TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من عادل الى الحلبوسي الوطن ليس بحاجة لحوارتكم

العمود الثامن: من عادل الى الحلبوسي الوطن ليس بحاجة لحوارتكم

نشر في: 25 يوليو, 2022: 12:02 ص

 علي حسين

توقفت عند صورة السيد عادل عبد المهدي يرتدي الفروة الشتائية في عز الصيف ويناقش شؤون البلاد والعباد مع رئيس مجلس النواب قبل أيام، تطلعت جيداً إلى الصورة التي أحالتني إلى صورة مشابهة، وبنفس الفروة، قبل ثلاثة أعوام كان فيها أيضا السيد عادل عبد المهدي يبتسم ويرتدي الفروة نفسها ويناقش أحوال هذه البلاد وشؤون عبادها.

وقبل ان انتهي من النظر الى الصورة " الباسمة " نبهني صديق الى آخر تغريدات السيد عادل عبد المهدي كانت في مديح السلطان اردوغان حيث كتب :" كنت ولا زلت من المعجبين باردوغان لشجاعته وصراحته " .

ليس لدي اعتراض على ظهور السيد عادل عبد المهدي ، لكني أستغرب كيف يحق لمسؤول تمت الإطاحة به من خلال احتجاجات شعبية راح ضحيتها مئات الشباب أن يناقش ما يجري في البلاد ويقترح أسماء بعض الشخصيات لتولي منصب رئيس الوزراء. لن أصدع رؤوسكم بتجارب الشعوب وأقول لكم كيف أسقط البريطانيون أهم سياسيين في القرن العشرين: ونستون تشرشل، ومارغريت تاتشر، ولم نقرأ أو نسمع أن أحداً ذهب إلى تشرشل الذي قرر الاعتزال والتفرغ لكتابة مذكراته ليستشيره . فيما تاتشر، المرأة التي وضعت بريطانيا كقوة اقتصادية عظمى وأعلت مكانتها في العالم، وجدت نفسها في مواجهة أعضاء في حزبها كانوا قد سئموا منها. فقدمت استقالتها وانزوت في بيتها لكتابة مذكراتها. ولم تطلب من أحد أن يأخذ مشورتها في شؤون المملكة. وبعد هؤلاء وجدنا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهي تقدم استقالتها بعد أن فقد حزبها بعض مقاعده في الانتخابات الأخيرة، فأعلنت تخليها عن رئاسة الحزب، ومعه المنصب الحكومي . تخيلوا المستشارة "القوية" التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وعاشت معها ألمانيا أهنأ مراحلها، قررت الاعتزال، ليس لأنها لفلفت عشرات المليارات أوعينت أقاربها سفراء، أو أصدرت الأوامر باستباحة دماء عشرات الشباب، فقط خسر حزبها في الانتخابات بعض المقاعد، في الوقت الذي خسر فيه ساستنا جميع الروابط التي تربطهم بالمواطن العراقي.

لقد كشفت الأيام الماضية إلى أي مدىً بات واضحاً أن من أولى العقبات التي تحول دون عودة الحياة إلى طبيعتها وجود العديد من الوجوه السياسية ومعهم أحبابهم ومقربيهم وشلة مستشاريهم ، والذين لا يريدون مغادرة الكراسي معتقدين أنها حق اكتسبوه بالوراثة والنضال!!.

لقد بحت أصوات الجميع بأن بقاء العراق واستقراره ليس مرهوناً بوجود هذه الشخصيات ، فمعظمهم لم يقدم الأداء المبهر الذي يجعل أحداً يتغاضى عن فشله وكونه ينتمي إلى طبقة سياسية لم تجلب للعراق سوى الخراب .

إن شؤون البلاد والعباد لا تدار بالابتسامات والحوارات المنتهية الصلاحية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عماد فيصل

    لاوجه للمقارنه ابدا بين ابو فروه و كل مشابهيه مع سياسيي العالم اين الثرا من الثريا

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram