شعر: أديب كمال الدين
رماد القصيدة
قالَ لي حرفي:
أرني قلبَكَ العاشق.
ففعلت.
قالَ: هذا ليسَ بقلبٍ بل مجمرة هائلة.
قلتُ: نعم، وأريدكَ أن تمحو نارَها أبدا.
قالَ: بل سأكونُ الريح لأشعلَها أبدا
حتّى تكتبَ برمادِكَ
قصيدةَ حبّكَ الكبرى!
خلف الكواليس
مثل مُمثّلٍ مُبتدِئٍ أُعْطِيَ دور البطولةِ المُطلقة
في أوّل مسرحيّةٍ له،
هكذا كنتَ.
كانَ الأمرُ مُذهلاً في الكرم
على مُمثّلٍ علّمتهُ الحياة
آياتِ الأسى والدّمعِ فقط
وأبجدياتِ اليُتمِ والحرمانِ فقط.
فارتبكتَ
بل تحوّلتَ إلى غيمةٍ مِن ارتباك
مُعلّقةٍ برأسِكَ المدهوشِ بما قد رأى،
مُعلّقةٍ برأسِكَ المذهولِ أنّى مضى.
فتصوّرتَ المسرحياتِ كلّها هكذا:
كرمٌ في كرم!
ولم تعرفْ
- وأنّى لكَ أن تعرف! -
أنّ مَن يفشل سَيُطرَد بوحشيّة
من المسرحِ والمسرحيّة
وقد تُلقى جُثّتُه دونما رحمةٍ
خلفَ الكواليس.
أربعون مفتاحاً
حينَ عدتِ بعدَ أربعين عاماً
وطرقتِ بابي،
لم يكنْ قد تبقّى
من جسدي الذي كانَ يفورُ كبُركان
ويرقصُ كنبعٍ،
لم يكنْ قد تبقّى
سوى لحيةٍ بيضاء تَدثَّرتُ بها
وصرختُ بكِ صرخةَ الأعماق:
البابُ مُوصدٌ
ولا أستطيعُ فتحه أبداً،
فهو يحتاجُ إلى أربعين مفتاحاً
لا أملكُ منها مفتاحاً واحداً.