ترجمة: حامد احمد
أكد تقرير أميركي أن قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى ما زال مدمراً من الحرب برغم مرور سنوات على تحريره من تنظيم داعش الإرهابي، لافتا إلى أن ابناءه من الايزيديين لا يستطيعون العودة ويعانون من إهمال على المستويين الداخلي والخارجي.
وذكر تقرير لمجلة (نيوزويك الأميركية) ترجمته (المدى)، أن "الفتاة الايزيدية، فيان، تمكنت من الهروب بشجاعة من قبضة داعش وهي بعمر 16 عاما، بعد مرور خمس سنوات على اسرها من قبل التنظيم الإرهابي".
وأضاف التقرير، أن "فيان كانت على وشك البدء بمرحلة السادس ابتدائي عندما وضعها مسلحو التنظيم في شاحنة بعد اقل من أسبوعين من غزوهم واحتلالهم لمنطقة جبال سنجار والقرى المحيطة بها شمالي العراق".
وشدد، على أن "فيان تحملت دوامة شرسة من عنف الاستعباد الجنسي على يد مسلحي داعش واخضاعها لأعباء منزلية وتسخيرها كخادمة في بيوتهم ورعاية أطفال داعش".
وأشار، إلى أن "الضحية تم خلال اسرها تنقلها ما بين 13 عائلة لداعش وتعرضت للحمل أربع مرات مع أربع محاولات اجهاض قسرية".
وأوضح، أن "فيان في أحد أيام خضوعها تحت اسر داعش تمكنت من الاتصال بعائلتها ولكن بتفاصيل مشوشة عن مكان اقامتها بالضبط".
ولفت، إلى أن "عائلتها قضت ثلاثة أشهر وهي تقترض وتدخر أموال من اجل استئجار مهرب يعمل بالخفاء من اجل العثور على فيان، وبعد أسبوع من ذلك اليوم تمكنت من الهروب من قبضة داعش بعد الاتفاق على خطة هروب تعرض الحياة للخطر".
وأورد، أن "فيان هي واحدة من بين 3 آلاف و545 ايزيدياً آخر هرب من الاسر او تم إنقاذه من قبضة داعش ما بين عامي 2014 و2020، في حين ما تزال الاحصائيات لعام 2021 – 2022 غير معلنة رسمياً".
وأورد، أن "فيان تعيش الان في مخيم للنازحين قرب دهوك في إقليم كردستان على بعد أميال من منطقة سنجار التي تعتبر منطقة سكناها الاصلية".
وأوضح، أن "اليوم تعتبر فيان من أكثر الايزيديات الناجيات نشاطاً ضمن شبكة منظمة (يازدا) المنادية بحقوق الايزيديين التي ساعدت العشرات من الايزيديات الناجيات على ان يعتلين المنصة الدولية ويشاركن العالم قصصهن وما تعرضن له من اجرام على يد داعش".
وأفاد، بأن "فيان تحتفل هذا العام بدخولها سن الـ 18 عاما رغم انها لم تعش الطفولة كبقية اقرانها، ثمان سنوات بعيدا عن المدرسة وثمان سنوات من سوء تغذية الجسم والذهن والروح، وثمان سنوات من الاضطهاد الجنسي والاستعباد كسلاح استخدمه داعش في الابادة الجماعية".
وذكر، أن "جريمة الإبادة الجماعية للايزيديين وبعد ثمان سنوات منذ 3 آب 2014، ستمر بصيغ أخرى من المعاناة والخروقات غير القانونية".
وأضاف، أن "سنجار ما تزال الى اليوم تعتبر منطقة قتال مدمرة لا تستطيع مساعدة نفسها منذ طرد تنظيم داعش منها".
وزاد، أن "أهالي سنجار ما زالوا من بين جميع الأقليات العرقية يحاولون جاهدين الرجوع الى ديارهم من دون أي دعم واسناد"، مشدداً على أن "غالبية أهالي سنجار تعرضوا لعملية نزوح عكسية وكثير منهم رجعوا لمعسكرات النازحين".
وأردف، أن "عضو الكونغرس الاميركي السابق، فرانك وولف، يقول انه عندما زار منطقة سنجار بعد تحريرها عام 2017 وبقائها ثلاث سنوات تحت حكم داعش وجدها منطقة خالية من أهلها وارضا تعاني الدمار".
واستطرد، أن "وولف تابع، أنه، وعندما رجع مرة أخرى بعد خمس سنوات لزيارتها في عام 2019 وجد مدى تجاهل الاهتمام الدولي تجاه أهالي المنطقة الذين ما يزالون يعانون والذين هم بحاجة لمساعدتنا".
ويواصل، أن "وولف يقول انه لا يستطيع تصور ما تقوله عوائل المفقودين الايزيديين من نساء وأطفال واولاد تجاه العالم وما قدموه لهم".
ويسترسل التقرير، أن "المنظمات الدولية عليها ان تبين تعهدها تجاه الايزيديين وأبناء الأقليات العرقية الأخرى من آشوريين وكلدانيين وجميع المجتمعات الأخرى الذين تعرضوا للتهجير من قبل الإرهابيين".
وتحدث عضو الكونغرس وولف عن ضرورة "الاعتراف بتكاسل التحرك الدولي ورفض ذلك وان يتم تقديم الدعم والتوسط الدبلوماسي من اجل إعادة النظر باتفاقية سنجار وتفعيلها بما يضمن تعافي شامل وستراتيجي لمنطقة سنجار وإعادة اعمارها"، كما أنه طالب "المجتمع الدولي بان يتحرك لضمان أمن سنجار وإعادة الخدمات فيها وتأهيل بناها التحتية واعمار بيوتها".
وأشار وولف، إلى "اهمية وضع ستراتيجية متكاملة وموحدة من اجل انهاء حالة النزوح المزمنة في العراق مع تشكيل قوة من اجل انقاذ الايزيديات والأطفال الذين ما يزالون تحت قبضة داعش منذ الأيام الأولى من حملة الإبادة الجماعية وتوفير التمويل المطلوب لهذه القوة".
وطالب وولف، "منظمات الإغاثة الإنسانية بان تنتقل في عملها للاستثمار بمجال الرعاية المجتمعية في سنجار وعلى المدى الطويل على اعتبار سنجار هو موطن لجميع الايزيديين ويتم تعزيز ذلك بتشكيل لجان حكم محلي بقيادة ايزيديين وآشوريين وكلدانيين يشاركون في اتخاذ القرارات". ومضى وولف، إلى أن "العالم بعد إقراره جريمة الإبادة الجماعية بحق الايزيديين فانه يتوجب على الحكومات الوطنية والدولية ان تضمن بأن الفتاة فيان وبقية أبناء طائفتها سيعيشون بسلام ويرجعون لمنطقتهم بأسرع وقت ممكن".
عن: مجلة نيوزويك الأميركية