اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: اختناق.. وانفراج

مجرد كلام: اختناق.. وانفراج

نشر في: 17 أغسطس, 2022: 10:17 م

 عدوية الهلالي

وقف أمام الممرضة متوسلا أن تمنحه موعدا قريبا للخضوع لجهاز الناظور ..قالت له ان أقرب موعد سيكون بعد ستة اشهر ، حاول ان يجد منفذا جديدا فقال لها :”اذن لاأريد موعدا حكوميا بل خاصا “ -اي مقابل مبلغ مالي – فقالت له ان اقرب موعد سيكون بعد شهرين ..”ماذا يعني ذلك ؟صرخ الرجل بحرقة :سأموت قبل ان يصل دوري .. تلف كبدي لايتحمل الانتظار ولاأملك المال الكافي للذهاب الى عيادة خاصة !

مايحدث معنا الآن هو الأمر ذاته الذي حدث مع الرجل فقد يفقد العديد من المواطنين حياتهم بسبب معاناة مماثلة سواء من المرض أو من الفقر أو حتى من القهر قبل ان يقدم لهم السياسيون حلا لهمومهم ، ذلك ان طبخات العملية السياسية ومنها طبخة تشكيل الحكومة تُطهى على نار هادئة وتحتاج الى وقت طويل لتنضج بينما لاتحتمل معاناة المواطنين كل هذا الانتظار ..

عقود مرت من الفشل والاحباط ولازال اغلبنا يحسنون الظن بزعمائهم ويلتفون حولهم أملا في الوصول الى انفراج لأزمات البلد ، لكن مايحدث ان الزعماء بدأوا منذ عام 2003 لعبة لاسبيل للتخلي عنها فكل منهم يكافح من أجل حصص ومكاسب ومصالح شخصية أو حزبية ولايهمه بقاء اتباعه على حالهم واستمرار معاناتهم فهو واثق من دعمهم له لأنه يجيد استخدام ادوات اللعبة من وعود براقة وهبات زهيدة امام مايملأ به جيوبه مع كل دورة انتخابية مستغلا عجز الناس ويأسهم وبحثهم عمن (يفتهم موضوعهم ..وعلى هذا الزمان يعينهم) كما تقول كلمات الاغنية الوطنية المؤلمة ..

عقود مرت ونحن بلا سكن ولاتعيينات ولاكهرباء ..ننام على امل حدوث (انفراج سياسي ) ونصحو على حدوث (اختناق سياسي ) وبين نومنا وصحونا نكتشف اختفاء وجوه خيرة وظهور وجوه جديدة خطرة لم نسمع من قبل بنضالها او حرصها على البلد لكنها احتلت الساحة بشطارتها وتملقها وولاءاتها ..وبالتدريج ، سنكتشف اننا لانملك في بلدنا اكثر من انتسابنا له وانه أصبح ملكا لمن يحاول تمزيقه او يمنح خيراته للآخرين او يستخدمه كوسيلة لأدعاء الوطنية ..سنكتشف ايضا ان ساسة البلد نجحوا في تدجيننا لنواصل رحلة الانتظار الطويلة بلا تذمر ، وحتى لوتذمرنا وصرخنا ضمن تظاهرات (ديمقراطية) سنكتشف اننا نصرخ في الفراغ وان اصداء اصواتنا تضيع هباءا ، لأننا لانصرخ بصوت واحد بل تتنوع صرخاتنا وتتلون مع تلون اهداف زعماءنا المتعددين ..وفي النهاية ، سنتخاذل من جديد ونسلم القيادة لأي رجل سواءا كان (رجل حل ) او ( رجل قانون) او (رجل اصلاح ) لمجرد أن ينتهي الاختناق السياسي فقط ، اما مطالبنا ومتاعبنا ، فقد أيقنا اننا ربما نموت قبل أن نراها تتحقق !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram