TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: التصريحات المُتناقضة

كلمة صدق: التصريحات المُتناقضة

نشر في: 1 أغسطس, 2022: 11:14 م

 محمد حمدي

تبادر الى ذهني، وأنا أستمع لمقابلة مع أحد أعضاء اتحاد لعبة فردية، كان يحثُّ بها فريقه المشارك في بطولة آسيوية على طريقة النخوة واستحضار الهِمم مُتبجّحاً، بأنها السلاح الأمضى بيد الرياضي العراقي.

تذكرتُ حينها مقابلة مطوّلة اُجريتْ مع اندرو فالمون مدرب الفريق الأميركي لألعاب القوى في دورة أولمبية، أدهشتني حينها صراحة الرجل ودقّة معلوماته وهو يتحدّث عن مُعادلات رياضية لا تقبل الخطأ أبداً بطرفي المعادلة الزمان والمسافة والحسابات في آخر اختبار للاعبين ومن هو مؤهّل للميدالية الذهبية أو الميداليات الملونة الأخرى.

عندما سُئل فالمون حول المفاجآت المتوقّعة قال بثقة واقتدار "ليس بين اللاعبين من يشكو اصابة أو مرض خلال أيام البطولة" ولم يتحدّث أبداً عن استنهاض الروح المعنوية والطاقة الانفجارية الفجائية أبداً أو إنّ المشاركة كانت من أجل المشاركة!

ذات الحديث سمعتهُ من مدرب المصارعة الإيراني الذي كان واثقاً من حصول فريقه على ميداليات ملوّنة في الأولمبياد رسمها وفقاً لمعطيات ثابتة ونتائج لا تقبل القسمة على أثنين، وهي إن دلـَّت على شيء فإنما تدلّ على العمل المُمنهج العلمي ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وليس العكس.

وأعتقد إننا لو تصفّحنا مقابلات العالم أجمع والتصريحات الصحفية للمدربين والاتحاديين لم يشذّ عن القاعدة إلا المدرب والإداري العراقي المسؤول في الاتحاد حيث ينقلب حديثه بيوم واحد مسافة 180 درجة بين فضائية وأخرى! فهو مع المدرب الأجنبي لمنتخبنا الوطني بكرة القدم والحديث في قناة العراقية ثم ما يلبث أن يكون محليّاً حدَّ النخاع مع الفضائية الأخرى!

وترى القسم الآخر مع الإبقاء على مدرب محلي معروف وأوّل من يبارك التنحّي وإجباره على الإقالة ويغرّد على موقع تويتر الشهير بأنه أوّل من لخّص وأوجز الأزمة من واقع خبرته بأن المدرب ليس أهلاً للمهمّة، وليس ببعيد أن يراهن الآخر على الإنجاز المحسوم بهمّة الغيارى ممّن خاضوا معسكر للعبة جماعية ما في تونس قبل بطولة إقليمية وينقلب الحديث الى مؤامرات لاعبين وعداوات شخصية بعد الفشل الذريع في بطولة أخرى، والحال معروف وما جرى بعد الخسارات المدوّية أنها مواقف تحسب وتُسجّل عليهم! والمصيبة أن هؤلاء المدربين والإداريين أدمنوا التصريحات المُتناقضة وقرّروا مسايرة الموجة وإن كانت باتجاهات عــدّة.

الحقيقة إن نغمة التصريحات المتعاكسة تفضح البون والازدواجية الشاسعة في تفكيرهم وشخصيتهم وضيق الأفق بما لا يقبل الشك على أنهم اعتادوا الفشل والخضوع والتحوّل الى شخصيات تهتمّ بنفسها من أجل الظهور الإعلامي لايصال رسالة ظنّوا أنها مفيدة وتشفع لهم هنا وهناك عند مركز القرار في الاتحادات واللجنة الأولمبية والمؤسّسات الأخرى!

هُم بتصرّفهم هذا، أصبحوا أداة للتشويش والضبابية والعبث بالمقدّرات الرياضية حيث لم يستثمروا خبرتهم في مجال التدريب أو الإدارة للبناء والتصحيح، ولكن للعبث واللهاث خلف المنافع الشخصية، كما هو الحال في قضية منتخباتنا الوطنية بكرة القدم للفئات العمرية والمنتخب الوطني الأول!

وما يزيد الطين بلّة كُثرة الألقاب والمناصب الوهمية في لجان بعض الاتحادات وهم أول من يوهِم نفسه بأنها الخطوة التي تسبق التسلّق الى المنتخبات والإدارات، ومن ثم الفوز بغنائم السفر والإشراف وغيرها باستثمار إعلانهم التلفازي مع أنهم لم يحسبوا انعكاس النتائج وانقلابها على رؤوسهم كما حصل بتجارب كثيرة!

إن ما نطرحه اليوم ليس بجديد أو غير معروف لدى الجمهور والإعلام الرياضي، لكنّنا حينما نلحُّ في المطالبة والحديث لأن الأمل يحدونا بلحظة حقيقة يقفون بها مع أنفسهم وينظرون حجم الخراب الذي حلَّ بالرياضة العراقية فنياً وإدارياً وليس من ضوء في آخر النفق!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram