اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العراق.. اليابان.. ونشيد عديلة

العمود الثامن: العراق.. اليابان.. ونشيد عديلة

نشر في: 3 سبتمبر, 2022: 11:50 م

 علي حسين

كالعادة عندما أجد خبراً غريباً وعجيباً بمقاييس بلاد ما بين النهرين، أقول لنفسي يارجل، لماذا تطلب من المسؤول العراقي أن يقتدي بسياسي أو مسؤول غربي كافر لا يحمل ذرة إيمان في قلبه؟، لكن ياسادة ماذا أفعل وخبر وزيرة الصحة البرتغالية يستفزني؟،

فهل يعقل أن تقدم وزيرة استقالتها لمجرد وفاة سائحة لم يتوفر لها سرير في المستشفى؟، ما هذه المهزلة الديمقراطية ونحن نستمع إلى الوزيرة وهي تقول: "أدركت أنني لم أعد أملك شروط البقاء في المنصب". ربما يسخر البعض. وزيرة تقدم استقالتها لمجرد وفاة سائحة هندية، فقد عشنا في هذه البلاد مع وزيرة الصحة عديلة حمود وهي تخرج علينا بعد أن أكلت النار عشرات الأطفال الرضع في مستشفى اليرموك، لتقول إن الوزارة ستحقق في الأمر، وبدلاً من محاسبة الوزيرة قام البعض بمنحها الأوسمة والنياشين ووضع على كتفها العلم العراقي، بل ذهب الهيام بالبعض إلى إنتاج نشيد يشيد بإنجازات عديلة حمود بتطوير الصحة في العراق.

دائماً ما يلومني قرّاء أعزّاء وهم يقولون بمحبّة: هل تتوقع أنّ ساستنا ومسؤولينا يقرأون؟ وأنهم سيطيلون النظر في سطورك التي تَحشيها بتجارب الشعوب؟ أنا أيها الأعزاء أطمح لأمر واحد، هو أن أجد أمامي نواباً وساسة يعرفون معنى المواطنة، لا أقبل بأن يتحسّر العراقي وهو يقرأ ما قاله السيد عمار الحكيم من أن ظروف العراق واليابان تتشابه من الناحيتين السياسية والاجتماعية.

منذ سنوات وجنابي يقرأ كلّ ما يقع بين يديه من كتب عن اليابان، وأدهشني الأدب الياباني من كواباتا وجميلاته النائمات مروراً بكنزابورو أوي وميشيما واعترافاته، وانتهاءً بأشيغورا وموراكامي، وكنت مثل كثيرين أعتقد أنّ اليابان حصلت على جائزة نوبل للآداب فقط، فإذا بها حصدت منذ عام 1949 على 29 جائزة نوبل توزعت في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب، شعب يكتب بحروف عجيبة، لكنه يقدّم لنا كلّ ما يسهّل علينا الحياة. بعد أن خسرت اليابان الحرب عام 1945 قرّر الشعب المهزوم والجائع أن يعيد بناء المصانع والبيوت والشوارع، وكان شعاره"العمل حتى الموت"، اليوم البرلمان الياباني يواجه مشكلة في إقناع الشعب بتخفّيض ساعات العمل.

هناك دول تنهض من ركام العدم لتصبح أغنى الاقتصاديات وتتفوق في الرفاهية والعدالة الاجتماعية، ودول تتحول إلى مخيمات للاجئين والمشردين، وأرقام سعيدة للعطل التي ترى فيها الحكومة أنها ستبهج الشعب الذي يعاني أيضا من شعار"البطالة حتى الموت". تقول أرقامنا السعيدة إنّ نسبة البطالة بين الشباب تجاوزت الـ 40 بالمئة.

نحن ياسادة نعيش في دولة يعتقد فيها المسؤول أنه منذور لمهمة سماوية وأن أداء الخدمة للمواطن "رجس من عمل الشيطان" ، والخطب عن التنمية والبناء تحولت إلى مسلسل كوميدي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram