تحية السلام والصراحة
آمل ان تحسب خطابي، ايها العزيز، من باب «الحوار العلني» الذي دعوت اصحاب الاطار التنسيقي اليه، وأبدؤه بوجيز القول انني اقف مع مشروعكم السياسي بابوابه ذات الصلة بالاصلاح الحقيقي لبنية النظام السياسي المتهرئ، الفاسد، الفاسق، والتغيير الشامل لمنظومة المحاصصة والطائفية والتبعية.. ولديّ الوضوح الكافي حيال مناهضي هذه المطالب، ورطاناتهم للهروب من طوق الحساب عما جنت ايديهم.
سوى ان لي ملاحظات تتصل بعقدة العقد التي يواجهها مشروعكم وهي الوسائل المتبعة لتعبئة انصار الاصلاح والتغيير، فكما يظهر لي ولشرائح ونخب ومتابعين انكم حريصون على نيل التأييد من الاوساط غير الصدرية، لكن المشكلة تتمثل في انكم لا تتعاملون معهم كحلفاء مرحلة يقاسمونكم (او يناقشونكم) الخطوات المزمع اتخاذها (او الاعتراض على بعضها) بل تريدونهم (أتباعا) منفذين، يقفون طوع اشارتكم او تغريداتكم، ودليل ذلك ما حدث لكم مع «سائرون» ثم مع ثوار تشرين، ثم مع اطراف التحالف الثلاثي، والحال، فلا عتاب على من يتردد في الانضمام الى ثورتكم، ومن يكتفي بالتعاطف معها، وكل هذه المواقف انما تدخل في حساب المعارضة الشعبية الواسعة لتحالف الفساد والسلاح المنفلت والمحاصصة والتبعية.
ومن منطلق الصراحة نفسه، اشير، ككاتب رأي، الى غياب الاهتمام بإشراك جمهور النساء الواسع في العصيانات المدنية السلمية، واخص بهن، الملايين من الارامل وامهات ضحايا التنكيل والاغتيالات والمغيبين والمحتاجات الى فرص العمل والخريجات العاطلات والناشطات في حركات الاحتجاج.. وهذا الجيش يمكن ان يشكل رافدا حاسما للتعجيل بانتصار مشروعكم الوطني في حال تمت ادارة التواصل معه بصبر وبروح الانفتاح، والاحترام للخصوصيات والتنوع.. بعيدا عن منطلق التعامل مع طلائعه كـ(أتباع) بل باعتبارهم شركاء وأكثر مصلحة بتحقيق مشروع الاصلاح والتغيير الشامل، وفي الحاق الهزيمة بمنظومة الخراب.
أحييكم، متمنيا النصر لكم.
عبدالمنعم الاعسم-
جميع التعليقات 1
عدي باش
مشروع الصدر ( الإصلاحي) هلامي/ عاطفي يفتقر لرؤية وطنية صادقة ، لذلك يتحفظ البعض (ثوار تشرين) على تاييدها و المشاركة فيها