اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فعلاً.. هل يعتزلون؟

العمود الثامن: فعلاً.. هل يعتزلون؟

نشر في: 27 أغسطس, 2022: 10:57 م

 علي حسين

كنت أنوي الكتابة عن مؤتمر المرأة الذي عُقد في بغداد، وسمعنا فيه أحاديث مكررة عن السياسة والأمن والاقتصاد ، فوجدت أن لا شيء يستحق الكتابة عنه لأن قضية المرأة الأساسية غابت، فقررت أن أستمع لحوار بين عدد من الزملاء في الصحيفة عن تغريدة السيد مقتدى الصدر الأخيرة ،

البعض كان متحمساً، والبعض الآخر مثل "جنابي" يبدو متشائماً، لكن تشاؤمي ليس ضرورياً، ما دام موضوع إزاحة جميع الأحزاب التي ساهمت في الخراب قد طُرح للنقاش، وبشكل علني وللمرة الأولى .ماذا يحصل لنا نحن معشر الكتاب عندما نسمع أن سياسياً قرر الاعتزال؟.

تخيل عزيزي القارئ أن عالية نصيف قررت أن تعود لمهنتها الأصلية موظفة في دائرة التسجيل العقاري، وأن ينصرف أحمد الجبوري "أبو مازن" إلى مهنته "دلال عقارات"، هل سيتأثر "وهج" الديمقراطية العراقية؟. ماذا تفعل عزيزي القارئ عندما تستيقظ في الصباح وتكتشف أن المنطقة الخضراء لم تعد تُحيك المؤامرات ضد المواطن العراقي؟.

ماذا تفعل حين يأتي سياسي ويقول "يا جماعة تعبت أريد ارتاح"؟ بالتأكيد ستشعر بالارتياح لأنه ارتضى أن يخفف من وطأة المأساة علينا، ولهذا أتمنى على الجميع أن يتقبلوا بأريحية تغريدة السيد مقتدى الصدر والتي شملت التيار الصدري أيضاً، ليريحوا الناس، من معاركهم وخطبهم وافتعالهم للأزمات، فالناس بأمس الحاجة لالتقاط الأنفاس، بعيداً عن الصراعات التي لا يريد لها البعض أن تنتهي. لقد أشعل سياسيونا المعارك في كل بيت وشغلت تصريحاتهم الناس في كل مكان، ولم يشعلوا للاسف معارك من اجل التنمية والبناء والازدهار .

على مدى ما يقارب العشرين عاماً عشنا مع كتل سياسية وأحزاب تسلك طريق التاجر الذي يريد أن يبيع أي شيء، وبأيّ ثمن، من دون أدنى اعتبار لحقوق المواطن وحق المواطَّنة ، في ظل فساد اقتصادي، وسياسي، مربح لهذه الاحزاب . قوى سياسية صارت غير قادرةٍ على الحياة في أجواء الطمأنينة والسلام، مكتفية بمكاسب الهتاف وبيع الأصوات أمام صناديق الانتخاب، ونهش المختلفين معهم بكل الوسائل.. ويمكن القول إنه لم يبق في جعبة هذه القوى السياسية شيء صالح للاستعمال، وقابل للتداول، باستثناء حكايات المؤامرات الدولية التي تحاك ضدهم، أو اللجوء إلى سلاح الطائفية.

ماذا فعل السادة الذين حكموا أكثر من 19 عاماً؟ ما المبادرات التي قدموها غير نهب المال العام، ومحاولة إصدار قوانين تعيدنا إلى عصور مضت، وتشجيع الانتهازية والرشوة والتزوير، بالإضافة طبعاً إلى الشهوة التي لا تفارقهم في إعلان دولة "تقاسم الكعكة"؟ .

نتحسر على ما يجري في الديمقراطيات الحقيقية ، وليست ديمقراطية محمد الحلبوسي ونتمنى أن نجد أحد مسؤولينا، أو سياسيينا، يمارس فضيلة مراجعة النفس والاعتراف بالخطأ، ويقرر الاعتزال .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram