ديالى/ علي اللامي
تعرضت مزارع محصول الرقي قرب بحيرة حمرين أقصى شمال شرقي محافظة ديالى بشكل غير مسبوق، إلى هجمات مكثفة من قبل قطعان الخنازير البرية المعروفة بالرمادي. يأتي ذلك في وقت، كشف رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية السابق فرات التميمي، أمس الثلاثاء، عن تشكيل لجنة حكومية مشتركة لاستثمار أكبر خزين للمياه الجوفية شرقي العراق.
وقال عبد الجبار الجبوري، وهو مزارع من أهالي حوض حمرين (75كم شمال شرق بعقوبة) في حديث لـ (المدى)، إن "قطعان من الخنازير البرية بدأت تشكل مصدر تهديد لمزارع الرقي التي تمثل مصدر الرزق في المنطقة خلال الصيف".
وأضاف الجبوري، أن "مزرعته تعرضت إلى 3 هجمات خلال تموز الجاري والأضرار كانت مادية".
فيما أشار عبيد حسن_ مزارع آخر_، إلى اضطراره لمسك حراسة دورية حول مزرعته خلال الأيام الماضية، ونجح في قتل اثنين من الخنازير التي تهاجم محصوله من الرقي".
وأوضح حسن، أن "الجفاف يدفع الخنازير للاندفاع صوب حمرين بشكل مباشر".
فيما أقر عضو اتحاد الجمعيات الفلاحية محمد خليل، بأن "أعداد الخنازير البرية في ديالى ارتفعت بشكل كبير خاصة وأن عمليات إبادتها توقفت منذ 2003 بسبب الاضطرابات الأمنية". وفي حديث لـ (المدى)، أضاف خليل، أن "الخنازير البرية تنتشر حاليا في 8 مقاطعات زراعية في ديالى وهي بالفعل مصدر للإضرار بالحقول، لكنها تشكل خطراً أيضاً على حياة الأطفال والنساء في بعض الأحيان".
وعلى صعيد متصل، قال رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية السابق فرات التميمي في حديث إلى (المدى)، "حوض العيث شرق قضاء بلدروز (35 كم شرق بعقوبة) يتميز باحتوائه على خزين كبير للمياه الجوفية الصالحة للاستخدامات البشرية وفق الفحوصات المتكررة"، مؤكداً "تشكيل لجنة حكومية من أجل دراسة استثماره بشكل مباشر من خلال الاستفادة في تقليل مخاطر الجفاف". وأضاف التميمي، أن "حوض العيث يمكن أن يشكل (طوق نجاة) من الجفاف من خلال ضخ مياهه الجوفية صوب محطات الإسالة المركزية بشكل مباشر لتأمين المياه لأكثر من 200 ألف نسمة"، لافتاً الى أن "استثمار مياه العيث خطوة مهمة تستدعي تحركاً حكومياً من خلال تأمين التخصيصات لمشروع بالغ الأهمية". وأقر بأن "بلدروز أكثر مدن ديالى تضرراً من موسم الجفاف خاصة، وأنها تعتمد بالأساس على نهر (الروز) في تأمين احتياجاتها من المياه لمحطات الإسالة، وهو يشهد انحساراً كبيراً في الآونة الأخيرة بسبب أزمة الجفاف". يذكر أن محافظة ديالى تعاني من أضرار كبيرة نتيجة شح المياه بعد قطع الجانب الإيراني العديد من مصادر المياه عنها بتغيير مجاري الأنهر المشتركة، وأدى هذا الشح إلى اضرار كبيرة على في الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية فضلاً عن توقف العديد من الأنشطة الصناعية.