اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بين قضاء ماليزيا وقدر العراق

العمود الثامن: بين قضاء ماليزيا وقدر العراق

نشر في: 28 أغسطس, 2022: 11:25 م

 علي حسين

منذ أن قرر النائب "أبو مازن" استخدام سلاح "الجوبي" في مواجهة تسريبات الفساد والعمولات، ونوابنا الأفاضل، السابقون منهم واللاحقون، مصرون على تحويل السياسة إلى سوق تعرض به أصناف الألاعيب وعبارات من عينة "نحن أو الفوضى" . الحمد لله وسط الأزمات وجدنا خبراً يضيف مسحة من الطرافة إلى أخبار السياسة في بلاد الرافدين، من خلال رغبة "الزعيم" أبو مازن بأن يعلن انتصاره على القضاء والقانون، وهو الأمر الذي أثار موجة من السعادة والارتياح لدى أبناء هذا الشعب.

هل هناك ما هو أسوأ؟.. نعم، سأخبر جنابك أن البعض يقايض العراقيين بين الفوضى والموت أو الرضى بما مقسوم .. لا يهم أن يعم الفساد والخراب، المهم أن لا يتهور هذا الشعب ويخرج منادياً.. لايهم ان يعن الخراب .. المهم ان الكراسي سالمة .

وأتمنى وأنت تتابع معي صولة بعض النواب في الفضائيات، أن تلاحظ أيها المواطن العزيز.. ما نشرته معظم صحف العالم أمس و"بالبنط العريض : " صادقت المحكمة الفيدرالية في ماليزيا على الحكم الصادر بحق رئيس الوزراء الأسبق نجيب عبد الرزاق بالسجن 12 عاماً وتغريمه ما يزيد على 55 مليون دولار". وايضا أن لا ينسى جنابك، أن نجيب عبد الرزاق هذا ينتمي إلى حزب كبير لديه مقاعد كثيرة في البرلمان ومسؤولين كبار في الدولة .

والآن، هل جنابك مُصرّ على معرفة الفرق بين ديمقراطيتنا "العظيمة" وديمقراطية بعض البلدان العرجاء؟.. هل تريد أن تعرف الفرق بين أحكام القضاء في ماليزيا وبين غياب المدعي العام العراقي عن الأنظار؟ فاسمح لي أن أورد لك، أن القرار ليس بالحبس فقط وإنما بمنع نجيب عبد الرزاق من ممارسة العمل السياسي".

إحفظ هذه العبارة الأخيرة رجاءً.. المنع من ممارسة العمل السياسي.. فأنت وأنا نعيش في ظل عملية ديمقراطية سمحت لمن نهب وسرق وزور أن يظل صاحب الصوت الأعلى !.. أما في ماليزيا فقد تصدرت صورة رئيس وزرائها وراء القضبان الصفحات الأولى.. فالجريمة هناك لا حماية له، كما أن القانون ليس مزاجاً شخصياً.

في الديمقراطيات الحقيقية يتجاوز الإعلام حدود المحرمات السياسية، وعندما يخطئ السياسي أو المسؤول تصبح كل أفعاله تحت رحمة الصحف والفضائيات. .. فتصدر عن السياسي عشرات المقالات والكتب عن قضاياه الشخصية. وتدخل الصحافة تدخل إلى زوايا أسراره الخاصة لكي تنبش فيها. دمرت الصحافة البريطانية مستقبل جونسون السياسي لأنه اقام حفلة صغيرة اثناء تفشي كورونا ، ومنعته من الوصول ثانية إلى كرسي المسؤولية .. فيما نحن لا نزال نصر على أن نغلق أبواب الحقيقة أمام الناس .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram