محمد حمدي
أعادت انتكاسة منتخب الناشئين بكرة القدم في بطولة كأس العرب تحت 17 عاماً الحديث الأزلي والانشقاق بين الإعلام الرياضي ومجموعات المدرّبين المحلّيين لإلقاء اللوم على أطراف أخرى غير تلك التي شخّصها الإعلام الرياضي وتحمّل المدرّب المحلّي نصف أوزارها،
ومن غير المُنصِف أن يكون طرفاً بحدّ ذاته هو نتاج الهزائم المتكرّرة وأجد أن أغلب التشخيصات كانت حقيقيّة الى حدود بعيدة باستثناء أن يكون الإعلام هو الشمّاعة وأحّد الأسباب كما أعلنها البعض من المدربين المحلّيين تحت ضغط شدّ الأعصاب وعدم تحمّل النقد الصريح.
لأجل ذلك آثرت أن أشير الى نقاط في غاية الأهمية لتشخيص حالات الانهيار للاعبينا الصغار الذين ظهرت عيوبهم بجلاء في المباراة الأخيرة التي خسرناها أمام منتخب السعودية برباعية مقابل هدف وحيد وكانت واضحة الى حدود بعيدة في تأشير مكامن الخلل في الإعداد البدني والنفسي والفني وكلّ ما يمت الى كرة القدم بوصل، ولن أجانب الصواب إذا قلت أن المباراتين اللتين فاز بهما منتخبنا أمام المغرب وجزر القمر كانتا ضرباً من الخيال ولم نقدّم فيهما ما يوحي أن المنتخب قادر على إكمال المشوار، وقد أشار الى هذه الحالة عدد كبير من النقاد والمتابعين وتحمّلوا موجة انتقاد جارحة على أن الحديث ما بعد الفوز هو لا يغني عن جوع ويمحي كل السلبيات !
وبحسب ما أشار لي الكابتن شاكر محمود المدرب واللاعب الدولي السابق بأن فترة ثلاثة وعشرين عاماً خلت الى الآن هي تجارب متكرّرة وإعادة لسيناريو أخطاء مُتراكمة لذلك يجب أن نعرف بأن البناء الصحيح والتخطيط السليم ينتج لك انجازاً كالبيت إذا أردتَ أن تقوم بالبناء يجب أن يكون عمله الصحيح من الأساس حتى لا تكون هنالك أخطاء هذه ناحية مهمة جداً في بناء فرق الفئات العمرية.
لذلك فإن المدربين لا يتحمّلون النتائج بسبب المنظومة المسؤولة عن كرة القدم في العراق، ومنها عدم وجود دوري فئات عمرية، وهو الأساس في رفد المنتخبات الوطنيّة العراقيّة والأندية بالدماء الجديدة، وكذلك اهتمام الأندية فإنه ينصبّ بالجانب المادّي فقط لهذه الفئة، ولا يتمّ الاهتمام بها إلا هامشياً، من جميع النواحي من تجهيزات تساعد على تحفيزهم والاستمرار، وكذلك يجب أن يكون مدرب الفئات العمرية من لاعبي المنتخبات الوطنية العراقية أو لاعب معتزل ومعروف حتى وإن لم يمثّل المنتخبات من أجل أن يكون اللاعب السابق قدوة للاعبيه، والشيء الآخر الذي أكل من جرف الفئات العمرية ردحاً من الزمن يكمن في التزوير والتلاعب بالأعمار لذلك كانت نتائج الفئات العمريّة غير حقيقيّة ولا تمت الى الواقع بصلة، وعليه يجب الابتعاد عن حالة التزوير لأنها أضرّت بمستقبل أكثر اللاعبين، وكذلك الابتعاد عن أشباه المدربين والمحسوبيّة والعلاقات في اختيار المدرب.
اضافات أخرى شخّصها مدرّبون محليّون ينصِبّ أغلبها حول ما تمّ ذكرهُ، فضلاً الى الإشارة عن تركيز الاهتمام بالمنتخب الوطني الأوّل وترك الفئات العمريّة، ولكن يجب أن نضيف لهم بأن لمسات المدرّبين الأجانب كانت واضحة في فرق الفئات العمريّة لدى بلدان الجوار على أقلّ تقدير أو بلدان الخليج من ناحية بناء اللعب أو اللاعب بصورة صحيحة، وهو ما لم نلمسهُ مُطلقاً في فرقنا الوطنية مجتمعة.
الحديث الآخر الذي دأب على طرحه المدرّبون والاتحاد معاً في أعقاب كلّ خسارة أن المنتخب يُعد لبطولة أخرى أكثر أهمية وإن المدرب الجديد قَبَل بالمهمّة قبل نحو أسبوعين أو أقلّ من ذلك مع إن المدرب ذاته ذكر قبل مباراة السعودية، اعتمدت على التشكيلة التي شاركت في غرب آسيا وهي التشكيلة التي مضى عليها فترة طويلة مع الكادر السابق، إضافة الى أنها لعبت ٦ مباريات مع الكادر الجديد، بمعنى أن الفريق لعب عدداً جيّداً من المباريات، فضلاً عن مباريات الدور الأول، وبالتالي استمرّت نفس الأخطاء المُشخّصة أمام الجميع.