بغداد/ فراس عدنان
تواصل قيادة العمليات المشتركة جهودها مع القوات الأمنية في إقليم كردستان بفرض السيطرة وملاحقة عناصر تنظيم داعش الإرهابي في مناطق توصف بأنها رخوة.
ويؤكد مسؤولون عسكريون أن العمل المشترك أسهم في الوصول إلى العديد من الأهداف من خلال تفعيل التعاون الذي بدأ منذ أكثـر من عام.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة تحسين الخفاجي، إن "القوات الأمنية أطلقت نهاية الأسبوع الماضي المرحلة الخامسة من عملية الإرادة الصلبة، وتم التخطيط لها على مدى أكثر من شهر".
وتابع الخفاجي، أن "التخطيط حصل بين قيادة العمليات المشتركة وقوات البيشمركة عن طريق الزيارات المتكررة"، مبيناً أن "هذه العملية تهدف الى تفتيش المنطقة الممتدة ما بين قطعات القوات الاتحادية وإقليم كردستان ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى والمقر المسيطر لعمليات طوزخورماتو".
وأشار، إلى "الاتفاق على تحديد محاور وأهداف والقطعات المشتركة في هذه العملية التي تكمن أهميتها في أمرين، الأول هو القيادة والسيطرة للقوات والتعاون والاتصال في مناطق وعرة وتحتاج جهدا عاليا، والثاني هو إيصال رسالة إلى الإرهابيين أو من تسول له نفسه بالاعتداء على مقدرات العراق، ومضمون هذه الرسالة أن القوات العراقية تعمل بمنظومة واحدة وهي لحماية البلاد ووحدتها ومواطنيها".
وشدد الخفاجي، على أن "القوة الجوية وطيران الجيش كان لهما دور في هذه العمليات أيضاً والقوات قد وصلت إلى أهدافها ومحاورها وحققت أهدافها ونجحنا في التوصل إلى ما نريد".
ولفت، إلى أن "النتائج التي تمخضت عن هذه العملية تدمير خمس مضافات والاستيلاء على أسلحة وتدمير معدات ودراجات نارية والحصول على قنابر هاون بكميات كبيرة".
وتحدث الخفاجي، عن "تفعيل مذكرات القاء قبض بحق بعض الأشخاص وتم اعتقالهم"، لافتاً إلى أن "العملية أدت ايضاً إلى وصول القوات الاتحادية وقوات البيشمركة إلى نقاط الالتقاء والتماس وهو الهدف المهم والحيوي بالسيطرة على المناطق ذات الاهتمام الأمني المشترك والتي يحاول تنظيم داعش الإرهابي أن يتواجد فيها والانطلاق بهجماته".
وأكد، أن "القوة الجوية وطيران الجيش نقلا صورة مباشرة من الجو إلى القوات التي انطلقت برياً وهذا وفر لها الكثير من الجهد الاستخباري والأمني أثناء تحركها".
ولفت، إلى أن "هناك جهودا مشتركة بين القوات الاتحادية والبيشمركة منذ أكثر من سنة، وذلك من خلال اجتماعات متواصلة وتبادل للثقة والزيارات المتبادلة والاطلاع على الخطط وتفعيل مذكرات القبض".
ورأى الخفاجي، أن "هذه أفضل رسالة نوصلها بأن الجهود المشتركة ووحدة القيادة والسيطرة مع الإقليم هي لوحدة العراق وأهدافه ومقدراته".
وأفاد، بأن "إنشاء مراكز التنسيق المشترك يعد اهم نقطة تم الاتفاق عليها مع إقليم كردستان، التي أخذت على عاتقها إمكانية الكثير من العلاقات ومد جسور الثقة مع البيشمركة التي أسهمت في دعم هذه المراكز سواء على صعيد المعلومات او الإمكانات والقدرات، وكذلك الحال بالنسبة لدور الحكومة الاتحادية، لذلك نحن نعتقد أن عملية البناء الصحيحة التي بدأت هي مهدت للكثير من النتائج الإيجابية".
ومضى الخفاجي، إلى أن "العملية الأخيرة كانت عراقية خالصة على صعيد التخطيط والامكانيات والقدرات وحتى في الجهد الجوي، وفي حالة احتياجنا إلى المهام الاستشارية للتحالف الدولي فأنه أعلن عن استعداده لتقديم هذه الاستشارة عن طريق طائرات الاستطلاع والمعلومات الاستخبارية عن الأهداف الحيوية وقدراتها".
من جانبه ذكر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية كريم أبو سودة، أن "قدرات تنظيم داعش قد تراجعت كثيراً عما كانت عليه في عام 2014".
وتابع أبو سودة، أن "الوضع السياسي الذي تمخض عنه تأخير الحكومة، وقلة تسليح وتدريب القوات العراقية وقلة المعلومات الاستخبارية، هذه عوامل أدت إلى نشاط جديد لتنظيم داعش الإرهابي لكنه نشاط مسيطر عليه".
ونوه، إلى أن "الشارع العراقي لديه ثقة كبيرة بالقدرات الأمنية لقواتنا بمختلف تشكيلاتها"، مشدداً على أن "بقايا داعش هم افراد قليلون لا يستطيعون المواجهة ويشنون هجمات يائسة بين الحين والآخر".
ولفت أبو سودة، إلى أن "افراد داعش يتواجدون في المناطق الوعرة، مثل الوديان والتلال لاسيما في مناطق حمرين، والقوات الأمنية جاهزة للقضاء عليهم لكنها بحاجة إلى المزيد من المعدات لاسيما الطائرات المسيرة والاستطلاعات الجوية".
وشدد، على أن "معالجة بقايا التنظيم لا تكون عبر الجهد الأمني فحسب، بل تتطلب جهدا آخر على الصعيد السياسي والمجتمعي"، ويؤكد أن "العراق لديه كامل الإمكانات التي تساعده في التخلص من هذا الملف، ولكن هذا يتطلب توحيداً للجهود لاسيما بين القوى السياسية لكي لا يستغل الإرهابي هذا الصراع في تحقيق أهدافه الاجرامية".
وانتهى أبو سودة، إلى أن "العمليات المشتركة التي تقومها القوات الاتحادية مع البيشمركة في المناطق التي توصف بأنها رخوة، هي ضرورية جداً من أجل فرض المزيد من الأمن والاستقرار وإبعاد خطر خلايا داعش عن المدن".
وكانت القوات الأمنية قد أعلنت في أوقات متفرقة إطلاق صفحات من عملية الإرادة الصلبة، وتحدثت عن نتائج مهمة تم تحقيقها في مناطق مختلفة من البلاد.