عمار ساطع
واحدة من بين أهم الأسباب التي أدّت الى تفشّي ظاهرة التفريق بين أولئك اللاعبين المحترفين تحت مُسمّى (المغتربين) وبين اللاعبين الذين يتوزّعون على فرق الدوري الكروي المحلّي، هو ذلك التضخيم (من أشباه الإعلاميين) والتهويل السيِّئ غير المقبول الذي دقّ أسفين الخطر بين الجهتين!
نعم.. ولأن ذلك التضخيم والتهويل نَفَذ بجسد خارطة اسم اللاعب الوطني، كانت لمعطيات ودوافع تلميع الصورة وتحسينها وفقاً لرؤى محدودة وأسباب شخصية ترتبط بشكل واضح بتلك الوكالات غير المهنية والصفحات المشبوهة والمدوّنات التابعة لِمَن هم يعتبرون انفسهم مُسلّطين في تحديد كلّ شيء لاستغلال مالي واهتمام أسس لحالة من حالات التعاسة الفعلية بين أبناء العراق الحبيب.
أجل.. هناك للأسف دعم للاعبين على حساب لاعبين واهتمام لاعبين على حساب آخرين، في فترة ضاعت فيها القيّم وتلاشت فيه الحقوق واندثرت فيه الضوابط عبر خلط الأوراق والمجيء باسماء لاعبين الغرض منها (ابتزازهم) من جهة أو الضغط على جهات مُعيّنة من أجل إيجاد مكانة لهم بين نخبة اللاعبين الأبرز، وكل ذلك هو لنتائج بعيدة كل البُعد عن الحرص والمسؤولية من أجل رفع اسم العراق أوّلاً وأخيراً.
وحتى لا أبتعد كثيراً عن المحور الأساسي الذي وجد أرضية خصبة له في فترة الانتقالات الصيفية، وأسس أرقاماً مهولة وجاء باسماء أندية عالمية معروفة ومختلفة تنشط كثيراً في البحث عن المواهب، فإن اكتشافات البعض من أشباه الصحفيين الذين يعتبرون أنفسهم قوامون على قصص انتقالات مُفبركة الهدف منها نيل الأموال من قبل بعض اللاعبين الذين يحاولون صناعة مجدٍ لأنفسهم من دون المرور بمراحل الصعود والتدرّج الصحيح وصولاً الى المكانة الفعلية والاستحقاق الأمثل وهو تمثيل المنتخب الوطني والدفاع عن ألوانه في المحافل، راح البعض ينشر أخبار كاذبة أقرب لأن تكون من الصحافة الإلكترونية الصفراء وتتجاوز كل بابتعادها عن الأعراف والمهنية والمسؤولية التي يفترض أن تطغي على طريقة كتابة الأخبار، متناسين أن العالم الذي يكتبون فيه، عالم أصبح قرية صغيرة يمكن أن تتأكّد من الأخبار في غضون ثوانٍ معدودات بضغطة زر في الكيبورد، مثلما أعمت الأموال التي يجنونها من إشاعات، بصيرتهم تماماً.
أيها الأخوة.. هنا لا أريد الإساءة والتجريح والتنكيل بتلك الصفحات، بقدر ما أود أن أذكره من حقائق هدفها التقوّيم وتصحيح لمسار صفحات يصل بعض مشاركيها الى آلاف المشاركين وربما مئات من آلاف المتابعين، مثلما قد يصل عدد المتفاعلين مع الأخبار المنشورة في غضون ساعات الى رقم كبير، يصعب على أي صحيفة رسمية تحقيقه مع أن أخبارها تكون مصادر موثوقة ورسمية، بمقابل البحث عن الإثارة في الخبر والسبق غير الصحيح.
وحينما نشير الى مثل هكذا أمر خطير، يضرب كلّ شيء عرض الحائط، بمقابل بثّ خبر عن مدرب يمتدح لاعباً مغترباً ويأتي بتصريح غير دقيق أو معلومة عرض مالي لأحّد اللاعبين وفي اليوم التالي ينقله من نادٍ الى آخر وبعد يومين يكشف عن رفض العقد، وفي اليوم الخامس ينقله من نادٍ الى آخر، وبعد يوم ينفي ما تردّد من أنباء، فذلك يعني باختصار (ضحك على الذقون) ضحك بسبب الخلل الفاضح بغياب الرقابة والافتقار الى المتابعة من قبل الجهات المعنية التي يفترض أن تتخذ الإجراءات التي من شأنها أن تسهم في إنهاء هذا الملف الذي أساء ولم يخدم وأضرّ أكثر من منفعته سواء للعراق أو الكرة العراقية أو للاعب العراقي.
أدرك تماماً أن هناك لاعبين يُزوُّدون بعض المواقع بمعلومات مُضلّلة الهدف منها إبقاءَهم في واجهة الأخبار، مثلما أنني متيقّن تماماً أن هناك لاعبين لا يملكون أي قدرة تُمكّنهم من تمثيل المنتخب الوطني، بعد تجارب سابقة فقيرة وضعيفة ومتواضعة، لكن الحق يُقال أن من يساعد ويسهم ويشارك فيما يحصل، هو يتحمّل الجزء الأكبر من حقيقة ما يحدث من هرج ومرج في صفحات ومواقع تكتب عن تلقي اللاعب الفلاني عرضاً من نادٍ أوروبي بعد يوم تؤكّد انتقالة بمبلغ كبير الى نادٍ غير ذلك النادي، وبعد يوم واحد تنفي ما تردّد.
أتمنى من اتحاد الكرة متابعة مثل هكذا أمر والتصدّي بشكلٍ من المفهومية الصحيحة عبر متابعة كل صغيرة وكبيرة تتعلّق بأمر اللاعبين المحترفين أو أولئك الذين يغتربون وتأتي تقاريرهم من كلِّ حدبٍ وصوب.