TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: معركة البرلمان !!

العمود الثامن: معركة البرلمان !!

نشر في: 30 يوليو, 2022: 11:50 م

 علي حسين

المواطن العراقي المسكين يجد نفسه كل يوم محاصرا بأخبار الصراع على السلطة، وبنادق نوري المالكي، ونصيحة أياد علاوي في الإعادة إفادة، وخطب عمار الحكيم التي قطعت أوصال بغداد، وتظاهرات التيار الصدري، وخوف محمد الحلبوسي على قنفات مجلس النواب،

هذا المواطن للاسف صدق أكذوبة أن أشخاصاً خدموا في بلاط الطائفية منذ عام 2003، يستطيعون أن يقدموا له نظاماً سياسياً معافى يكون شعاره الوطن للجميع، وعاش سنوات دور المخدوع، الذي أدمن على متابعة تغريدات عالية نصيف التي بشرتنا فيها بأن ننام ملء جفوننا عن شواردها، ما دام السيد المالكي حارساً أمينا على راحتنا ومستقبلنا، مع الاعتذار لعمنا المتنبي الذي دائماً ما أحشره مع قامات "ديمقراطية" من عينة حنان الفتلاوي وخميس الخنجر والعلامة عزة الشابندر.

تسعة عشر عاماً لم نسمع خلالها سوى بيانات ومؤتمرات تطالب بدولة المواطنة وتشتم الطائفيين، وكلما أمعنوا في الكلام عن دولة العدالة الاجتماعية والمساواة التي سيعيشها الناس على أيديهم، كانت المصائب والمآسي تصب على رؤوس العراقيين، لنصحو جميعاً على دولة يعيث فيها الخراب.

من ينسى صراخ النجيفي وهو يحذرنا من النزعات الطائفية الضيقة؟، ولعل كلمات همام حمودي عن الديمقراطية ونعيمها لا يزال صداها يتردد في الفضاء .. اليوم تثبت الوقائع أن النجيفي كان يضحك علينا، وأن جماعة همام حمودي هدفهم الدفاع عن الكرسي فقط .

وسيسأل سائل، ما الضير أن تدافع أحزاب وتتحالف تيارات عن حقها الذي كفلته لها صناديق الانتخابات؟ أليست هذه الديمقراطية التي تتحدثون بها وتكتبون عنها؟، وسأقول إن كل ممارسة سياسية سلمية أمر مرحب به ما دامت لا تستخدم العنف والكذب والخديعة طريقاً للحكم، لكن المطلوب أولاً، وثانياً، وثالثاً، والى ما لانهاية ، أن تُبنى هذه التكتلات على أرضية وطنية خالصة، لا على برلمان طائفي فقد اهميته وأوامر من وراء الحدود.

لقد ظل سياسيونا مصرين على اعتقال إرادة العراقيين داخل أسوار الطائفية والإحساس بالخطر من الآخر، وافتعلوا أزمات سياسية محبوكة، بالتوازي مع إشاعة أفلام الرعب من الخطر الخارجي الذي يحيق بأبناء الطائفة، مراهنين على أن المواطن سيلغي عقله، وينصرف تماماً إلى البحث عن غطاء طائفي يحميه من غدر الآخرين.

هل ان الذين يتحكمون في رقاب البلاد والعباد لا يدركون ان بياناتهم وخطاباتهم ، تساهم في إضفاء العبث على عملية سياسية عبثية ومنتهية الصلاحية ؟ .

كل معطيات المشهد اليوم في العراق تقول إننا لا نعيش في دولة تحترم الديمقراطية وتبادل السلطة ، وأن البيانات التي تخرج ، لا هي سياسية ، ولا هي من اجل بناء البلد ، بل احاديث متناقضة عن طريقة توزيع الغنائم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram