بغداد/ نباً مشرق
استبعدت قوى سياسية استئناف عمل مجلس النواب قريباً بسبب الأزمة الحالية واعتصام جمهور التيار الصدري في مبنى البرلمان، داعين إلى إجراء مفاوضات ومباحثات مباشرة بين الكتل المتخاصمة بهدف الوصول إلى حلول تنزع فتيل الأزمة.
وأصدر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بيانا تلقته (المدى)، أكد فيه تعليق جلسات البرلمان إلى إشعار آخر.
وقال عضو تحالف الفتح فاضل الفتلاوي، في تصريح إلى (المدى)، إن «الأجواء المشحونة يصعب معها عقد جلسة قريبة للبرلمان، وعلى العقلاء والحكماء التحرك لتدارك الموقف من خلال الحوار والتفاهم».
وأضاف الفتلاوي، ان «الجلوس على طاولة حوار مباشرة كفيل بحل العديد من المشكلات، خصوصاً وأن البرلمان سوف يعيش حالة من التعطيل نتيجة التطورات الأخيرة».
وطالب، القادة السياسيين بـ «إطلاق خطابات هادئة تسعى إلى نزع فتيل الأزمة، والتفكير بمصلحة البلد والتفكير في حلول واقعية تتناسب مع المرحلة التي نحن فيها».
وشدد الفتلاوي، على أن «التفاهمات التي يجب أن تحصل بين القوى ستكون خارج نطاق مجلس النواب، إنما بجلسات بين قادة الكتل، والدور سيكون للزعماء في الخروج من الازمة».
ودعا، «الفعاليات المجتمعية والمؤسسات الدينية والثقافية إلى التدخل وإبداء موقف هادئ يعمل على نزع فتيل الازمة، فمن غير الممكن أن يبقى البلد بهذه الحالة».
ويواصل الفتلاوي، أن «الحوار هو كفيل بحل هذه الأزمة ونحن نتخوف أن يصل أثرها إلى الشارع، التصعيد والخطاب المتشنج لا يصب في مصلحة أي من الأطراف السياسية».
ومضى الفتلاوي، إلى أن «جميع الجهات الوطنية تأمل بان تكون هناك طاولة حوار تجمع كافة الأطراف السياسية والشخصيات القيادية، لاسيما الأطراف التي تجد في نفسها أنها متخاصمة مع البعض، وليس لدينا حل آخر من أجل تهدئة الموقف».
لكن عضو كتلة الحكمة رحيم العبودي، أكد أن «الإطار التنسيقي متمسك بترشيح محمد السوادني إلى منصب رئيس الحكومة».
وتحدث العبودي، عن «لجنة تم تشكيلها سوف تجري مفاوضات مع جميع القوى السياسية بهدف الوصول إلى اتفاقات وبرنامج حكومي قادر على تحمل أعباء المرحلة المقبلة وتجاوز الازمات ضمن سقوف زمنية».
من جانبه، رأى النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني صهيب اللهيبي في تصريح إلى (المدى)، ان «ما سعت إليه بعض القوى السياسية من إصرار على عقد جلسة للبرلمان غير صحيح والدليل ما حصل خلال هذين اليومين».
وتابع اللهيبي، أن «الرأي الحالي هو للشارع العراقي بإجراء تغيير جذري في العملية السياسية»، داعياً «القوى السياسية إلى ما ذهب إليه الشارع العراقي».
ولفت، إلى «إمكانية اجراء مفاوضات بين الكتل السياسية من أجل استئناف عمل البرلمان والوصول إلى اتفاق يرضي الجماهير»، ومعرباً عن أمله بـأن «يتم التوصل إلى نتائج إيجابية تنقذ العراق من خراب محتمل».
وانتهى اللهيبي، إلى أن «جميع المعطيات تدل على صعوبة استئناف جلسات البرلمان في هذه الظروف ومن ثم المضي بتشكيل الحكومة».
وكان محتجون من اتباع التيار الصدري قد اقتحموا المنطقة الخضراء أمس السبت، وسيطروا على البرلمان وأعلنوا اعتصاماً مفتوحاً بعد إصرار الإطار التنسيقي على ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة.