بغداد/ حسين حاتم
بعد تسجيل اصابات عديدة بالكوليرا، أكدت وزارة الصحة، أن المسؤولية لا تقع على عاتقها فقط وإنما المواطن شريك بها من خلال التزامه بالإجراءات الوقائية واستخدام الماء الصالح للشرب والتعقيم في ظل انتشار أكثر من فايروس في العراق. وبحسب اخر إحصائية رسمية، اعلنت وزارة الصحة تسجيل أربع إصابات جديدة بمرض الكوليرا في محافظة كركوك، وثلاث إصابات في العاصمة بغداد ليكون المجموع 7 حالات بينما لم يتم تسجيل أية حالة وفاة.
وبهذا يرتفع مجموع الموقف التراكمي للكوليرا منذ تفشيه مجددا في العراق إلى 894 إصابة، وأربع وفيات. ويقول مدير عام الصحة العامة رياض الحلفي، إنه "بعد تسجيل إصابات بالكوليرا قمنا بتعميم الإجراءات الوقائية، وتنفيذ الخطة الوطنية وزدنا معها متابعة مشاريع المياه وفحص نسبة الكلور". وأضاف الحلفي أن "السيطرة على مرض الكوليرا تتم من خلال تدابير عدة، تتضمن التأكيد على مديريات الماء متابعة وإصلاح المشاريع التي تحتوي على خلل، ومتابعة نسبة الكلور وشحِّ المياه الموجودة للمحافظات، فضلاً عن زيادة الإطلاقات المائية". وشدد على "ضرورة توعية المواطنين ودعوتهم في حال ظهور أعراض الإسهال والتهابات الإمعاء أو التقيؤ إلى الإسراع للمركز الصحي لتلقي العلاج". وأشار إلى أن "التوصية بالقيام بفحوصات الماء ترفع شهرياً الى وزارة الاعمار وهيئة المستشارين والمحافظات لاتخاذ المعالجات من قبل مديريات الماء في المحافظة". ولفت الحلفي الى أن "وزارة الصحة تمتلك مستلزمات وأدوية كافية لجميع المؤسسات الصحية لاحتواء الأعداد المتزايدة من مرض الكوليرا"، داعياً المواطنين لـ"التحري عن مصادر المياه التي تستهلك وفي حال كانت المياه غير صالحة بالإمكان استخدام حبوب الكلور التي توزع في المراكز الصحية للتعقيم". بدوره، يقول استشاري الصحة العامة حسن القزاز إن "مرض الكوليرا مرض مستوطن في العراق وحالاته لا تنقطع على مدار السنة".
وتابع القزاز أن "الحالات المصابة بالمرض كانت قليلة جدا وغير ظاهرة للعيان، ورغم هذا تظهر موجات المرض بين فترة وأخرى".
وبين القزاز أن "أعراض المرض تتمثل بالتقيؤ والاسهال الشديد وارتفاع درجات الحرارة"، لافتا الى ان "اشتداد الحالة يؤدي الى وفاة المريض".
وهذه ليست المرة الاولى التي يتفشى فيها وباء الكوليرا في العراق، الذي يعتبر من الأمراض المتوطنة في البلاد، إذ شُخصت أول حالة منه في العراق عام 1979، ومنذ ذلك التاريخ تسجل إصابات في عدد من محافظات البلاد، بمعدلات متفاوتة.
وفي عام 2015 عاد مرض الكوليرا بقوة ليحصد آلاف الأرواح، ما دفع بمنظمة الصحة العالمية إلى تنظيم جولة لقاحات في البلاد.
ويؤدي الكوليرا الذي غالبا ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، الى الاصابة بإسهال وتقيؤ، ويظهر عادة في المناطق السكنية التي تعاني شحا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي، ويصيب المرض سنوياً بين 1.3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي الى وفاة بين 21 ألفا و143 الف شخص.