما أولئك الذين من هنا، على العكس من ذلك، مقسمون إلى هويات ضيقة بشكل متزايد لم يتم حلها أبدًا. ما الذي يهم؟ أنا لم أعد هناك. أنا هنا. زمكان آخر. اليقين المخفف والمضطرب. الهند، جزء المجهول في حد ذاته، بلد ليس له اسم حقيقي، لأن جميع أسمائه تحمل أسماء. لذا، نعم، هنالك سحر معين، ولكن قبل كل شيء هناك غضب كبير فيما يتعلق بالظلم الفظيع الذي يُرتكب هناك، في حين أن هذه الثقافة القديمة تحمل في داخلها الكثير من الثروة. أرى تفككًا يتعارض مع احتمالات هذا البلد - القارة حيث كل شيء مفرط. هناك قصص في كل زاوية، لكنها في الغالب مأساوية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"ذو الفقار" يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية

مالية البرلمان تحدد أهداف تعديل قانون الموازنة

نائب عن قانون تعديل الموازنة: من المستبعد إقراره خلال جلسة الغد

مفاجأة مدوية.. نائب يكشف عن شبكات تتجسس على المرجع السيستاني

برلماني يصف الوضع السوري بـ"المعقد": العراق يسعى لحماية مصالحه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram