بغداد/ نبأ مشرق
قالت مديرية الدفاع المدني، أمس الاثنين، إن المياه شبعت التلة الترابية المحيطة بمزار قطارة الأمام علي عليه السلام بالرطوبة قبل سقوطها، مؤكدة عدم معرفتها بمصدر هذه المياه لغاية الوقت الحالي، وتركت ذلك إلى نتائج التحقيق، لافتة إلى اشتراك 30 فرقة في انقاذ الضحايا البعض منها جاء من محافظات مجاورة.
وذكر مدير الدفاع المدني كاظم بوهان، في تصريحات لمراسلين من بينهم (المدى)، أن "حادث القطارة في كربلاء حصل نتيجة انهيار جبل برمته على المزار الديني وكان الناس في داخله".
وتابع بوهان، أن "فرق الدفاع المدني بدأت إجراءاتها بعد أن وجدت منفذاً من هذه الصخور واستطاعت أن تتواصل مع شخص وتمده بالأوكسجين، وبعد أربع ساعات من العمل تم إنقاذه".
وأوضح، أن "أكثر من 150 رجل إطفاء موزعين على ثلاثين فرقة شاركوا في موقع الحادث"، مبيناً ان "المعلومات كانت غير معروفة لدينا عن عدد الذين احتجزهم الركام على وجه الدقة لكنهم بحدود ثمانية أشخاص".
ويسترسل بوهان، أن "النظر إلى المكان حيث سقطت التلال الترابية يظهر للعيان أنه مشبع بالمياه والرطوبة"، متابعاً، "كيف وصلت هذه المياه إلى التل؟ أنا لا أعرف ذلك وهو أمر متروك للجهات التحقيقية"، معرباً عن اعتقاده بأن "ذلك هو السبب الرئيسي في التربة ومن ثم الانهيار".
وكان مدونون قد تناقلوا صوراً لحادث انهيار الساتر الترابي على مزار القطارة في محافظة كربلاء يوم السبت الماضي، فيما كلّف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وزير الداخلية عثمان الغانمي بالإشراف على عمليات الإنقاذ مع استنفار كامل الأجهزة الطبية لتوفير السلامة للمصابين.
من جانبه، أفاد مدير إعلام مديرية الدفاع المدني جودت عبد الرحمن، في تصريح إلى (المدى)، بأن "فرق الدفاع المدني تعاملت بشكل سريع مع الحادث الذي وقع في مزار قطارة الأمام علي (عليه السلام) في كربلاء، وقد تحركت فرق اسناد من محافظات بابل والديوانية والمثنى". وأضاف عبد الرحمن، أن "مدير عام الدفاع المدني كاظم بوهان ذهب إلى موقع الحادث ومعه فريق البحث والإنقاذ العراقي الذي لديه خبرة في عمليات الإنقاذ".
وأشار، إلى أن "عمليات الإنقاذ استمرت لأكثر من أربعين ساعة استخدمت فيها الطرق الفنية والعلمية، ونجحنا في انقاذ طفلين وصبي".
وشدد عبد الرحمن، على أن "فرقنا وفرت امدادات اوكسجين مع ارسال أجهزة للتنصت واستمرت هذه الامدادات حتى اليوم الثاني، الذي شهد في عصره انتشال خمس جثث، ثلاثة تعود لنساء وأخرى لرجل والأخيرة لطفل يتراوح عمره من سنتين إلى ثلاث سنوات".
وبين عبد الرحمن، أن "عمليات البحث استمرت وبجهد كبير، واسفرت اليوم صباحاً عن انتشال جثتين الأولى لامرأة وأخرى لرجل، ليصبح العدد الكلي هو 7 جثث تم انتشالها خلال اليومين من الأنقاض والركام، ونتوقع أن تكون هناك جثة أخرى يجري البحث عنها".
وأكد، "تواجد أكثر من ثلاثين فرقة انقاذ في محل الحادث، إضافة إلى فريق البحث والإنقاذ العراقي، وبدأنا برفع التراب والكتل الكونكريتية من خلال استخدام العجلات الثقيلة حتى نصل إلى أكبر مساحة من الانهيار والتأكد من وجود مصابين أو جثث أخرى".
ويواصل عبد الرحمن، أن "الحادث معقد والانهيار كان مركباً للتلة الترابية على سقف المزار وسقوطها على السقف الكونكريتي ومن ثم على المواطنين الذين كانوا في الداخل".
ويسترسل، أن "أي حادث يتم فتح تحقيق بشأنه في مركز الشرطة ضمن الرقعة الجغرافية لمحل الحادث، والسبب الأولي للانهيار هو الرطوبة العالية في التلة الترابية".
ويواصل عبد الرحمن، أن "التلال الموجودة ضمن الرقعة الجغرافية للمزار رخوة ومواصفات الأتربة الفيزيائية تظهر أنها تتعرض إلى الانزلاقات وهو ما كان السبب في الحادث".
وزاد، أن "التحقيق سيشهد وجود لجان فنية وبيولوجية وهندسية للتأكد من التلال الرميلة وإجراءات الوقاية والسلامة داخل المزار الديني".
ومضى عبد الرحمن، إلى أن "هذا المكان هو أهلي لا تتبع مسؤوليته لأية جهة رسمية، والإدارة المحلية أصدرت أمراً أمس بغلقه وعدم زيارته في الوقت الحالي".
وبحسب بيان وزارة الصحة، فأن "عدد ضحايا الانهيار الترابي لغاية عصر أمس كان ستة مصابين وسبع وفيات".
وكان الوقف الشيعي قد أكد في وقت سابق أن مزار القطارة لا يعود إليه، وأنه يدار بشكل خاص، فيما أوعزت محافظة كربلاء بتشكيل لجنة تحقيقية في الحادث لمعرفة أسبابه.